ولي العهد يؤسس عصر الطاقة الجديد

المدينة تسهم بـ 22 بليونا في الناتج المحلي و100 ألف فرصة عمل
المدينة تسهم بـ 22 بليونا في الناتج المحلي و100 ألف فرصة عمل

الاثنين - 10 ديسمبر 2018

Mon - 10 Dec 2018

وضع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، حجر الأساس لمدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك) في المنطقة الشرقية، التي ستكون مركزا عالميا للطاقة والصناعة والتقنية، على أرض مساحتها 50 كيلومتر مربعا.

ورحب وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح بحضور ولي العهد لتدشين مدينة الملك سلمان للطاقة، وقال: أرحب بكم في معقل من معاقل الصناعة السعودية بل العالمية، وفي موقع لا يبعد كثيرا عن أماكن شهدت زيارات لجلالة الملك المؤسس عبدالعزيز، رحمه الله، وهو يتفقد بواكير الصناعة ورؤيته المستقبلية وعزيمته التي لا تلين. واليوم ها أنتم تحيون برؤيتكم المستقبلية وعزيمتكم التي لا تلين ذكرى ذلك القائد العظيم وتأخذون صناعة النفط العملاقة إلى آفاق أرحب من خلال متابعتكم وتدشينكم مبادرات مثل مدينة الملك سلمان للطاقة التي تمثل توجه المملكة نحو مستهدفات رؤية 2030، ومنها تحويل المملكة إلى منصة عالمية لتصدير جميع التقنيات والمواد والخدمات المرتبطة بالطاقة.

وبدأت أولى ثمار الاستثمار في المدينة حيث شهد اليوم توقيع 12 اتفاقية ومذكرة تفاهم لتأجير أراض وبناء شراكات استثمارية بالمدينة بقيمة 1.2 مليار ريال، بين أرامكو السعودية ومجلس إدارة المدينة وبعض الشركات العالمية والمحلية، ومنها شلمبرجير، وهالبيرتون، وبيكر هيوز، إحدى شركات جنرال الكتريك، وغيرها من الشركات العالمية، والشركة السعودية لتقنية المعلومات ومجموعة الرشيد و(أو إس سي)، وغيرها من الشركات المحلية، وهي شراكات في مشاريع عدة لأعمال مواد إنجاز الآبار والمناخل لأجهزة الحفر البرية وحواجز العزل لإنجاز الآبار، وخدمات حقول النفط الخاصة بقاع البئر، وخدمات حقول النفط الخاصة بالضخ بفعل الضغط وقاع البئر وإنجاز الآبار، وتأسيس شركة للاستثمار في تقنية المعلومات والاتصالات، ومشروع مشترك للأمن السيبراني، وغيرها.

مركز عالمي

وقال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح إن مشروع المدينة يهدف إلى تعزيز مكانة المملكة بوصفها مركزا إقليميا وعالميا للطاقة، من خلال تنمية قطاع صناعات وخدمات سعودي تنافسي، على مستوى عالمي، ومساندة مبادرات المملكة الاستراتيجية للتنمية الاقتصادية، وتنويع مصادر الدخل الوطني، وتوفير فرص العمل لأبناء الوطن، وتعزيز دور القطاع الخاص والاستثمارات الدولية في الاقتصاد الوطني، مع الإسهام بشكل فاعل وكبير في تشجيع تطوير وتنمية المؤسسات السعودية الصغيرة والمتوسطة التي ستسهم في قطاع الطاقة، بالإضافة إلى تعزيز موثوقية أرامكو السعودية، التي كلفت بإنجاز هذا المشروع، ودعم جهودها لهيكلة التكاليف من خلال تطوير وتعزيز سلسلة الإمداد فيها.

وأضاف «نسعى لأن تصبح مدينة الملك سلمان للطاقة مركزا عالميا للتصنيع والخدمات المرتبطة بالطاقة، ومنها أعمال التنقيب والإنتاج، وأعمال التكرير والمعالجة والتسويق، وإنتاج البتروكيميائيات من الزيت والغاز الطبيعي، وإنتاج الطاقة الكهربائية ونقلها وتوزيعها، وإنتاج المياه وتوزيعها ومعالجتها، والتعامل مع مياه الصرف الصحي ومعالجتها.»

