فواز عزيز

«القارمة الجربية» في المدارس

الجمعة - 13 أبريل 2018

Fri - 13 Apr 2018

• «الجرب مرض موجود في كل دول العالم، مثل القمل»، هكذا يقول وكيل وزارة الصحة للصحة العامة، وهو أعلم وأعرف منا.

• وما نعرفه جيدا أن المشكلة لم تكن في مرض «الجرب»، ولم تكن المشكلة في انتشاره بالمدارس، لكن المشكلة تكمن في التعامل الإعلامي لوزارتي التعليم والصحة مع المرض.

• فأحيانا تقولان - التعليم والصحة - لا توجد مشكلة، وأحيانا تعزوان المشكلة إلى تأخر الإبلاغ عن الحالات المصابة في بدايتها، وأحيانا تطالبان بأخذ المعلومة من مصادرها الرسمية، بينما المعلومات متضاربة حتى من المصادر الرسمية!

• المعلومات الطبية تقول بأن مرض «الجرب» ينتشر في الأماكن المزدحمة والقذرة، والمعلومات الرسمية تقول بأن «تعليم مكة المكرمة» تنفق 70 مليون ريال على نظافة المدارس، إذن لماذا انتشر مرض الجرب بمدارس في مكة؟ هنا لا بد أن يكون جزء من الإجابة في أن الـ 70 مليون ريال لم تنظف المدارس جيدا، أو أن من يشرف على النظافة في المدارس لا يعرف أساسيات النظافة. ولا بد أن يكون زحام الفصول جزءا آخر من الإجابة.

• قبل أيام وبعد انتشار مرض الجرب في بعض المدارس كشفت وزارة التعليم عن تخصيص أكثر من مليار ريال سنويا في ميزانيتها للصيانة والنظافة في المدارس، كما نشرت «عكاظ»، وأعتقد شخصيا أن هذا «المليار» ليس جديدا بل يصرف سنويا، لكن «الجرب» سلط الضوء على ميزانية نظافة المدارس «المليارية»!

• هنا تحتاج وزارة التعليم مراجعة طريقة صرفها «المليار ريال» على نظافة المدارس، ليس فقط لأن مرض الجرب انتشر في مدارس، بل لأن أي زائر لكثير من المدارس يكتشف أن نظافتها لا ترقى لميزانية «المليار»، باستثناء بعض المدارس النموذجية التي يزورها المسؤولون ويلتقطون فيها الصور!

• ونشرت «عكاظ» أن وزارة التعليم أفادت من خلال رصدها لحالات الجرب في المدارس بوجود أكثر من 1700 حالة إصابة، وأشارت إلى أنه رغم محاولتها الحثيثة للتصدي للداء إلا أنها واجهت صعوبات في «عدم إبلاغ المدارس» بنوع الإصابة بالمرض إلا بعد أسبوع والتأكد من الاشتباه وتحويلها إلى المركز الصحي، ثم ناقضت الوزارة نفسها، وقالت بأن اكتشاف المرض كان من المعلمين والمرشد الصحي في المدارس المصابة، بناء على ما تقتضيه أدوارهم في متابعة صحة الطلاب والطالبات والمتغيرات التي تطرأ عليهم صحيا وتفقد أحوالهم، وهذا ساعد على اكتشاف الحالات في وقت مناسب جدا، والتعامل معها بما يستوجبه الموقف!

• وبعد شكر المعلمين الذي ساهموا في اكتشاف انتشار المرض، سؤالان مهمان: ما مدى إلمام ومعرفة المعلمين بالأمراض والأمور الصحية؟ وأين ذهب دور الوحدات الصحية المدرسية التي انتقلت إدارتها العام الماضي من وزارة التعليم إلى وزارة الصحة؟

(بين قوسين)

• «القارمة الجربية» تقوم بعمل حفر ونتوءات في جلد الإنسان مسببة مرض «الجرب»، وأعتقد أن انتشار المرض في بعض المدارس قام بعمل حفر ونتوءات في جلد وزارتي التعليم والصحة تحتاجان معه لمراجعة إجراءاتهما الصحية في المدارس لتتعافى من «القارمة الجربية».

fwz14@