فرية الـ7 تريليونات دولار
السبت - 28 أبريل 2018
Sat - 28 Apr 2018
يقر الجميع أن الرئيس ترمب غير تقليدي، ولو غاب عن التغريد عبر حسابه الشخصي على تويتر ولو ليوم واحد لأقدمت روسيا وربما الصين على توجيه ضربة نووية استباقية تحاشيا لقراءة تغريدة تفيد بأن صواريخ الولايات المتحدة في طريقها إليهما.
الخطاب الترمبي يوجب التأقلم معه، لأن هذا الرئيس يخلط بين عظمة الولايات المتحدة و(التوصيف السياسي لمنصبه) بأقوى رجل في العالم، ومن وجهة نظره، هو يمثل الإرادة الوطنية للناخب الأمريكي، وعلى مؤسسات الجمهورية بما فيها إدارته الحالية إدراك ذلك.
الكياسة ليست من صفات ترمب القوية، خصوصا عند استقباله ضيوف البيت الأبيض من الزعماء، ويندر أن يمر استقبال دون مفاجأة. أما فيما يخص تصريحاته المتعاقبة حول إنفاق الولايات المتحدة مبلغ 7 تريليونات دولار منذ غزو بلاده للعراق إلى وقتنا الحالي، فذلك بالتأكيد أكثرها كوميدية. فهو يتناسى موقف العالم من قرار غزو العراق ونتائج تدميره، أضف إلى ذلك ما أتى به ناسج الأحلام Dream Weaver السيد أوباما من خراب على العالم وليس الشرق الأوسط فقط.
إن السبب الحقيقي من وراء تصريحات السيد ترمب حول وجوب «دفع الدول العربية الغنية تكلفة تواجد القوات الأمريكية في سوريا» ناتج عن أمرين: أولهما فشله في إقناع المملكة العربية السعودية من الانضمام إلى مشروع صفقة القرن التي تورط فيها (اتدبس) بسبب قلة خبرة صهره جاريد كوشنر، ونجاح تكتيك نتنياهو في تحقيق أعظم إنجازاته السياسية، وإيجاد مكانة بين مؤسسي دولة إسرائيل. ثانيهما فشل إدارته في إحداث أي خلخلة في الموقف الخليجي يقود إلى تخليق أدوات ضغط فاعلة على الرياض في ملفي القدس وقطر.
الانسحاب من سوريا يتعارض مع استراتيجية الدفاع الأمريكية الجديدة، والتي تستلزم التواجد العسكري الدائم في العراق وسوريا كجزء من استراتيجية احتواء التمدد الصيني الروسي القادم من الشرق باتجاه المتوسط والمحيط الهندي. قائد القيادة المركزية جوزيف فوتيل قدم حول ذلك أكثر من رأي وإحاطة للكونجرس منذ تعيينه في هذا المنصب قادما من قيادة القوات الأمريكية العاملة في كوريا الجنوبية. وزارة الدفاع حينها تحت قيادة روبرت غيتس اصطدمت برؤية الرئيس أوباما حول إعادة الاستقرار في الشرق الأوسط، إلا أن أوباما رضخ في نهاية الأمر قبل مغادرة غيتس لمنصبه مع ضمان بقاء الجنرال جوزيف فوتيل في منصبه حتى لا يلحق به ما ألحقه أوباما بمعارضيه من القادة العسكريين من قبل.
أكبر المتضررين من استمرار حالة الاستنزاف القائمة في الشرق الأوسط هي دوله بالإضافة إلى أوروبا، وقد بات من الضروري دراسة الخيارات المتاحة وغير المتاحة لإخراج سوريا من الحالة الكارثية إنسانيا قبل سياسيا. بل بات على الرئيس ترمب إدراك أن ذلك الأمر يحتل الأولوية القصوى من المنظور العربي والأوروبي، ويتوجب عليه مراجعة بنود اتفاقية التحالف الدولي لمحاربة داعش، والتي وقعت في جدة في أغسطس 2014.
