إشعال القناديل حول الميت يقيه الأرواح الشريرة

خرافة
خرافة

الخميس - 11 فبراير 2016

Thu - 11 Feb 2016

خيالات كثيرة صاغتها حكايات شعبية حول عبث الأرواح الشريرة بالإنسان في حياته وبعد مماته، ومنها أنها تتحين الفرصة للدخول في جسمه وهو ميت، ولا تنفك منه أبدا، وساعد على نمو هذه الأسطورة وتطورها أن الميت لا يستطيع الكلام والمقاومة، وليس بإمكانه إخبار أحد بما يجري له، فمن السهل على «الشريرة» الدخول فيه وهي تعلم أنه جثة لا حراك فيها.

ويرى متابعون أن المجتمعات التي تؤمن بتلك الخرافة سعت إلى التخلص من تلك الأرواح الشريرة عن طريق حلول عدة، ومنها إشعال القناديل حول تابوت الميت حتى وصوله إلى موضع الدفن، ويتأكد ذلك ليلا لاعتقادهم بأن الأرواح الشريرة لا تحتمل مقاومة الضوء، فتهرب من المكان خوفا من الاحتراق، ويحاول حاملو التابوت تجنب التثاؤب والعطاس، لاعتقادهم أنها تدخل عن طريق الفم والأنف، ومن اضطر إلى ذلك يستعين بيده للتغطية.

وثمة من يعتقد أن الأرواح الشريرة هي كائنات ساقطة وبدون أجساد، ولكونها كذلك فهي تسعى إلى سكنى الإنسان ليكون لها مجال أكبر في التعبير عن نفسها، والتسلط على الجنس البشري وسيادتهم عليه، والحي يمكنه مقاومة ذلك، بيد أن الميت لا حول له ولا قوة، ومن هنا ينتاب من يؤمن بذلك شعور قوي للإيمان بهذه الأسطورة.

ومعالجة هذه الحالة كانت بخرافة أخرى لتبطلها، فنثر الملح في عيون الأرواح الشريرة يبطل عملها، لاعتقادهم بأنها تقبع خلف كتف الإنسان منتظرة الفرصة لاستهدافه في جسمه، ولذا كان الملح في العصور الوسطى سلعة باهظة الثمن، وغالبا ما كان يستخدم للشفاء، وكان الناس يهتمون بعدم سقوط شيء منه على الأرض.

الأكثر قراءة