ميزات تنافسية

وأشار الفالح إلى أن اختيار مدينة الملك سلمان للطاقة جاء بعناية، حيث تضم منطقة تحوي أكبر مخزونات الزيت والغاز في العالم، إضافة لقربها من مواقع العمالة الوطنية والجامعات الوطنية ومراكز البحوث والموانئ.

وأضاف: تستثمر مدينة الملك سلمان للطاقة ميزات تنافسية تفخر بها المملكة من خلال كونها موردا عالميا موثوقا به للزيت والغاز، ووجودها في منطقة تمثل قلب الطاقة العالمية. وجاء هذا المشروع ليحقق أهدافا عدة في إطار رؤية المملكة 2030 وبرامجها التنفيذية، ويدعم جهود المملكة لتنويع مصادر الدخل وتوفير فرص العمل لأبناء الوطن، ويدعم جهود القطاع الخاص ويجذب الاستثمارات الدولية المباشرة، ويحفز الابتكار وريادة الأعمال في مجال الطاقة لتنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة في هذا القطاع، وذلك من خلال أول بناء تجمع متكامل لهذه الصناعة في المملكة لتعزيز قوة أرامكو السعودية ودعم جهودها لتعزيز برنامج اكتفاء الذي أطلقته أرامكو السعودية للمحتوى الوطني إلى 70% بنهاية 2020.

حقبة جديدة

وقال رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين الناصر «ستبدأ مدينة الملك سلمان للطاقة حقبة جديدة من النمو لواحد من القطاعات المزدهرة في المملكة. وستكون بمثابة بوابة رئيسة لاقتصادات المنطقة، مع استمرار الدور العالمي الرائد لأرامكو في صناعة الطاقة. ونحن نتطلع إلى التعاون مع شركائنا الرئيسيين في المدينة لانتهاز الفرص التجارية للمستثمرين الدوليين وشركات القطاع الخاص في المملكة. ونعمل معا على بناء مركز عالمي للطاقة يعمل على تسريع إيجاد الحلول على جميع مستويات سلسلة القيمة في مجال الطاقة للمستقبل».

وأضاف أن أرامكو السعودية تقوم بإنشاء وتطوير مدينة سبارك، بالإضافة إلى تشجيع ومساندة الشركات على الاستثمار في المدينة، وتعزيز الكفاءة، وتشجيع التطور في التقنيات والتصنيع والتصدير، وبناء سلسلة إمداد على مستوى عالمي في قطاع الطاقة عبر التعاون المثمر والمتكامل مع القطاع الحكومي والمتمثل بالشراكة مع الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن»، والذي يتمثل دورها الرئيس من خلال سعيها لتمكين الصناعة عبر إصدار التراخيص اللازمة للمدن الصناعية الخاصة في المملكة، فضلا عما ستخلقه هذه المدينة من تكامل متناغم مع المدينة الصناعية الثالثة في الدمام.

مركز صناعي

وأوضح أنه إضافة إلى حرصها على استقطاب مستثمرين صناعيين في القطاعات الاستراتيجية الخمسة تعمل المدينة على تطوير المؤسسات السعودية الصغيرة والمتوسطة ورعايتها، وتحفيز الابتكار وريادة الأعمال في قطاع الطاقة، وستسعى كذلك لاستضافة أول مركز صناعي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة في المملكة.

وذكر أن المدينة تستهدف لدى اكتمال مرحلتها الأولى جذب ما يزيد على 120 استثمارا، مبينا أن سبارك تضم خمس مناطق رئيسة، أولها صناعية تركز على التصنيع العام، والكهربائيات والمعدات، والسوائل والكيميائيات، وتشكيل المعادن، والخدمات الصناعية، ومنطقة الميناء الجاف وطاقتها ثمانية ملايين طن متري من الشحن سنويا، ومنطقة لأعمال أرامكو السعودية الخاصة بالحفر وصيانة الآبار، ومنطقة متخصصة بأعمال التدريب وتتسع لعشرة مراكز تدريب تستهدف رفع مهارات وبناء قدرات الكوادر الوطنية السعودية، وأخيرا منطقة سكنية وتجارية وترفيهية.