مسؤولو 4 وزارات يؤكدون على أهمية الحوكمة لخدمة مبادرات أنسنة المدن السعودية
فيصل بن سلمان يسأل عن سبب اختيار أفضل المدن العالمية
فيصل بن سلمان يسأل عن سبب اختيار أفضل المدن العالمية
الخميس - 10 مايو 2018
Thu - 10 May 2018
أثرى أمير منطقة المدينة المنورة رئيس هيئة تطوير المدينة المنورة فيصل بن سلمان، نقاش المختصين في إحدى جلسات مؤتمر أنسنة المدن الذي تنظمه هيئة تطوير المدينة المنورة، من خلال سؤال وجهه بشكل مباشر للمتحدثين عن أفضل المدن المؤنسنة في العالم وأسباب اختيارهم لها.
ذلك السؤال أطلق رحلة من المقارنات بين المدن المؤنسنة في العالم من وجهة كل مشارك، إذ تباينت الردود بين المشاركين في تحديد الاختيار بين بعض المدن، حيث قال رئيس ومؤسس مشروع الأماكن العامة فريد كنت، إن نيويورك من وجهة نظره تعد من المدن المؤنسنة الأفضل في العالم بسبب احتضانها لخليط من الناس القادمين من مختلف أنحاء العالم، مبديا أسباب اختياره لها أن المجتمعات هي من تصنع الأجواء المناسبة للحياة، فيما جاء رد المعماري منسق المواقع الطبيعية رئيس مؤسسة أتيليه درازاتيل مدير مختبر أبحاث المدن النابضة بالحياة هيربرت جرايزايتل، أن سنترال أستييشن في نيويورك (المحطة المركزية للقطار) تعد من أفضل المواقع نتيجة طبيعة حركة المشاة بمختلف أعراقهم وأنماطهم.
وكانت إجابة رئيس استديو مايكل سوركين ومدير الدراسات العليا للتصميم الحضري في نيويورك مايكل سوركين، بأن مدينة فيينا هي من أفضل المدن المؤنسنة من وجهة نظره نتيجة وجود المبنى الرئيس الواقع في قلب المدينة والذي يشكل تحفة معمارية رائعة ومن حوله الفراغات العامة التي تشهد توافد الكثير من الزوار للمنطقة، فيما كانت الإجابة الرابعة والأخيرة لمدير الجلسة المدير العام لمختبر المدينة ومدير الاستراتيجية العالمية في أطلانطيس روبيرت بول، أن شارعا في بلدة صغيرة في بورتلند يعد من أفضل المواقع المؤنسنة من وجهة نظره بسبب وجود المقاهي وبعض الأماكن الترفيهية التي يلتقى فيها الأصدقاء والعوائل.
المدن الإنسانية
وكانت جلسات المؤتمر الدولي الأول لأنسنة المدن تواصلت صباح أمس في يومها الثاني، بحضور نائب أمير المنطقة سعود بن خالد الفيصل، والذي تحتضنه جامعة طيبة في المدينة المنورة حتى نهاية الأسبوع الحالي.
واستهلت الجلسة الأولى بحلقة نقاش وزارية تمحورت حول «المدن الإنسانية في ضوء رؤية المملكة 2030»، بمشاركة 4 مسؤولين يمثلون وزارات المالية والحج والعمرة، والاقتصاد والتخطيط، والبيئة والمياه والزراعة، والتي ترأسها مدير الجامعة الإسلامية الدكتور حاتم المرزوقي.
واستعرض نائب وزير الحج الدكتور عبدالفتاح مشاط دور الوزارة في إثراء الجوانب الروحية لخدمة مبادرات الأنسنة في برامج ضيوف الرحمن ضمن الخدمات التي تقدم لهم والتي تتضمن التثقيف بالجوانب التاريخية والوطنية للمواقع في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
فيما أكدت مستشار وزير الاقتصاد والتخطيط عضو مجلس منطقة المدينة الدكتورة غادة السبيعي، أن تطبيقات أنسنة المدن تتطلب أن يكون هناك تكامل مع أهداف وبرامج رؤية المملكة 2030، ومشاركة كل المعنيين والمنتفعين فيها، والمساهمة في ترشيد الإنفاق على الخدمات والمشاريع، إضافة إلى التفاعل مع حوكمة الأدوار والمسؤوليات على المستويين الوطني والمناطقي.
