هم لا بارك الله فيهم
الجمعة - 27 أبريل 2018
Fri - 27 Apr 2018
حدثني شيخي فقال: في عصر فساد الوظيفة العامة يموت الضمير كنتيجة لانحسار مدى النزاهة، وتغيب العدالة كنتيجة مؤلمة في نهاية المطاف المشحون بتقديم المصالح الخاصة على حساب المصلحة العامة، ومن الطبيعي أن تتورم الجيوب ويتمدد طريق المحسوبيات ويتسكع بالتالي حرامية الوطن في كل جادة شهيرة من باريس إلى لندن إلى التايسون كورنر بين ديسي العاصمة الأمريكية وفرجينيا الولاية الفسيحة بعد أن بهتت في عيونهم صورة السياحة في البلدان العربية باختصار كل الجغرافيا الجاذبة تحت تصرفاتهم ورهن إشاراتهم، لا غرابة أن تكون مفاتيح أبواب الممنوعات هنا وهناك في جيوبهم، المغريات بأنواعها تتجدد بين أيديهم، تنحني الفرص لهم ولمن حولهم، لا بارك الله فيهم ولا في مالهم والبنين، لا شيء غير فيضان الحزن في قلوب المخلصين للوطن.
على أي حال الصورة الذهنية في الخارج تميل إلى أنهم الأثرياء القادمون للسياحة والتبضع بعيدا عن التدقيق في مصدر تورم الحسابات البنكية المنتجة لأرقى أنواع بطاقات الائتمان غير المقيدة، التكسب منهم غاية مقدمة في استراتيجية السوق. أحيانا يقال إنهم يأتون للاستعراض والتنافس على دور السكن الفاخرة وغيرها، وهذا لا يمنع أن تسمع من يهزأ بتصرفاتهم ويمقت سلوكياتهم إلى أقصى الدرجات، مقابل كل ذلك الواقع يقول بصراحة إن الكثير من المدن الأوروبية وغير الأوروبية تعودت على وجودهم، وفي فم كل مدينة ماء، في الشوارع تتزاحم الأسئلة المتشابهة: من أين لهم هذا؟ الأسئلة هي ذاتها في الشارع المحلي، والفارق أن الأمر هناك غير مهم، عكس واقع الحال في الداخل، حيث تتنامى الأهمية وتتجدد سخونة الأسئلة، وإلى ذلك يتوسع مدى الحيرة في وجه تضخم الاستفهام وتكاثر علاماته.
فساد الوظيفة العامة ليس كله ماليا أو إداريا، هناك ما هو أعظم! هل يوجد أخطر من تطويعها أو استغلالها لتسويق الضغائن والنعرات القبلية أو التوجهات المذهبية مثلا؟ هل يوجد ما هو أسوأ وأشد تأثيرا من خطفها وتسييرها لخدمة الهواء الحزبي؟ ما أريد الوصول إليه في النهاية هو أن صيانة الوظيفة العامة ضرورة قصوى. المرحلة لا تحتمل غير المسير في الطريق الصحيح، ومتطلباتها تفرض زوال كل دخيل على شرف الوظيفة، وبكم يتجدد اللقاء.
[email protected]
على أي حال الصورة الذهنية في الخارج تميل إلى أنهم الأثرياء القادمون للسياحة والتبضع بعيدا عن التدقيق في مصدر تورم الحسابات البنكية المنتجة لأرقى أنواع بطاقات الائتمان غير المقيدة، التكسب منهم غاية مقدمة في استراتيجية السوق. أحيانا يقال إنهم يأتون للاستعراض والتنافس على دور السكن الفاخرة وغيرها، وهذا لا يمنع أن تسمع من يهزأ بتصرفاتهم ويمقت سلوكياتهم إلى أقصى الدرجات، مقابل كل ذلك الواقع يقول بصراحة إن الكثير من المدن الأوروبية وغير الأوروبية تعودت على وجودهم، وفي فم كل مدينة ماء، في الشوارع تتزاحم الأسئلة المتشابهة: من أين لهم هذا؟ الأسئلة هي ذاتها في الشارع المحلي، والفارق أن الأمر هناك غير مهم، عكس واقع الحال في الداخل، حيث تتنامى الأهمية وتتجدد سخونة الأسئلة، وإلى ذلك يتوسع مدى الحيرة في وجه تضخم الاستفهام وتكاثر علاماته.
فساد الوظيفة العامة ليس كله ماليا أو إداريا، هناك ما هو أعظم! هل يوجد أخطر من تطويعها أو استغلالها لتسويق الضغائن والنعرات القبلية أو التوجهات المذهبية مثلا؟ هل يوجد ما هو أسوأ وأشد تأثيرا من خطفها وتسييرها لخدمة الهواء الحزبي؟ ما أريد الوصول إليه في النهاية هو أن صيانة الوظيفة العامة ضرورة قصوى. المرحلة لا تحتمل غير المسير في الطريق الصحيح، ومتطلباتها تفرض زوال كل دخيل على شرف الوظيفة، وبكم يتجدد اللقاء.
[email protected]