الاتفاق النووي.. ثمن الكعكة الصفراء

في تصريح هجين، أدلى به الرئيس الأمريكي باراك أوباما، معلقا على إطار الاتفاق، الذي تم التفاهم عليه بين إيران والغرب؛ قال الرجل: «إن هذه الصفقة، لم تقم على أرضية الثقة، وإنما هي قاطعة لكل ممر، أتيح لإيران من قبل، لكي تصبح قادرة على إنتاج سلاح نووي»!كان اتفاق الإطار، بخطوط عريضة، على أن تتبعه في يونيو المقبل، وثيقة اتفاق يحدد الشروط الفنية وآليات الرقابة الصارمة

في تصريح هجين، أدلى به الرئيس الأمريكي باراك أوباما، معلقا على إطار الاتفاق، الذي تم التفاهم عليه بين إيران والغرب؛ قال الرجل: «إن هذه الصفقة، لم تقم على أرضية الثقة، وإنما هي قاطعة لكل ممر، أتيح لإيران من قبل، لكي تصبح قادرة على إنتاج سلاح نووي»!كان اتفاق الإطار، بخطوط عريضة، على أن تتبعه في يونيو المقبل، وثيقة اتفاق يحدد الشروط الفنية وآليات الرقابة الصارمة

الأحد - 05 أبريل 2015

Sun - 05 Apr 2015

في تصريح هجين، أدلى به الرئيس الأمريكي باراك أوباما، معلقا على إطار الاتفاق، الذي تم التفاهم عليه بين إيران والغرب؛ قال الرجل: «إن هذه الصفقة، لم تقم على أرضية الثقة، وإنما هي قاطعة لكل ممر، أتيح لإيران من قبل، لكي تصبح قادرة على إنتاج سلاح نووي»!كان اتفاق الإطار، بخطوط عريضة، على أن تتبعه في يونيو المقبل، وثيقة اتفاق يحدد الشروط الفنية وآليات الرقابة الصارمة.
وبالنسبة للشروط الفنية العامة، التي تضمنها، قالت الإدارة الأمريكية إن ما تم التوصل إليه، يحرم إيران لـ25 عاما، من تحضير «الكعكة الصفراء» وهي مسحوق اليوارنيوم شديد التركيز، الذي يساعد على إنتاج السلاح الذري.
وقد تركت لطهران نسبة كبيرة من أجهزة الطرد المركزي IR1 المصنفة من الجيل الأول البطيء، مع استمرار حقها في إجراء الأبحاث والتطوير العلمي بأجهزة أكثر تطورا.
لكن الاتفاق يضغط الإيرانيين في عنصر الوقت، إذ يفرض عليهم من خلال مجمل الشروط الفنية وتوقيتات سريانها، ألا تزيد نسبة تخصيب اليورانيوم عن 3.
67% لمدة 15 عاما على الأقل، تمنع خلالها طهران من بناء أية مرافق تخصيب جديدة!من بين اللافت في شروط الاتفاق، بل في تدابير ما قبل الاتفاق؛ هو مصير مفاعل «فوردو» وهو الوحيد القائم في باطن الأرض تحت الجبل ويستحيل قصفه وتدميره من الجو.
فقد أعربت إيران مبكرا، عن استعدادها لإغلاقه مقابل رفع العقوبات، ولكي تطمئن الغرب وتقنعه أكدت على أنها لا تضمر شرا له ولإسرائيل.
فقد نص اتفاق الإطار، على أن يخلو «فوردو» من أية مواد انشطارية لـ15 عاما على الأقل.
وهنا، كانت المفارقة، وهي أن المفاعل الآمن من القصف، هو الأسهل للتفاهم على وقف نشاطه، رغم أن العكس هو المفترض.
ولم تكن هناك مشكلة، في موافقة الإيرانيين على العزوف لربع القرن عن تحضير «الكعكة الصفراء»!من بين سطور منطوق الاتفاق الذي أبهج الغرب والإيرانيين؛ نفتش عن دلالات سياسية ونؤسس لافتراضات.
فمن حيث المبدأ، لم يكن النووي الإسرائيلي حاضرا في السجال، أي
لم يقايض الإيرانيون منشآتهم بمنشآت إسرائيل ومفاعلاتها وترسانتها من القنابل الذرية، على الرغم من كون الخطاب السياسي الإيراني، الذي يجري تسويقه ليل نهار في الإقليم، يجعل إسرائيل ــ نظريا ــ عدوا مركزيا ولا عدو سواه.
وليس ابتهاج إيران، باتفاق يسلم لها ببعض نشاطها ومنشآتها النووية وأجهزة الطرد المركزي والأبحاث؛ إلا صدى لفكرة مسكوت عنها، وهي أن النووي الإيراني المتاح منذ الآن، على بؤسه المديد والمقرر، يوفر لطهران أرجحية على جيرانها وبلدان الإقليم العربية التي لا تملك من النووي شيئا.