وأوضحت أن الحاجة تدعو لإعادة النظر في بعض الصلاحيات والمهام المناطة ببعض الوزارات والقطاعات الحكومية.
في المقابل بين مستشار وزير البيئة قتيبة السعدون أن الوزارة أطلقت مبادرة لتهيئة المتنزهات الوطنية في جميع المناطق ضمن مبادرات الوزارة في رؤية المملكة 2030 لأنسنة المدن، مضيفا بأنه توجد بالمملكة حاليا 4 ملايين شجرة ونسعى لأن تكون 12 مليون شجرة في 2020. وأشار إلى أهمية أن يغطي التخطيط العمراني على الجوانب الإنسانية والبيئة التي تلبي الاحتياجات وتفي بالمتطلبات الحياتية لدى مختلف فئات المجتمع ومن ضمن هذه الاحتياجات البيئة ودعم إنشاء المسطحات الخضراء.
من جهته أكد مساعد وزير المالية للشؤون الفنية والمالية هندي السحيمي أهمية دعم جهود توحيد ميزانيات المناطق والتي ستساعد في تغطية الجوانب المختلفة التي تحتاجها المدن ومن بينها مبادرات أنسنة المدن، مشددا على أنه من الواجب تفعيل الحوكمة بين الإمارات والجهات الحكومية.
خطورة الاستنساخ
في المقابل دعا خبراء عالميون القطاعات الحكومية بالمملكة إلى تجنب استنساخ التجارب الأوروبية أو الأمريكية في مشاريع أنسنة المدن، وألا تسيطر عليها فكرة أفضل 100 مدينة قابلة للعيش حول العالم، مؤكدين على أهمية الشراكة المجتمعية وإرساء مبادئ الحوار والمشورة عند إعداد التصاميم الحضرية والعمرانية. وقال المشاركون إن الأماكن العامة تمثل أهمية بالغة للناس الذين يأتون إليها لكي يغيروا نمط حياتهم الروتيني ويجدونها مكانا مناسبا لحل المشاكل والترويح عن النفس.
وأشاد رئيس ومؤسس مشروع الأماكن العامة فريد كنت، بتركيز مشاريع أنسنة المدينة المنورة على الموروث المحلي في التصاميم العمرانية، مشيرا إلى أن ذلك الأمر بدا مميزا ولفت إلى أهمية استثمار المساحات الفارغة والأماكن العامة وتوظيف الفضاءات ببرامج اجتماعية وترفيهية تضفى الحياة لهذه المواقع، مبينا خلال الجلسة بأنه يتوجب على القائمين على مشاريع أنسنة المدن التركيز على الموروث المحلي.
في حين أوضح مدير الدراسات العليا للتصميم الحضري بسيتي كوليدج بنيويورك ورئيس برنامج البحوث العمرانية المتقدمة البروفيسور مايكل سوركين، أن الأماكن العامة من حقوق البشر فهي متنفس لهم وكثير منهم يجدها مواقع مهمة لحل المشاكل الحياتية والتجارب الدولية الناجحة في هذا المجال فرصة متاحة للبدء من حيث انتهى الآخرون، محذرا أن تأخذ فكرة أفضل 100 مدينة للعيش فيها حول العالم حيزا كبيرا من التفكير في مشاريع الأنسنة بالمملكة، مستدلا ببعض المدن الواقعة في جنوب شرق آسيا التي تعاني من الإزعاج والتلوث بالرغم من استمتاع سكانها الذين يدعون المجتمعات لزيارتهم والاستمتاع مثلهم والاستفادة من التجارب الثرية والجديدة الحافلة بالكثير من الثقافة هناك.
إلى ذلك دعا رئيس مؤسسة أتيليه درازايتل مدير مختبر أبحاث المدن النابضة بالحياة بمجموعة رامبول هيربرت درايزايتل، القطاعات الحكومية في المملكة العربية السعودية إلى تجنب استنساخ التجارب الأوروبية والأمريكية في مجال أنسنة المدن، مشيرا إلى أن لكل مدينة طابعها الخاص وموروثها الفريد الذي تتمتع به ويجب المحافظة عليه.
