التورط في الديون
«الدواوين عند الله يوم القيامة ثلاثة، فديوان لا يغفره الله أبدا، وهو الشرك، وديوان لا يعبأ الله به وهو ظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه، وديوان لا يترك الله منه شيئا أبدا وهو ما يكون بين العباد من حقوق وتظالم، فهذا الديوان لا يتركه الله حتى يقتص للعباد من أنفسهم فيأخذ لكل ذي حق حقه، بل حتى البهائم لا يجعلها الله ترابا حتى يقتص للشاة الجلحاء من القرناء، وهذا أمر جلل يخاف منه المسلم الصادق فيحرص على أن يتحلل في هذه الدنيا من حقوق العباد فيخرج منها وهو خفيف الظهر من حقوق الناس وأعراضهم، خميص البطن من أموالهم.
إن من أعظم مجالات حقوق العباد التي يحصل فيها كثير من التظالم والتفريط مجال الديون والاستدانة، تلكم القضية التي انتشرت وفشت في المجتمعات المسلمة وغيرها (وكثيرا ما نجد الناس إما دائنين أو مدينين)، مما يتطلب وقفة صادقة عند هذا الأمر توجيها وإرشادا ونصحا وتذكيرا، إن كثيرا من الناس أسرفوا على أنفسهم بفتح باب الدين إسرافا مرهقا وأسرعوا في أمر كانت لهم فيه أناة، ومع سهولة إجراءات الاقتراض أقدم البعض عليه بلا روية ولا تفكير مدروس، ولا معرفة شرعية بأحكام وآداب الدين، وتساهلوا في ذلك حتى ورطوا أنفسهم في ديون وحقوق كانوا في سلامة منها وعافية.
الواجب على المسلم أن يحرص على ألا يتحمل في ذمته شيئا من أموال الناس وحقوقهم لأن حقوق العباد مبنية على المقاصة والمشاحة والمقاضاة، ولو نجا عبد من المحاسبة في الدنيا فلن ينجو من محاسبة الملك العدل في الآخرة، وسيقتص الله من كل ظالم ومفرط في حقوق الناس، وسيرفع لكل غادر لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان بفلان».
خالد الغامدي - المسجد الحرام
شر الشيطان
«الإنسان قد ابتلي بما يصرفه عما ينفعه ويوقعه فيما يضره ابتلاء وفتنة تثبط عن الطاعات وتزيد المعاصي، ليعلم الله من يجاهد نفسه ويخالف هواه ممن يعطي نفسه هواها ويتبع شيطانه فيفاضل بين المهتدين بالدرجات ويعاقب أهل الأهواء الغاوية بالدركات لقوله تعالى (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم)، كما أن النفس لا تسلم من الجهل إلا بالعلم النافع الذي جاءت به الشريعة، ولا تسلم من الظلم إلا بالعمل الصالح ولا بد للمسلم أن يرغب إلى الله دائما ويدعوه لصلاح نفسه، فإذا لم تتزك النفس وتتطهر بالعلم الشرعي والعمل الصالح استولى عليها الجهل والظلم واتحدت مع الهوى فكذب صاحبها بوعد الله واتبع الشهوات فتردى في دركات الخسران والعذاب والهوان وخسر الدنيا والآخرة.
للشيطان مع ابن آدم سبعة أحوال، فهو يدعوه إلى الكفر والعياذ بالله، فإن استجاب الإنسان فقد بلغ منه الغاية وضمه لحزبه، وإن لم يستجب للكفر دعاه للبدعة فإن نجا من البدعة بالاعتصام بالسنة والمتابعة للكتاب والسنة دعاه للكبائر وزينها له وسوف له التوبة فتمادى في الكبائر حتى تغلب عليه فيهلك، فإن لم يستجب له في الكبائر دعاه إلى صغائر الذنوب ويهونها عليه حتى يصر عليها ويكثر، فتكون بالإصرار كبائر فيهلك لمجانبة التوبة، فإن لم يستجب له في الصغائر دعاه إلى الاشتغال بالمباحات عن الاستكثار من الطاعات وشغله بها عند التزود والاجتهاد لآخرته، فإن نجا من هذه دعاه إلى الاشتغال بالأعمال المفضولة عن الأعمال الفاضلة لينقص ثوابه، فإن الأعمال الصالحة تتفاضل في ثوابها، فإن لم يقدر الشيطان على هذا كله سلط جنده وأتباعه على المؤمن بأنواع الأذى والشر، ولا نجاة من شر الشيطان إلا بمداومة الاستعاذة بالله منه ومداومة ذكر الله تعالى والمحافظة على الصلوات جماعة فهي حصن وملاذ ونجاة».
