عزلة إيران من الخليج إلى المحيط

الأربعاء - 02 مايو 2018

Wed - 02 May 2018

شدد رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية الدكتور محمد السلمي على أن قطع مملكة المغرب علاقاتها الدبلوماسية بالنظام الإيراني لم يأت بسبب خلافات آنية، أو مرتبطة بأحداث إقليمية أو عربية، بل بسبب استمرار النظام الإيراني نشر مشروعه الطائفي في القارة الأفريقية، وبخاصة في دول المغرب العربي.

وأكد في تصريح لـ»مكة» أن إثارة إيران للخلافات بين الدول، ودعم الجماعات الانفصالية في المغرب، ومحاولة الحيلولة دون حل الخلافات بين المغرب والجزائر علاوة على مشروعها الأساسي القائم على نشر التشيع وإثارة الشعوب ضد حكوماتها وأنظمتها السياسية، هو ما دفع المغرب لاتخاذ هذا القرار.

وقال: «هناك تجارب سابقة للمغرب مع التدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي المغربي أدت لقطع العلاقات الدبلوماسية لمدة 7 سنوات، ويبدو أن إيران لم تتعلم من ذلك، وربما أن مبادرة المغرب في إعادة العلاقات مع إيران عام 2016 قد فهمتها طهران بشكل خاطئ، وظنت أن الرباط قد أمنت الجانب الإيراني، ولكن قرار المغرب يؤكد أنها تتابع بدقة التحركات الإيرانية وترصدها».

وذكر أن جزءا من الإشكالية هذه يتمحور أيضا في النشاط الإيراني في الجزائر، وهو ما ركز عليه البيان الرسمي المغربي من خلال عقد اجتماعات مع قيادات جبهة البليساريو الانفصالية، مشيرا إلى أن دول المغرب العربي الأخرى بحاجة إلى إعادة تقييم علاقاتها مع النظام الإيراني القائم على التبشير الأيدولوجي وزرع الخلايا والتجنيد وإثارة الصراعات المذهبية.

توجه دول الاعتدال

من جهته، وصف الكاتب والباحث السياسي فهد الشقيران قرار المملكة المغربية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع النظام الإيراني بأنه جاء في سياق التوجه العام لدول الاعتدال التي تحارب التمدد الإيراني.

وقال خلال حديثه لـ»مكة»: إن المغرب عانى كثيرا من محاولات إيرانية لتصدير الثورة ونشر ما سمي بالربيع العربي في المملكة المغربية، والآن يحاول ذراع إيران في المنطقة، وهو حزب الله، أن يشجع ويدعم نشاط جماعات انفصالية في المغرب.

وأضاف أن قرار المغرب يفضح وجهين، وجه إيران الإرهابي المتطرف، ووجه نظام قطر المتملق الداعم للإرهاب، والذي يسعى لتأجيج صراع سني وشيعي، ويفتح مطاراته للحرس الثوري.

وتعجب الشقيران من مواقف دول داعمة للإرهاب مثل قطر، التي أيدت الموقف المغربي، بينما هي في ذات الوقت تدعم الحشد الشعبي وحزب الله، باعتراف حزب الله نفسه وأمينه العام، بأن قطر تحل في المرتبة الثانية بعد إيران في دعم الحزب.

لماذا؟

1 قرار المغرب بقطع العلاقات مع النظام الإيراني يتفق مع توجهات الدول الداعية للجم التمدد الإيراني الطائفي في المنطقة العربية.

2 أراد نظام طهران دعم «البوليساريو» لإحداث حالة عدم استقرار أمني وسياسي في المنطقة، وحالة حرب وانشقاق داخلي.

3 قرار المغرب يكشف للعالم حقيقة دعم النظام للإرهاب ومحاولته شق الصف العربي ونشر المشروع الطائفي في المغرب .

4 على المجتمع الدولي ممارسة الضغوط الاقتصادية والسياسية لإيقاف النظام الإيراني عن نشر الإرهاب ودعمه في كل مكان.

5 هناك قناعة من الدول العربية والإسلامية وعلى رأسها المملكة بضرورة عزل النظام الإيراني ومحاسبته على جرائمه.

6 قيام عناصر حزب الله الإرهابي بتدريب عناصر «البوليساريو» يعد بكل المعايير إخلالا بالأمن في المغرب .

7 عمل النظام الإيراني على تحويل العراق وسوريا واليمن ولبنان إلى بؤر طائفية، وهو الآن يريد تحويل المغرب لساحة احتراب طائفية.

السعودية والإمارات والبحرين تؤيد قرار المغرب

عبر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية عن وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب المملكة المغربية الشقيقة في كل ما يهدد أمنها واستقرارها ووحدتها الترابية.

وأضاف المصدر أن حكومة المملكة تدين بشدة التدخلات الإيرانية في شؤون المغرب الداخلية من خلال أداتها ميليشيات حزب الله الإرهابية التي تدرب عناصر ما يسمى بجماعة «البوليساريو» بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في المملكة المغربية الشقيقة.