وفي ختام الجلسة التي أدارها روبيرت بول، أوصى المؤتمرون بأن تلتفت مشاريع الأنسنة بالمملكة إلى المواطنين وأن تستمع إلى آرائهم وتناقشهم حولها.
ذلك السؤال أطلق رحلة من المقارنات بين المدن المؤنسنة في العالم من وجهة كل مشارك، إذ تباينت الردود بين المشاركين في تحديد الاختيار بين بعض المدن، حيث قال رئيس ومؤسس مشروع الأماكن العامة فريد كنت، إن نيويورك من وجهة نظره تعد من المدن المؤنسنة الأفضل في العالم بسبب احتضانها لخليط من الناس القادمين من مختلف أنحاء العالم، مبديا أسباب اختياره لها أن المجتمعات هي من تصنع الأجواء المناسبة للحياة، فيما جاء رد المعماري منسق المواقع الطبيعية رئيس مؤسسة أتيليه درازاتيل مدير مختبر أبحاث المدن النابضة بالحياة هيربرت جرايزايتل، أن سنترال أستييشن في نيويورك (المحطة المركزية للقطار) تعد من أفضل المواقع نتيجة طبيعة حركة المشاة بمختلف أعراقهم وأنماطهم.
وكانت إجابة رئيس استديو مايكل سوركين ومدير الدراسات العليا للتصميم الحضري في نيويورك مايكل سوركين، بأن مدينة فيينا هي من أفضل المدن المؤنسنة من وجهة نظره نتيجة وجود المبنى الرئيس الواقع في قلب المدينة والذي يشكل تحفة معمارية رائعة ومن حوله الفراغات العامة التي تشهد توافد الكثير من الزوار للمنطقة، فيما كانت الإجابة الرابعة والأخيرة لمدير الجلسة المدير العام لمختبر المدينة ومدير الاستراتيجية العالمية في أطلانطيس روبيرت بول، أن شارعا في بلدة صغيرة في بورتلند يعد من أفضل المواقع المؤنسنة من وجهة نظره بسبب وجود المقاهي وبعض الأماكن الترفيهية التي يلتقى فيها الأصدقاء والعوائل.
المدن الإنسانية
وكانت جلسات المؤتمر الدولي الأول لأنسنة المدن تواصلت صباح أمس في يومها الثاني، بحضور نائب أمير المنطقة سعود بن خالد الفيصل، والذي تحتضنه جامعة طيبة في المدينة المنورة حتى نهاية الأسبوع الحالي.
واستهلت الجلسة الأولى بحلقة نقاش وزارية تمحورت حول «المدن الإنسانية في ضوء رؤية المملكة 2030»، بمشاركة 4 مسؤولين يمثلون وزارات المالية والحج والعمرة، والاقتصاد والتخطيط، والبيئة والمياه والزراعة، والتي ترأسها مدير الجامعة الإسلامية الدكتور حاتم المرزوقي.
واستعرض نائب وزير الحج الدكتور عبدالفتاح مشاط دور الوزارة في إثراء الجوانب الروحية لخدمة مبادرات الأنسنة في برامج ضيوف الرحمن ضمن الخدمات التي تقدم لهم والتي تتضمن التثقيف بالجوانب التاريخية والوطنية للمواقع في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
فيما أكدت مستشار وزير الاقتصاد والتخطيط عضو مجلس منطقة المدينة الدكتورة غادة السبيعي، أن تطبيقات أنسنة المدن تتطلب أن يكون هناك تكامل مع أهداف وبرامج رؤية المملكة 2030، ومشاركة كل المعنيين والمنتفعين فيها، والمساهمة في ترشيد الإنفاق على الخدمات والمشاريع، إضافة إلى التفاعل مع حوكمة الأدوار والمسؤوليات على المستويين الوطني والمناطقي.
وأوضحت أن الحاجة تدعو لإعادة النظر في بعض الصلاحيات والمهام المناطة ببعض الوزارات والقطاعات الحكومية.
