الشيطان لا يكتفي بوكيل واحد!
سنابل موقوتة
سنابل موقوتة
الخميس - 10 مايو 2018
Thu - 10 May 2018
حين يتقاتل لصان قاتلان، أو يضرب أحدهما الآخر فإن هذا لا يعني البراءة وشهادة حسن سيرة وسلوك لأي منهما، وحين يهين لص لصا آخر فإن الإهانة لا تنفي عن أي منهما صفة اللصوصية. لا الذي أهين أصبح يستحق التعاطف والشفقة ولا الذي أهان أصبح بطلا باحثا عن الحق نصيرا «للمسروقين».
ثم إن المحتل محتل، سواء كان يتحدث الفارسية أو العبرية. وكون محتل يضرب محتلا آخر لا يعني أن يصبح الضارب ـ كما يفهم البعض ـ مدافعا عن العدالة ومنارة يهتدي بها الباحثون عن إعادة الحقوق إلى أصحابها، ولا أن يصبح المضروب ـ كما يفهم البعض الآخر ـ مظلوما يستحق الوقوف معه في وجه ضاربيه.
إسرائيل كانت ولا زالت الملجأ الذي يلجأ إليه عاشقو المزايدة حين يحشرون في الزاوية، شماعة الطغاة والمستبدين السابقين واللاحقين الأموات منهم والأحياء. كل ظلم وقهر وفساد وتبديد موارد حدث في هذه البقعة من العالم كان تحت ذريعة «القضية الأولى». هي القضية الأولى دون شك، ولأنها كذلك فقد استخدمت وانتهكت بشكل بشع فكانت أكثر الجرائم في هذا الجزء الكارثي من العالم ترتكب إما باسم الله أو باسم القضية. والقاتل والمقتول يعلمان يقينا حقيقة أن كل ذلك يحدث باسم الشيطان.
تحدث الراحل صدام حسين عن القدس وعن فلسطين كثيرا، وعن العروبة والعرب «الأمة الواحدة ذات الرسالة الخالدة»، ثم حين قرر أن يحرر القدس اتجه جنوبا، وحين فقد تعاطف الناس معه أطلق بضعة صواريخ باتجاه فلسطين، لتعود صوره ترتفع من جديد في شوارع المدن العربية، وعادت ألسنة «الهتيفة» لتصرخ باسمه مجددا. ومع أن الخطة واضحة ومكشوفة ومستهلكة إلا أنها لا تزال تعمل بشكل جيد وتؤدي إلى نتائج في صالح من يطبقها.
الإيرانيون يقتلون ويشردون ويهجرون «العرب» من مدنهم وقراهم، ويقدمون يد العون ورجله ورأسه لكل باحث عن «الفتنة» في الوطن العربي دون استثناء. وإيران تعلم يقينا أنها لن تحتاج أكثر من بضعة صواريخ تجاه إسرائيل لا تقتل أحدا ولا تصيب شيئا ليغفر لها العرب كل ما تقدم من ذنبها وما تأخر.
وعلى أي حال..
الصهاينة وإيران كيانان بغيضان كريهان محتلان، لكن الفارق بين إيران وإسرائيل ـ بالنسبة لي على الأقل ـ هو أن سلوك إيران هو المشكلة، أما إسرائيل فإن وجودها هو المشكلة. ولن تهدأ هذه البقعة من الكوكب قبل حل هاتين المشكلتين حلا جذريا، سلوك إيران ووجود إسرائيل. ولأن إسرائيل تعلم أنه من الصعب زعزعة إيمان الناس بأن وجودها هو المشكلة، فإنها لن تتوقف عن الاستفادة من حماقات الآخرين إلى أقصى مدى ممكن من أجل صنع مشكلات أخرى إلى أن تفنى إسرائيل أو يفنى من يرون في وجودها مشكلة أو يرث الله الأرض ومن عليها.
@agrni
ثم إن المحتل محتل، سواء كان يتحدث الفارسية أو العبرية. وكون محتل يضرب محتلا آخر لا يعني أن يصبح الضارب ـ كما يفهم البعض ـ مدافعا عن العدالة ومنارة يهتدي بها الباحثون عن إعادة الحقوق إلى أصحابها، ولا أن يصبح المضروب ـ كما يفهم البعض الآخر ـ مظلوما يستحق الوقوف معه في وجه ضاربيه.
إسرائيل كانت ولا زالت الملجأ الذي يلجأ إليه عاشقو المزايدة حين يحشرون في الزاوية، شماعة الطغاة والمستبدين السابقين واللاحقين الأموات منهم والأحياء. كل ظلم وقهر وفساد وتبديد موارد حدث في هذه البقعة من العالم كان تحت ذريعة «القضية الأولى». هي القضية الأولى دون شك، ولأنها كذلك فقد استخدمت وانتهكت بشكل بشع فكانت أكثر الجرائم في هذا الجزء الكارثي من العالم ترتكب إما باسم الله أو باسم القضية. والقاتل والمقتول يعلمان يقينا حقيقة أن كل ذلك يحدث باسم الشيطان.
تحدث الراحل صدام حسين عن القدس وعن فلسطين كثيرا، وعن العروبة والعرب «الأمة الواحدة ذات الرسالة الخالدة»، ثم حين قرر أن يحرر القدس اتجه جنوبا، وحين فقد تعاطف الناس معه أطلق بضعة صواريخ باتجاه فلسطين، لتعود صوره ترتفع من جديد في شوارع المدن العربية، وعادت ألسنة «الهتيفة» لتصرخ باسمه مجددا. ومع أن الخطة واضحة ومكشوفة ومستهلكة إلا أنها لا تزال تعمل بشكل جيد وتؤدي إلى نتائج في صالح من يطبقها.
الإيرانيون يقتلون ويشردون ويهجرون «العرب» من مدنهم وقراهم، ويقدمون يد العون ورجله ورأسه لكل باحث عن «الفتنة» في الوطن العربي دون استثناء. وإيران تعلم يقينا أنها لن تحتاج أكثر من بضعة صواريخ تجاه إسرائيل لا تقتل أحدا ولا تصيب شيئا ليغفر لها العرب كل ما تقدم من ذنبها وما تأخر.
وعلى أي حال..
الصهاينة وإيران كيانان بغيضان كريهان محتلان، لكن الفارق بين إيران وإسرائيل ـ بالنسبة لي على الأقل ـ هو أن سلوك إيران هو المشكلة، أما إسرائيل فإن وجودها هو المشكلة. ولن تهدأ هذه البقعة من الكوكب قبل حل هاتين المشكلتين حلا جذريا، سلوك إيران ووجود إسرائيل. ولأن إسرائيل تعلم أنه من الصعب زعزعة إيمان الناس بأن وجودها هو المشكلة، فإنها لن تتوقف عن الاستفادة من حماقات الآخرين إلى أقصى مدى ممكن من أجل صنع مشكلات أخرى إلى أن تفنى إسرائيل أو يفنى من يرون في وجودها مشكلة أو يرث الله الأرض ومن عليها.
@agrni