لو التزمت إدارة الرئيس أوباما بتلك الاتفاقية حينها لما وصلت تكلفة الولايات المتحدة إلى ما هي عليه الآن، ولوفرت مئات الآلاف من الأرواح ناهيك عن وصول داعش إلى أوروبا والولايات المتحدة. السيد ترمب، الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد من بنات أفكار الولايات المتحدة وإسرائيل، وليس الرياض أو أبوظبي.
الخطاب الترمبي يوجب التأقلم معه، لأن هذا الرئيس يخلط بين عظمة الولايات المتحدة و(التوصيف السياسي لمنصبه) بأقوى رجل في العالم، ومن وجهة نظره، هو يمثل الإرادة الوطنية للناخب الأمريكي، وعلى مؤسسات الجمهورية بما فيها إدارته الحالية إدراك ذلك.
الكياسة ليست من صفات ترمب القوية، خصوصا عند استقباله ضيوف البيت الأبيض من الزعماء، ويندر أن يمر استقبال دون مفاجأة. أما فيما يخص تصريحاته المتعاقبة حول إنفاق الولايات المتحدة مبلغ 7 تريليونات دولار منذ غزو بلاده للعراق إلى وقتنا الحالي، فذلك بالتأكيد أكثرها كوميدية. فهو يتناسى موقف العالم من قرار غزو العراق ونتائج تدميره، أضف إلى ذلك ما أتى به ناسج الأحلام Dream Weaver السيد أوباما من خراب على العالم وليس الشرق الأوسط فقط.
إن السبب الحقيقي من وراء تصريحات السيد ترمب حول وجوب «دفع الدول العربية الغنية تكلفة تواجد القوات الأمريكية في سوريا» ناتج عن أمرين: أولهما فشله في إقناع المملكة العربية السعودية من الانضمام إلى مشروع صفقة القرن التي تورط فيها (اتدبس) بسبب قلة خبرة صهره جاريد كوشنر، ونجاح تكتيك نتنياهو في تحقيق أعظم إنجازاته السياسية، وإيجاد مكانة بين مؤسسي دولة إسرائيل. ثانيهما فشل إدارته في إحداث أي خلخلة في الموقف الخليجي يقود إلى تخليق أدوات ضغط فاعلة على الرياض في ملفي القدس وقطر.
الانسحاب من سوريا يتعارض مع استراتيجية الدفاع الأمريكية الجديدة، والتي تستلزم التواجد العسكري الدائم في العراق وسوريا كجزء من استراتيجية احتواء التمدد الصيني الروسي القادم من الشرق باتجاه المتوسط والمحيط الهندي. قائد القيادة المركزية جوزيف فوتيل قدم حول ذلك أكثر من رأي وإحاطة للكونجرس منذ تعيينه في هذا المنصب قادما من قيادة القوات الأمريكية العاملة في كوريا الجنوبية. وزارة الدفاع حينها تحت قيادة روبرت غيتس اصطدمت برؤية الرئيس أوباما حول إعادة الاستقرار في الشرق الأوسط، إلا أن أوباما رضخ في نهاية الأمر قبل مغادرة غيتس لمنصبه مع ضمان بقاء الجنرال جوزيف فوتيل في منصبه حتى لا يلحق به ما ألحقه أوباما بمعارضيه من القادة العسكريين من قبل.
أكبر المتضررين من استمرار حالة الاستنزاف القائمة في الشرق الأوسط هي دوله بالإضافة إلى أوروبا، وقد بات من الضروري دراسة الخيارات المتاحة وغير المتاحة لإخراج سوريا من الحالة الكارثية إنسانيا قبل سياسيا. بل بات على الرئيس ترمب إدراك أن ذلك الأمر يحتل الأولوية القصوى من المنظور العربي والأوروبي، ويتوجب عليه مراجعة بنود اتفاقية التحالف الدولي لمحاربة داعش، والتي وقعت في جدة في أغسطس 2014.
لو التزمت إدارة الرئيس أوباما بتلك الاتفاقية حينها لما وصلت تكلفة الولايات المتحدة إلى ما هي عليه الآن، ولوفرت مئات الآلاف من الأرواح ناهيك عن وصول داعش إلى أوروبا والولايات المتحدة. السيد ترمب، الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد من بنات أفكار الولايات المتحدة وإسرائيل، وليس الرياض أو أبوظبي.