الأول يأخذ كل شيء!
سنابل موقوتة
سنابل موقوتة
الاحد - 27 مايو 2018
Sun - 27 May 2018
هل تعرفون آلن بين؟ من المؤكد أنكم لا تعرفونه بما أني لا أعرفه وأنا الذي أعرف كل شيء.
الأخ آلن هذا أيها الجمع الكريم هو رابع رجل يسير على سطح القمر، ودعونا لا نخوض كثيرا في فرضية أن الإنسان لم يصل للقمر من الأساس، وأن كل ما شاهدناه مجرد فيلم جيد بمقاييس تلك الأيام، ولنفترض أنه وصل بالفعل وتمشى وداس بقدميه على وجه القمر.
الفكرة من الحديث عن آلن الذي توفي هذا الأسبوع دون أن أعرفه أو يمر اسمه أمام عيني حتى ولو بشكل عرضي غير مخطط له هو أنه قام ـ هو وآخرون لا أذكر أسماءهم ـ بذات العمل الذي عمله أرمسترونج، وساروا على سطح القمر، لكن العالم لا يتذكرهم ولا يعرفهم ويعرف أرمسترونج لأنه كان الأول.
والأول هذه لم تكن بجهد بذله يختلف عن الذين تلوه، أو لأنه تميز بشيء لا يمتلكونه، كل ما في الأمر أنه كان لا بد أن ينزلوا واحدا تلو الآخر، وربما كان آخرهم نزولا هو أكثرهم أهمية في الرحلة، وكان عمله هو الأصعب والأخطر، لكن التاريخ لا يعترف بمثل هذه التفصيلات، وسيتذكر أولهم ويتجاهل البقية أيا كانت طبيعة ما يفعلون.
والحقيقة أني «أبثرت» أبنائي بهذه الفكرة كلما مات أحد من رواد تلك الرحلة التي وصلت إلى القمر، أريد أن أبدو حكيما وصاحب خبرة عريضة في الحياة حين أنصحهم بحزم «لا تسمحوا لأحد أن يأخذ مكانكم في الطابور» بعد أن أسرد عليهم كيف تجاهل التاريخ الذين كانوا خلف أرمسترونج.
وحين كان أبنائي صغارا كانوا يستمعون إلى نصائحي في إعجاب ودهشة، كنت أشاهد لمعة الفخر والاعتزاز في أعينهم، وكنت ألمس سعادتهم بأن الحياة كافأتهم بأن يكون والدهم هو هذا الحكيم الذي لا يوجد أمثاله إلا في القصص والروايات. لكن الذي لم أفكر في نتائجه بشكل جيد حينها هو تجاهلي فكرة أنهم سيكبرون يوما ما وسيكتشفون الحقيقة بأنفسهم.
وفي آخر مرة قلت لابني «لا تسمح لأحد أن يأخذ مكانك في الطابور» بعد أن سردت عليه قصة «آلن بيرن» تجاهلني ولم تدهشه حكمتي، ربما لأنه قد كبر بما يكفي لأن يكتشف أني لم أدخل أي طابور من الأساس.
وعلى أي حال..
ولأني قد تعلمت من قصص رواد الفضاء هذه أنه من الأفضل أن يمارس الحكماء ـ أمثالي ـ حكمتهم مع الغرباء، أما الذين يعرفونهم فإنهم يعرفون حقيقتهم وسيصدقون ما يشاهدونه بأعينهم أكثر من تصديقهم للكلمات والمواعظ الحكيمة، وبما أنكم لستم أبنائي ولا تعرفونني، فإنه لا ضير في أن أنصحكم بأن لا تفرطوا في أماكنكم في الطابور.
@agrni
الأخ آلن هذا أيها الجمع الكريم هو رابع رجل يسير على سطح القمر، ودعونا لا نخوض كثيرا في فرضية أن الإنسان لم يصل للقمر من الأساس، وأن كل ما شاهدناه مجرد فيلم جيد بمقاييس تلك الأيام، ولنفترض أنه وصل بالفعل وتمشى وداس بقدميه على وجه القمر.
الفكرة من الحديث عن آلن الذي توفي هذا الأسبوع دون أن أعرفه أو يمر اسمه أمام عيني حتى ولو بشكل عرضي غير مخطط له هو أنه قام ـ هو وآخرون لا أذكر أسماءهم ـ بذات العمل الذي عمله أرمسترونج، وساروا على سطح القمر، لكن العالم لا يتذكرهم ولا يعرفهم ويعرف أرمسترونج لأنه كان الأول.
والأول هذه لم تكن بجهد بذله يختلف عن الذين تلوه، أو لأنه تميز بشيء لا يمتلكونه، كل ما في الأمر أنه كان لا بد أن ينزلوا واحدا تلو الآخر، وربما كان آخرهم نزولا هو أكثرهم أهمية في الرحلة، وكان عمله هو الأصعب والأخطر، لكن التاريخ لا يعترف بمثل هذه التفصيلات، وسيتذكر أولهم ويتجاهل البقية أيا كانت طبيعة ما يفعلون.
والحقيقة أني «أبثرت» أبنائي بهذه الفكرة كلما مات أحد من رواد تلك الرحلة التي وصلت إلى القمر، أريد أن أبدو حكيما وصاحب خبرة عريضة في الحياة حين أنصحهم بحزم «لا تسمحوا لأحد أن يأخذ مكانكم في الطابور» بعد أن أسرد عليهم كيف تجاهل التاريخ الذين كانوا خلف أرمسترونج.
وحين كان أبنائي صغارا كانوا يستمعون إلى نصائحي في إعجاب ودهشة، كنت أشاهد لمعة الفخر والاعتزاز في أعينهم، وكنت ألمس سعادتهم بأن الحياة كافأتهم بأن يكون والدهم هو هذا الحكيم الذي لا يوجد أمثاله إلا في القصص والروايات. لكن الذي لم أفكر في نتائجه بشكل جيد حينها هو تجاهلي فكرة أنهم سيكبرون يوما ما وسيكتشفون الحقيقة بأنفسهم.
وفي آخر مرة قلت لابني «لا تسمح لأحد أن يأخذ مكانك في الطابور» بعد أن سردت عليه قصة «آلن بيرن» تجاهلني ولم تدهشه حكمتي، ربما لأنه قد كبر بما يكفي لأن يكتشف أني لم أدخل أي طابور من الأساس.
وعلى أي حال..
ولأني قد تعلمت من قصص رواد الفضاء هذه أنه من الأفضل أن يمارس الحكماء ـ أمثالي ـ حكمتهم مع الغرباء، أما الذين يعرفونهم فإنهم يعرفون حقيقتهم وسيصدقون ما يشاهدونه بأعينهم أكثر من تصديقهم للكلمات والمواعظ الحكيمة، وبما أنكم لستم أبنائي ولا تعرفونني، فإنه لا ضير في أن أنصحكم بأن لا تفرطوا في أماكنكم في الطابور.
@agrni
