عبدالله المزهر

الوجوه المزَوّرَة!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الثلاثاء - 26 أبريل 2016

Tue - 26 Apr 2016

يقول الخبر الذي نشرته هذه الصحيفة المباركة إن الإدراة العامة للجوازات بدأت في تجربة استخدام نظام جديد لكشف «الوجوه المزوَّرة» في المنافذ الحدودية بحيث يمكن لهذا النظام كشف عمليات التحايل وانتحال الشخصيات التي تتم عن طريق عمليات التجميل والتعديل و»الترهيم» في الوجوه البشرية.

وهذه تقنية يبدو تطبيقها متاحا وممكنا ويمكن تطويرها والانتقال من مرحلة التجارب إلى مرحلة التطبيق، لكن ذلك ليس الأمر الذي خطر في ذهني عند قراءتي لهذا الخبر.

فكرت في تقنية لكشف «الوجوه المزوّرة» التي لم تخضع لعمليات تجميل ولم تتغير ملامحها، لأني أظنها أكثر خطرا من الوجوه التي تم تزوير ملامحها.

كثير من الجدل والنقاشات ستختفي، كثير من المنظرين سيبحثون عن أعمال أخرى، قنوات وصحف وكتاب ومغردون وأصدقاء سيكون التعامل معهم أكثر سهولة حين يصبح من السهل معرفة أنهم يرتدون وجوها غير وجوههم الحقيقية.

سيندثر بشكل كامل كل مدعي الحزن ومحتكري الوطنية، لكن الإنجاز الأهم لو وجدت هذه التقنية هو أن العالم سيصبح أكثر هدوءا وسكينة واطمئنانا بعد أن تخفت أصوات «الطبول»!

سيصبح كثير من الشعراء أكثر فقرا لأن القصائد لن تعود صالحة للتكسب، وبالطبع فإن هذا لن يؤثر على الصعاليك الذين يكتبون الشعر من أجل الشعر ومن أجل الحياة ومن أجل وجوههم الحقيقية التي يصعب تزويرها!

وعلى أي حال..

مثلكم جميعا أتمنى وجود هذه التقنية، ومثلكم جميعا لا أتمنى أن تستخدم معي عليّ وأن أستطيع الاحتفاظ بكل وجوهي دون أن تستطيع أي تقنية كشف أي منها حقيقي وأي منها مزور، وأن يصدقني أعدائي الذين يرون وجهي الحزين، وأن يصدقني أحبتي الذين يرون وجهي السعيد!

[email protected]