تعصب بغيض
«لا بد من النظر في أسباب ظهور التعصب ومثيرات العصبية، حيث يأتي في مقدمة هذه الأسباب التربية والتنشئة الاجتماعية، فمن نشأ في بيئة تغذي العصبية، فإنها تنتج متعصبين، مما ينتج عنه الظلم، والتطاول، والفجور في الخصومة، والإقصاء فالإنسان لا يولد متعصبا ولكنه يأخذ ذلك بالتقليد والتلقي والتربية ومن ذلك غياب القيم والأخلاق من العدل، والإنصاف، والتجرد، والمساواة، مما يولد العدوانية، والكراهية، والانكفاء إلى الفئات والانحياز إلى الجماعات ومن ذلك الغلو في الأشخاص من العلماء، والمشايخ، والكبراء، ورؤساء المجتمع.
إن من أعظم الأسباب وأكبرها إثارة الخلافات المذهبية، والنعرات القبلية، والتمايزات الإقليمية والمناطقية، ومن ثم تثار معها مشاعر الأحقاد والكراهية، وبخاصة حينما يجترون أحداثا تاريخية سالفة عفا عليها الزمن لم تكن في وقتها مما يحمد أو يشرف، فكيف وقد دفنها الزمن، ويريد هؤلاء غير الحكماء، أو المغرضون المفسدون إحياءها وإثارتها بل يريدون إسقاط الحاضر على ذلك الماضي غير المجيد.
وهذا المسلك المنحرف يستنزف القوى، ويهدر الطاقات، ويفرق الأمة، ويشتت الأهداف، ولا ينتج إلا عصبية مقيتة، وتوجهات متطرفة، ومسالك موغلة في الغلو، فيحرمون المجتمع من أن يجتمع على مودة، ورحمة، وأخوة ومن هنا تذهب ريح الأمة، وتستباح بيضتها، وتفتح الأبواب مشرعة للأعداء، يدخلون عليها من كل باب، طعنا في الدين، وغمطا للمكانة، ونهبا للخيرات، وتقطيعا للأوصال.
إن بعض القنوات الفضائية وأدوات التواصل الاجتماعي تتبنى مثل هذا بقصد، أو بغير قصد في طروحات، وتغريدات، ومن خلالها تثور الخلافات المذهبية، والعصبية القبلية، والتمايزات المناطقية، والفتن الحزبية وهؤلاء جميعا - مع الأسف- لا ينقصهم إرث تاريخي يؤجج مثل هذا بل إن الإعلام المشبوه هذه بضاعته، وهؤلاء جنوده.
من أكبر وسائل العلاج تحري الحق، والتسليم له، والسعي إليه وقبوله ممن جاء به فالإنسان مسؤول بنفسه عن نفسه، يقدمه ما اكتسب من خير، ويؤخره ما اكتسب من شر فحسب، ويرفعه لباس التقوى ذلك خير».
صالح بن حميد - المسجد الحرام
اللجوء إلى الله
«إن الإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته أحد أقسام التوحيد، وهو من مقتضيات الإيمان بالله تعالى، وإن العلم بها ومعرفتها والتعبد بها له منزلة عظمى ومكانة كبرى، وإن الإيمان يكون وفق ما نطقت به النصوص الشرعية من غير تحريف ولا تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل، فهو ليس كمثله في ذاته ولا في صفاته ولا أفعاله فهو الكامل الكمال المطلق في أوصافه وأسمائه وأفعاله قال جل في علاه {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.
الدعاء بأسماء الله وصفاته فهي الأساس في عبادته تعالى، قال الله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون} فقوله تعالى: (فادعوه بها) شامل لدعاء العبادة ودعاء المسألة.
إن الحاجة ماسة إلى إفراغ القلوب من كل شيء سواه، وإن الإنسان يشعر في هذه الحياة بحالات يكون فيها الخطر عظيما فلا يجد مفرا من اللجوء إلى الله تعالى، وإن من صفاته جل وعلا اللطيف الذي يهيئ الأسباب بكامل اللطف وتمام الخفاء وذوالكرم المتناهي، قال تعالى {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض}.
على المسلم اللجوء إلى الله تعالى، روى أهل السنن عن عبدالله بن بريدة عن أبيه سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو وهو يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، قال: فقال: (والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطي ).
إن الضرورة ملحة أن يتشبع قلب المسلم بتدبر معاني الأسماء والصفات فإن ذلك يثمر بعجائب الإيمان وكمال اليقين فلا ينزل حاجاته إلا بالله وحده».