علي الحذيفي - المسجد النبوي
«الدواوين عند الله يوم القيامة ثلاثة، فديوان لا يغفره الله أبدا، وهو الشرك، وديوان لا يعبأ الله به وهو ظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه، وديوان لا يترك الله منه شيئا أبدا وهو ما يكون بين العباد من حقوق وتظالم، فهذا الديوان لا يتركه الله حتى يقتص للعباد من أنفسهم فيأخذ لكل ذي حق حقه، بل حتى البهائم لا يجعلها الله ترابا حتى يقتص للشاة الجلحاء من القرناء، وهذا أمر جلل يخاف منه المسلم الصادق فيحرص على أن يتحلل في هذه الدنيا من حقوق العباد فيخرج منها وهو خفيف الظهر من حقوق الناس وأعراضهم، خميص البطن من أموالهم.
إن من أعظم مجالات حقوق العباد التي يحصل فيها كثير من التظالم والتفريط مجال الديون والاستدانة، تلكم القضية التي انتشرت وفشت في المجتمعات المسلمة وغيرها (وكثيرا ما نجد الناس إما دائنين أو مدينين)، مما يتطلب وقفة صادقة عند هذا الأمر توجيها وإرشادا ونصحا وتذكيرا، إن كثيرا من الناس أسرفوا على أنفسهم بفتح باب الدين إسرافا مرهقا وأسرعوا في أمر كانت لهم فيه أناة، ومع سهولة إجراءات الاقتراض أقدم البعض عليه بلا روية ولا تفكير مدروس، ولا معرفة شرعية بأحكام وآداب الدين، وتساهلوا في ذلك حتى ورطوا أنفسهم في ديون وحقوق كانوا في سلامة منها وعافية.
الواجب على المسلم أن يحرص على ألا يتحمل في ذمته شيئا من أموال الناس وحقوقهم لأن حقوق العباد مبنية على المقاصة والمشاحة والمقاضاة، ولو نجا عبد من المحاسبة في الدنيا فلن ينجو من محاسبة الملك العدل في الآخرة، وسيقتص الله من كل ظالم ومفرط في حقوق الناس، وسيرفع لكل غادر لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان بفلان».
خالد الغامدي - المسجد الحرام
شر الشيطان
«الإنسان قد ابتلي بما يصرفه عما ينفعه ويوقعه فيما يضره ابتلاء وفتنة تثبط عن الطاعات وتزيد المعاصي، ليعلم الله من يجاهد نفسه ويخالف هواه ممن يعطي نفسه هواها ويتبع شيطانه فيفاضل بين المهتدين بالدرجات ويعاقب أهل الأهواء الغاوية بالدركات لقوله تعالى (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم)، كما أن النفس لا تسلم من الجهل إلا بالعلم النافع الذي جاءت به الشريعة، ولا تسلم من الظلم إلا بالعمل الصالح ولا بد للمسلم أن يرغب إلى الله دائما ويدعوه لصلاح نفسه، فإذا لم تتزك النفس وتتطهر بالعلم الشرعي والعمل الصالح استولى عليها الجهل والظلم واتحدت مع الهوى فكذب صاحبها بوعد الله واتبع الشهوات فتردى في دركات الخسران والعذاب والهوان وخسر الدنيا والآخرة.
للشيطان مع ابن آدم سبعة أحوال، فهو يدعوه إلى الكفر والعياذ بالله، فإن استجاب الإنسان فقد بلغ منه الغاية وضمه لحزبه، وإن لم يستجب للكفر دعاه للبدعة فإن نجا من البدعة بالاعتصام بالسنة والمتابعة للكتاب والسنة دعاه للكبائر وزينها له وسوف له التوبة فتمادى في الكبائر حتى تغلب عليه فيهلك، فإن لم يستجب له في الكبائر دعاه إلى صغائر الذنوب ويهونها عليه حتى يصر عليها ويكثر، فتكون بالإصرار كبائر فيهلك لمجانبة التوبة، فإن لم يستجب له في الصغائر دعاه إلى الاشتغال بالمباحات عن الاستكثار من الطاعات وشغله بها عند التزود والاجتهاد لآخرته، فإن نجا من هذه دعاه إلى الاشتغال بالأعمال المفضولة عن الأعمال الفاضلة لينقص ثوابه، فإن الأعمال الصالحة تتفاضل في ثوابها، فإن لم يقدر الشيطان على هذا كله سلط جنده وأتباعه على المؤمن بأنواع الأذى والشر، ولا نجاة من شر الشيطان إلا بمداومة الاستعاذة بالله منه ومداومة ذكر الله تعالى والمحافظة على الصلوات جماعة فهي حصن وملاذ ونجاة».
علي الحذيفي - المسجد النبوي