في المقابل بين مستشار وزير البيئة قتيبة السعدون أن الوزارة أطلقت مبادرة لتهيئة المتنزهات الوطنية في جميع المناطق ضمن مبادرات الوزارة في رؤية المملكة 2030 لأنسنة المدن، مضيفا بأنه توجد بالمملكة حاليا 4 ملايين شجرة ونسعى لأن تكون 12 مليون شجرة في 2020. وأشار إلى أهمية أن يغطي التخطيط العمراني على الجوانب الإنسانية والبيئة التي تلبي الاحتياجات وتفي بالمتطلبات الحياتية لدى مختلف فئات المجتمع ومن ضمن هذه الاحتياجات البيئة ودعم إنشاء المسطحات الخضراء.
من جهته أكد مساعد وزير المالية للشؤون الفنية والمالية هندي السحيمي أهمية دعم جهود توحيد ميزانيات المناطق والتي ستساعد في تغطية الجوانب المختلفة التي تحتاجها المدن ومن بينها مبادرات أنسنة المدن، مشددا على أنه من الواجب تفعيل الحوكمة بين الإمارات والجهات الحكومية.
خطورة الاستنساخ
في المقابل دعا خبراء عالميون القطاعات الحكومية بالمملكة إلى تجنب استنساخ التجارب الأوروبية أو الأمريكية في مشاريع أنسنة المدن، وألا تسيطر عليها فكرة أفضل 100 مدينة قابلة للعيش حول العالم، مؤكدين على أهمية الشراكة المجتمعية وإرساء مبادئ الحوار والمشورة عند إعداد التصاميم الحضرية والعمرانية. وقال المشاركون إن الأماكن العامة تمثل أهمية بالغة للناس الذين يأتون إليها لكي يغيروا نمط حياتهم الروتيني ويجدونها مكانا مناسبا لحل المشاكل والترويح عن النفس.
وأشاد رئيس ومؤسس مشروع الأماكن العامة فريد كنت، بتركيز مشاريع أنسنة المدينة المنورة على الموروث المحلي في التصاميم العمرانية، مشيرا إلى أن ذلك الأمر بدا مميزا ولفت إلى أهمية استثمار المساحات الفارغة والأماكن العامة وتوظيف الفضاءات ببرامج اجتماعية وترفيهية تضفى الحياة لهذه المواقع، مبينا خلال الجلسة بأنه يتوجب على القائمين على مشاريع أنسنة المدن التركيز على الموروث المحلي.
في حين أوضح مدير الدراسات العليا للتصميم الحضري بسيتي كوليدج بنيويورك ورئيس برنامج البحوث العمرانية المتقدمة البروفيسور مايكل سوركين، أن الأماكن العامة من حقوق البشر فهي متنفس لهم وكثير منهم يجدها مواقع مهمة لحل المشاكل الحياتية والتجارب الدولية الناجحة في هذا المجال فرصة متاحة للبدء من حيث انتهى الآخرون، محذرا أن تأخذ فكرة أفضل 100 مدينة للعيش فيها حول العالم حيزا كبيرا من التفكير في مشاريع الأنسنة بالمملكة، مستدلا ببعض المدن الواقعة في جنوب شرق آسيا التي تعاني من الإزعاج والتلوث بالرغم من استمتاع سكانها الذين يدعون المجتمعات لزيارتهم والاستمتاع مثلهم والاستفادة من التجارب الثرية والجديدة الحافلة بالكثير من الثقافة هناك.
إلى ذلك دعا رئيس مؤسسة أتيليه درازايتل مدير مختبر أبحاث المدن النابضة بالحياة بمجموعة رامبول هيربرت درايزايتل، القطاعات الحكومية في المملكة العربية السعودية إلى تجنب استنساخ التجارب الأوروبية والأمريكية في مجال أنسنة المدن، مشيرا إلى أن لكل مدينة طابعها الخاص وموروثها الفريد الذي تتمتع به ويجب المحافظة عليه.
وفي ختام الجلسة التي أدارها روبيرت بول، أوصى المؤتمرون بأن تلتفت مشاريع الأنسنة بالمملكة إلى المواطنين وأن تستمع إلى آرائهم وتناقشهم حولها.