جمهور القناة العاشرة!
سنابل موقوتة
سنابل موقوتة
الثلاثاء - 01 مايو 2018
Tue - 01 May 2018
والقناة العاشرة المقصودة هنا هي القناة العاشرة الصهيونية. والحقيقة أني لم أسمع بها من قبل فضلا عن أني لم أكن أعلم ـ ولا زلت كذلك ـ عن عدد قنوات الصهاينة، وما هي وظيفة القناة الثالثة على سبيل المثال، ولماذا لا يأخذ بعض الأشقاء العرب معلوماتهم من القناة السابعة أو التاسعة؟
المهم أني بدأت أسمع عن هذه القناة كثيرا في الآونة الأخيرة كمصدر للأخبار التي يروجها بعض الأشقاء عن المملكة العربية السعودية.
والأمر غريب ومريب ـ بالنسبة لي على الأقل ـ فهؤلاء الأشقاء ـ هدانا الله وإياهم ـ يعلمون يقينا أن وجود إسرائيل بقضها وقضيضها وكل ما فيها مبني على كذبة، لكنهم حين يتعلق الأمر بالسعودية تصبح إسرائيل هي «الصادق الأمين».
حين يكون الموقف الرسمي السعودي المعلن واضحا وجليا ثم ترمي كل ذلك خلف ظهرك بناء على أخبار مصدرها أولئك الذين تؤمن بأن وجودهم مبني على الكذب، فإنك لا تريد البحث عن الحقيقة بقدر رغبتك في إدانة السعودية.
أما الأكثر غرابة ـ وهو أمر يصعب أن يدخل من باب المنطق ـ فهو حين يغضب العربي من السعودية التي ليس لها أي علاقات رسمية مع الصهاينة ويتهمها بخيانة قضية فلسطين في الوقت الذي يشاهد فيه العلم الصهيوني يرفرف في عاصمته، ويتجول الصهاينة في شوارعها، ويعتبر ذلك أمرا لا يستحق الكثير من الغضب.
وللإنصاف فإن للسعودية دورا في هذه المعضلة العصية على الفهم، لأنها لم تكن يوما دولة «شعاراتية»، والعرب يعشقون الخطب والشعارات البراقة، ويكون لها مفعول السحر في عقولهم وقلوبهم أكثر من أي شيء آخر.
الواقع يقول بأنه يمكن لأي زعيم عربي ـ أو حتى غير عربي ـ أن يشتم إسرائيل في خطبة رنانة مليئة بالشعارات والشتائم وسيصدقه العرب ويؤمنون به حتى لو شاهدوا الصهاينة يسيرون بالإبل في غرفة نومه.
أحاول فك طلاسم فكرة أن يكون مقبولا من دولة ما أن تستضيف الصهاينة سياسيا ورياضيا وفنيا ثم يخرج إعلام تلك الدولة نفسها بشحمها ولحمها ليروج فكرة أن السعودية تخطط لخيانة القدس وفلسطين.
هل هذه الفكرة هدفها صرف الأنظار عن الخيانات الحقيقية، أم إنها فكرة تعتمد على قاعدة «ودت الزانية لو أن كل النساء زواني»، الحقيقة أني لا أعلم.
وعلى أي حال..
أظن ـ والعلم عند الله ـ أن كثيرا من مشاكل العرب ستنتهي حين يصبح إيمانهم بالأفعال أكثر من أيمانهم بالأقوال، أو مساويا له على الأقل. وهذا يعني ضمنا أن مشاكلهم لن تنتهي!
@agrni
المهم أني بدأت أسمع عن هذه القناة كثيرا في الآونة الأخيرة كمصدر للأخبار التي يروجها بعض الأشقاء عن المملكة العربية السعودية.
والأمر غريب ومريب ـ بالنسبة لي على الأقل ـ فهؤلاء الأشقاء ـ هدانا الله وإياهم ـ يعلمون يقينا أن وجود إسرائيل بقضها وقضيضها وكل ما فيها مبني على كذبة، لكنهم حين يتعلق الأمر بالسعودية تصبح إسرائيل هي «الصادق الأمين».
حين يكون الموقف الرسمي السعودي المعلن واضحا وجليا ثم ترمي كل ذلك خلف ظهرك بناء على أخبار مصدرها أولئك الذين تؤمن بأن وجودهم مبني على الكذب، فإنك لا تريد البحث عن الحقيقة بقدر رغبتك في إدانة السعودية.
أما الأكثر غرابة ـ وهو أمر يصعب أن يدخل من باب المنطق ـ فهو حين يغضب العربي من السعودية التي ليس لها أي علاقات رسمية مع الصهاينة ويتهمها بخيانة قضية فلسطين في الوقت الذي يشاهد فيه العلم الصهيوني يرفرف في عاصمته، ويتجول الصهاينة في شوارعها، ويعتبر ذلك أمرا لا يستحق الكثير من الغضب.
وللإنصاف فإن للسعودية دورا في هذه المعضلة العصية على الفهم، لأنها لم تكن يوما دولة «شعاراتية»، والعرب يعشقون الخطب والشعارات البراقة، ويكون لها مفعول السحر في عقولهم وقلوبهم أكثر من أي شيء آخر.
الواقع يقول بأنه يمكن لأي زعيم عربي ـ أو حتى غير عربي ـ أن يشتم إسرائيل في خطبة رنانة مليئة بالشعارات والشتائم وسيصدقه العرب ويؤمنون به حتى لو شاهدوا الصهاينة يسيرون بالإبل في غرفة نومه.
أحاول فك طلاسم فكرة أن يكون مقبولا من دولة ما أن تستضيف الصهاينة سياسيا ورياضيا وفنيا ثم يخرج إعلام تلك الدولة نفسها بشحمها ولحمها ليروج فكرة أن السعودية تخطط لخيانة القدس وفلسطين.
هل هذه الفكرة هدفها صرف الأنظار عن الخيانات الحقيقية، أم إنها فكرة تعتمد على قاعدة «ودت الزانية لو أن كل النساء زواني»، الحقيقة أني لا أعلم.
وعلى أي حال..
أظن ـ والعلم عند الله ـ أن كثيرا من مشاكل العرب ستنتهي حين يصبح إيمانهم بالأفعال أكثر من أيمانهم بالأقوال، أو مساويا له على الأقل. وهذا يعني ضمنا أن مشاكلهم لن تنتهي!
@agrni