رجل الصرامة والإنسانية

الخميس - 28 أبريل 2016

Thu - 28 Apr 2016

صرامة وحزم تقابلهما إنسانية، هي شخصية ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف الذي تولى ملف مواجهة الإرهاب.

وصف بأنه الصارم الذي قلّم مخالب الإرهاب، ومقبل رؤوس أبناء الشهداء، واكتسب هذه الشخصية من والده الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - حيث كان مرافقا وملازما له طيلة مسيرته وفي كل مناسباته.

الأمير محمد بن نايف مستمع جيد، لا يقاطع المتحدث، يسمع منه حتى ينتهي، ثم يرد ببديهة سريعة متزنة، يستمع ويحلل ويستحضر المعلومات ويقيم خلال استماعه للمتحدث، وتخرج إجابته واضحة ورصينة.

التواضع سمة شخصية ولي العهد، وكثيرا ما بدا ذلك من خلال أحاديثه مع الكبار والصغار، خلال جولاته أو لقاءاته، وكذلك خلال زياراته للمصابين من رجال الأمن وأسر وذوي الشهداء، فهو يقبل رؤوس الصغار والكبار، واقفين أم جالسين، وحتى على أسرتهم البيضاء.

إنسانية بلا حدود

إنسانية الأمير محمد بن نايف لم تنحصر في معاملة رجال الأمن، بل امتدت إلى أهالي حتى المطلوبين أمنيا، فهو يتابعهم ويحرص على توفير متطلباتهم، بل إنسان حتى مع المطلوبين أنفسهم، انطلاقا من دوره في استعادة السعوديين المعتقلين في جوانتانامو، ويهاتف أهاليهم بنفسه.

إنسانية ولي العهد ظهرت جلية في مناسبات عدة، ومثالها عندما استقبل عددا من أبناء شهداء الوطن خلال رعايته فعاليات التمرين التعبوي لقوات الطوارئ الخاصة «صولة الحق 7» العام الماضي، بمحافظة ضرما، حيث تحولت ملامح الجد أمام أبناء الشهداء إلى ملامح الأب الحاني، مقبلا رؤوسهم ومستفسرا عن احتياجاتهم.

دحر الإرهاب

دائما ما يؤكد الأمير محمد بن نايف وقوف السعودية بقوة ضد الإرهاب، وأن الدولة لن تتزعزع أمام هذه الحوادث، حيث قال في إحدى المناسبات «المملكة واقفة بقوة ضد الإرهاب، ولن تزعزعنا مثل هذه الحوادث، مررنا بحوادث أكبر، والحمد لله الوضع تحت السيطرة، وإن حدث شيء سيتم التعامل معه في حينه».

هذه الإجابات والإجراءات تكشف عن تمتع الأمير محمد بن نايف برؤية سياسية استراتيجية ورؤية أمنية شاملة تعطي الثقة والاطمئنان بأن قيادة الأمن في أيد محترفة، تواجه الإرهاب بصورة غير تقليدية، بل بالابتكار في المواجهة.

خبراء عدة اتفقوا على أن عملية مكافحة الإرهاب في المملكة تميزت بطبيعة مؤسساتية مهمة، وجرى استيعاب الذين غرر بهم، وتمت إعادة أعداد كبيرة منهم إلى المجتمع، وهنا تكمن أهمية مشروع المناصحة الذي قاده الأمير محمد بن نايف، والذي أثر إيجابا على جهود مكافحة الإرهاب.

الأمير محمد بن نايف تبنى المناصحة لاجتثاث بيئة الإرهاب حتى أصبح هذا البرنامج تجربة يحتذى بها في كثير من دول العالم.

الصحافة العالمية: محارب الإرهاب

صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية تناولت تقريرا العام الماضي عن شخصية الأمير محمد بن نايف على لسان أحد كبار أعضاء إدارة باراك أوباما، قائلا «ولي العهد الأمير محمد بن نايف لا يغيب كثيرا عن وسائل الإعلام الغربية منذ سنوات عدة، بسبب الحملة الشجاعة والمتواصلة التي يقودها لمواجهة التنظيمات الإرهابية، مثل القاعدة وداعش، وهناك عشرات العمليات الإرهابية أحبطها رجال الأمن السعوديون، كان آخرها إلقاء القبض على 93 متورطا، غالبيتهم ينتمون إلى تنظيم داعش، خططوا لتنفيذ عمليات إرهابية في المملكة».

صحيفة «نيويورك تايمز» وصفت في تقرير لها أيضا ولي العهد بأنه قائد لواء القضاء على الإرهاب، ويرتبط بعلاقات وثيقة مع كبار القيادات العالمية السياسية والأمنية، والرجل الذي يدرك الطبيعة الشرسة للإرهاب.