جراحات داء السكري
الجمعة - 20 أبريل 2018
Fri - 20 Apr 2018
لم يتبادر إلى ذهن الدكتور إدوار ميسون عندما أجرى أول عملية تصغير للمعدة وتجاوز الإثني عشر وجزء من الأمعاء (التحوير) في عام 1967 أنه سيمنح كثيرا من مرضى السكري الفرصة للتخلص من هذا الداء البغيض، لقد حدث ذلك بمحض الصدفة، فقد كانت العملية الجراحية التي ابتكرها الجراح الأمريكي الشهير تهدف إلى الحد من قدرة هؤلاء المرضى على تناول الطعام بكميات كبيرة وبالتالي فقد الوزن تدريجيا، إلا أنه وبعد المتابعة لحالة مرضاه كانت المفاجأة السعيدة أن العديد من المصابين بداء السكري وارتفاع ضغط الدم قد تخلصوا من تلك الأمراض، فأصبح التفسير المنطقي أن الشفاء من داء السكري والعديد من الأمراض المصاحبة للبدانة مرهون بفقد الوزن.
أصبح هذا الاعتقاد سائدا لدى كثير من الأطباء المهتمين بعلاج البدانة منذ ذلك الوقت حتى عام 2004م حين قام الجراح الإيطالي فرانسيسكو روبينيو بدراسة مطولة أثبتت أن الشفاء من داء السكري بعد عمليات التحوير التي يتم فيها تجاوز الإثني عشر غير مرتبط بفقد الوزن، وأن الشفاء من السكري بإذن الله يحدث بعد أيام قليلة من الجراحة وقبل أن يفقد هؤلاء المرضى الوزن.
وإذا كان أطباء أمراض الغدد الصماء والسكري قد ترددوا طويلا قبل أن يقترحوا لمرضاهم الخيار الجراحي كأحد الحلول الممكنة لعلاج هذا المرض، إلا أنهم وبعد دعوتنا لهم مشاركتنا مؤتمراتنا السنوية ثم متابعتهم للحالات التي قام الأطباء الجراحون بإجراء هذه العملية لهم، ومن ثم الاطلاع على نتائجها، قد توصلوا إلى قناعة هذه المرة بأن جراحات التحوير وتجاوز الإثني عشر ليست فقط أحد الخيارات المتاحة لعلاج السكري، بل إنها الخيار الأفضل، حيث تصل نسبة الشفاء التام بها لمرضى السكري (النوع الثاني) نحو 90% من المصابين، مع تحسن كبير للبقية.
ويمكن في هذا السياق أن نشير إلى أمر مهم جدا، وقد يصبح التحدي الأول لوزارة الصحة، وهو أن نسبة الإصابة بداء السكري في بلادنا تصل إلى 28% من عدد السكان، وترتفع هذه النسبة لأكثر من 55% من عدد السكان لمن تجاوزت أعمارهم الـ 60 عاما. يشكل سكر الكبار أو النوع الثاني أكثر من 90% من عدد المصابين، بينما تقل نسبة الإصابة بسكري الأطفال أو النوع الأول عن 10% من العدد الإجمالي للمصابين. كما أنه من الملاحظ أن 90% من المصابين بالنوع الثاني (سكري الكبار) لديهم زيادة في الوزن أو بدانة، وتشكل هذه الأرقام العالية تحديا كبيرا لمقدمي الخدمة الصحية في بلادنا.
لقد تم عرض تقرير طبي قبل أسبوعين على إحدى القنوات التلفزيونية يروي تجربتنا في جراحات البدانة على مدى الـ 15 عاما الماضية، وعن ارتباط عمليات التحوير التي نجريها بالشفاء من داء السكري، وهالني الكم الهائل من التساؤلات والاتصالات عن حقيقة هذا الأمر، كانت أكثر الأسئلة (إلحاحا) تأتي من المصابين بالنوع الأول (سكري الأطفال) أو ذويهم، وهو الذي لا يرجى الشفاء منه في هذا النوع من العمليات، بل إن الذي يحدث هو التخلص فقط من الوزن الزائد لمن لديهم بدانة مفرطة، وهذا نادر الحدوث في النوع الأول الذي يتمتع أكثر المصابين به بوزن مثالي.
