السعودية في السينما

الثلاثاء - 24 أبريل 2018

Tue - 24 Apr 2018

مشاعر ودودة يحملها أبناء هذا الجيل للكوريين؛ فأنا أجد اليوم بعضا من تلميذاتي يمتلكن القدرة على المحادثة باللغة الكورية، ويدعم هذا الرأي شبكات التواصل الاجتماعي التي توثق إعجاب الشباب بنجوم الدراما الكورية، وربما هذا يمتد إلى بعض دول العالم.

هذه المشاعر ربما تتناقض مع ما امتلكته لحقبة أنا وأبناء جيلي ممن تربينا على أفلام حرب فيتنام، إذ كانت الملامح الشرق آسيوية تصيبني بالذعر.

لقد أحببنا الجندي الأمريكي بهيئته الوسيمة الذي يقاوم الأسر الفيتنامي بشجاعة، ووقفنا معه ضد الشعب الفيتنامي الضعيف، ففي حين أن الأمريكيين هم الذين خرجوا لحرب فيتنام لم تعبر فيتنام القارات لتطأ أرض أمريكا. لم تلق الإمبراطورية اليابانية قنبلة هيروشيما، لكنني حتى اليوم أتعاطف وأميل رغم الحقائق لسلفستر ستالون بطل سلسلة أفلام رامبو ولغيره ممن سطروا تجارب الحروب الأمريكية.

لم تمارس هذه الأفلام الصمت تجاه التاريخ، بل تحدثت للناس بواقعية، لكنها رغم ذلك كسبت تعاطفنا من خلال البناء الدرامي للقصة ومن خلال رسم المشاعر وتوظيف العلاقات الإنسانية، لهذا حين زار «بيل كلينتون» فيتنام عام 2007 استقبله الشباب الفيتنامي بحفاوة كبيرة، لقد نسي شباب اليوم الماضي، وفتحوا صفحة جديدة، لأن السينما خلقت في أذهانهم أمريكا الحرية، والديمقراطية، والنجوم الذين لا يهزمون.

كانت السينما وما زالت رسالة اتصالية غير مباشرة لقضايا الشعوب، ولثقافتها وهويتها، تعمل على رسم صورة ذهنية للعالم عن هذا الوطن الذي قد تجهل ملامحه أو عرقه وثقافته أو ثروته الفكرية أو المادية.

ماذا سنقول للعالم عن السعودية؟ نعم قد تناقش السيناريوهات المطروحة بعضا من مشكلاتنا وهمومنا، ولكن كيف نعبر عن ذلك بما يجعله الورقة الرابحة في أيدينا؟

افتتاح دور السينما سيساعد بالتأكيد على الإنتاج السينمائي السعودي بتوفير منصات عرض محلية، ولكن ما الصورة التي سنرسمها عن ذواتنا دون أن نلمع واقعنا؟ كيف سنطرح قضايانا ونتحدث عن أخطائنا بشفافية ورغم ذلك نكسب حب الجماهير وتعاطفها؟ بل ووقفة احترام وتصفيق دهشة!

كيف سيشترك الكتاب والعاملون في الدراما في إنتاج مادة مرئية ترسمنا بصورة جميلة دون قناع أو تزييف ومبالغة؟ كيف سنرسم خطوط الإقناع في ذهن المتلقي بسلاسة ودون إملاءات؟ إنها المعادلة الصعبة والوظيفة الجسيمة التي تقع على عاتق صناع السينما المحلية.

لذلك لن نقول «السينما في السعودية» ولكن «السعودية في السينما « لأن هذا هو الأهم.