حسين آل الشيخ - المسجد النبوي
«لا بد من النظر في أسباب ظهور التعصب ومثيرات العصبية، حيث يأتي في مقدمة هذه الأسباب التربية والتنشئة الاجتماعية، فمن نشأ في بيئة تغذي العصبية، فإنها تنتج متعصبين، مما ينتج عنه الظلم، والتطاول، والفجور في الخصومة، والإقصاء فالإنسان لا يولد متعصبا ولكنه يأخذ ذلك بالتقليد والتلقي والتربية ومن ذلك غياب القيم والأخلاق من العدل، والإنصاف، والتجرد، والمساواة، مما يولد العدوانية، والكراهية، والانكفاء إلى الفئات والانحياز إلى الجماعات ومن ذلك الغلو في الأشخاص من العلماء، والمشايخ، والكبراء، ورؤساء المجتمع.
إن من أعظم الأسباب وأكبرها إثارة الخلافات المذهبية، والنعرات القبلية، والتمايزات الإقليمية والمناطقية، ومن ثم تثار معها مشاعر الأحقاد والكراهية، وبخاصة حينما يجترون أحداثا تاريخية سالفة عفا عليها الزمن لم تكن في وقتها مما يحمد أو يشرف، فكيف وقد دفنها الزمن، ويريد هؤلاء غير الحكماء، أو المغرضون المفسدون إحياءها وإثارتها بل يريدون إسقاط الحاضر على ذلك الماضي غير المجيد.
وهذا المسلك المنحرف يستنزف القوى، ويهدر الطاقات، ويفرق الأمة، ويشتت الأهداف، ولا ينتج إلا عصبية مقيتة، وتوجهات متطرفة، ومسالك موغلة في الغلو، فيحرمون المجتمع من أن يجتمع على مودة، ورحمة، وأخوة ومن هنا تذهب ريح الأمة، وتستباح بيضتها، وتفتح الأبواب مشرعة للأعداء، يدخلون عليها من كل باب، طعنا في الدين، وغمطا للمكانة، ونهبا للخيرات، وتقطيعا للأوصال.
إن بعض القنوات الفضائية وأدوات التواصل الاجتماعي تتبنى مثل هذا بقصد، أو بغير قصد في طروحات، وتغريدات، ومن خلالها تثور الخلافات المذهبية، والعصبية القبلية، والتمايزات المناطقية، والفتن الحزبية وهؤلاء جميعا - مع الأسف- لا ينقصهم إرث تاريخي يؤجج مثل هذا بل إن الإعلام المشبوه هذه بضاعته، وهؤلاء جنوده.
من أكبر وسائل العلاج تحري الحق، والتسليم له، والسعي إليه وقبوله ممن جاء به فالإنسان مسؤول بنفسه عن نفسه، يقدمه ما اكتسب من خير، ويؤخره ما اكتسب من شر فحسب، ويرفعه لباس التقوى ذلك خير».
صالح بن حميد - المسجد الحرام
اللجوء إلى الله
«إن الإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته أحد أقسام التوحيد، وهو من مقتضيات الإيمان بالله تعالى، وإن العلم بها ومعرفتها والتعبد بها له منزلة عظمى ومكانة كبرى، وإن الإيمان يكون وفق ما نطقت به النصوص الشرعية من غير تحريف ولا تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل، فهو ليس كمثله في ذاته ولا في صفاته ولا أفعاله فهو الكامل الكمال المطلق في أوصافه وأسمائه وأفعاله قال جل في علاه {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.
الدعاء بأسماء الله وصفاته فهي الأساس في عبادته تعالى، قال الله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون} فقوله تعالى: (فادعوه بها) شامل لدعاء العبادة ودعاء المسألة.
إن الحاجة ماسة إلى إفراغ القلوب من كل شيء سواه، وإن الإنسان يشعر في هذه الحياة بحالات يكون فيها الخطر عظيما فلا يجد مفرا من اللجوء إلى الله تعالى، وإن من صفاته جل وعلا اللطيف الذي يهيئ الأسباب بكامل اللطف وتمام الخفاء وذوالكرم المتناهي، قال تعالى {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض}.
على المسلم اللجوء إلى الله تعالى، روى أهل السنن عن عبدالله بن بريدة عن أبيه سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو وهو يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، قال: فقال: (والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطي ).
إن الضرورة ملحة أن يتشبع قلب المسلم بتدبر معاني الأسماء والصفات فإن ذلك يثمر بعجائب الإيمان وكمال اليقين فلا ينزل حاجاته إلا بالله وحده».
حسين آل الشيخ - المسجد النبوي