الذي دعاني للكتابة في هذا الشأن الطبي الصرف هذه المرة هو الحاجة الماسة لإيجاد قنوات من التواصل بين القطاعات الصحية المعنية بصحة المواطن والأطباء العاملين في التخصصات الطبية التي تشهد تطورا هائلا أو إنجازات ملموسة، لتشكيل علاقة تحترم تجربة هؤلاء الأطباء وتساعدهم على نشر تلك التجربة وتطويرها لخدمة المرضى، مثل دعم الأبحاث والدراسات الطبية وإقامة الندوات والموتمرات الطبية، ولأننا نعي تماما أهمية المرحلة المقبلة التي ستكون انتقالية نحو مشاريع التحول الوطني الصحي، ولكي تنجح الوزارة في طمأنة كوادرها الطبية بقدرتها على التعامل مع متغيرات العصر السريعة والمتلاحقة، فإنها بحاجة إلى التواصل مع كوادرها الطبية ومع المجتمع بشكل أفضل مما تفعله الآن.
أصبح هذا الاعتقاد سائدا لدى كثير من الأطباء المهتمين بعلاج البدانة منذ ذلك الوقت حتى عام 2004م حين قام الجراح الإيطالي فرانسيسكو روبينيو بدراسة مطولة أثبتت أن الشفاء من داء السكري بعد عمليات التحوير التي يتم فيها تجاوز الإثني عشر غير مرتبط بفقد الوزن، وأن الشفاء من السكري بإذن الله يحدث بعد أيام قليلة من الجراحة وقبل أن يفقد هؤلاء المرضى الوزن.
وإذا كان أطباء أمراض الغدد الصماء والسكري قد ترددوا طويلا قبل أن يقترحوا لمرضاهم الخيار الجراحي كأحد الحلول الممكنة لعلاج هذا المرض، إلا أنهم وبعد دعوتنا لهم مشاركتنا مؤتمراتنا السنوية ثم متابعتهم للحالات التي قام الأطباء الجراحون بإجراء هذه العملية لهم، ومن ثم الاطلاع على نتائجها، قد توصلوا إلى قناعة هذه المرة بأن جراحات التحوير وتجاوز الإثني عشر ليست فقط أحد الخيارات المتاحة لعلاج السكري، بل إنها الخيار الأفضل، حيث تصل نسبة الشفاء التام بها لمرضى السكري (النوع الثاني) نحو 90% من المصابين، مع تحسن كبير للبقية.
ويمكن في هذا السياق أن نشير إلى أمر مهم جدا، وقد يصبح التحدي الأول لوزارة الصحة، وهو أن نسبة الإصابة بداء السكري في بلادنا تصل إلى 28% من عدد السكان، وترتفع هذه النسبة لأكثر من 55% من عدد السكان لمن تجاوزت أعمارهم الـ 60 عاما. يشكل سكر الكبار أو النوع الثاني أكثر من 90% من عدد المصابين، بينما تقل نسبة الإصابة بسكري الأطفال أو النوع الأول عن 10% من العدد الإجمالي للمصابين. كما أنه من الملاحظ أن 90% من المصابين بالنوع الثاني (سكري الكبار) لديهم زيادة في الوزن أو بدانة، وتشكل هذه الأرقام العالية تحديا كبيرا لمقدمي الخدمة الصحية في بلادنا.
لقد تم عرض تقرير طبي قبل أسبوعين على إحدى القنوات التلفزيونية يروي تجربتنا في جراحات البدانة على مدى الـ 15 عاما الماضية، وعن ارتباط عمليات التحوير التي نجريها بالشفاء من داء السكري، وهالني الكم الهائل من التساؤلات والاتصالات عن حقيقة هذا الأمر، كانت أكثر الأسئلة (إلحاحا) تأتي من المصابين بالنوع الأول (سكري الأطفال) أو ذويهم، وهو الذي لا يرجى الشفاء منه في هذا النوع من العمليات، بل إن الذي يحدث هو التخلص فقط من الوزن الزائد لمن لديهم بدانة مفرطة، وهذا نادر الحدوث في النوع الأول الذي يتمتع أكثر المصابين به بوزن مثالي.
الذي دعاني للكتابة في هذا الشأن الطبي الصرف هذه المرة هو الحاجة الماسة لإيجاد قنوات من التواصل بين القطاعات الصحية المعنية بصحة المواطن والأطباء العاملين في التخصصات الطبية التي تشهد تطورا هائلا أو إنجازات ملموسة، لتشكيل علاقة تحترم تجربة هؤلاء الأطباء وتساعدهم على نشر تلك التجربة وتطويرها لخدمة المرضى، مثل دعم الأبحاث والدراسات الطبية وإقامة الندوات والموتمرات الطبية، ولأننا نعي تماما أهمية المرحلة المقبلة التي ستكون انتقالية نحو مشاريع التحول الوطني الصحي، ولكي تنجح الوزارة في طمأنة كوادرها الطبية بقدرتها على التعامل مع متغيرات العصر السريعة والمتلاحقة، فإنها بحاجة إلى التواصل مع كوادرها الطبية ومع المجتمع بشكل أفضل مما تفعله الآن.