قنوات فضائية خطرة على شبابنا

مما لا شك فيه أن الفضاء العربي يعج بعدد من القنوات الفضائية العربية التي تبث سمومها بين شبابنا وشاباتنا زادت أعدادها عن الألف قناة خلال العشر سنوات الماضية، ما بين قنوات حكومية وأخرى تجارية، وتظل القنوات الحكومية العربية الأكثر انضباطا من الأخرى التجارية، لأنها مقيدة بالقيم والأخلاقيات والمبادئ التي يلتزم بها المجتمع العربي، ولا تهدف إلى الربح المادي فقط

مما لا شك فيه أن الفضاء العربي يعج بعدد من القنوات الفضائية العربية التي تبث سمومها بين شبابنا وشاباتنا زادت أعدادها عن الألف قناة خلال العشر سنوات الماضية، ما بين قنوات حكومية وأخرى تجارية، وتظل القنوات الحكومية العربية الأكثر انضباطا من الأخرى التجارية، لأنها مقيدة بالقيم والأخلاقيات والمبادئ التي يلتزم بها المجتمع العربي، ولا تهدف إلى الربح المادي فقط

الجمعة - 03 أبريل 2015

Fri - 03 Apr 2015



مما لا شك فيه أن الفضاء العربي يعج بعدد من القنوات الفضائية العربية التي تبث سمومها بين شبابنا وشاباتنا زادت أعدادها عن الألف قناة خلال العشر سنوات الماضية، ما بين قنوات حكومية وأخرى تجارية، وتظل القنوات الحكومية العربية الأكثر انضباطا من الأخرى التجارية، لأنها مقيدة بالقيم والأخلاقيات والمبادئ التي يلتزم بها المجتمع العربي، ولا تهدف إلى الربح المادي فقط.

بينما نجد أن القنوات التجارية تهدف للربح المادي فيظل ما تقدمه من برامج لا يرقى لمستوى المشاهدة، والأدهى أن أبواب الفضاء أصبحت مشرعة للجميع، فهناك إعلانات عن فتح قنوات فضائية جديدة لتضاف للغثاء الموجود، إذ يهدف بعضها لنشر الفساد وتعميم المعتقدات الضالة المنحرفة، وأخرى للأفكار الهدامة والمضللة وقنوات لتفسير الأحلام والدجل والكذب، وخطورة هذه القنوات الماسخة أنها تسللت إلى غرف نومنا، ويشاهدها الملايين من شبابنا دون حسيبولا رقيب، ومن المؤسف أنها لا تحتاج إلا لجهاز بث في غرفة صغيرة وثلاثة موظفين، لتبث سمومها بين شبابنا وشاباتنا.

إن هذا العدد الكبير من القنوات الفضائية العربية لم يستطع تكوين منظومة إعلامية ثقافية تعليمية توعوية راقية تهدف لنشر الوعي والعلم والمعرفة، وتعمل على توجيه الشباب لما فيه صالح الأمة، وترقى بالشعوب العربية وتقدمها اقتصاديا وفكريا وثقافيا، ومعظم هذه القنوات لا هدف لها سوى تحريك الغرائز وإثارة الشهوات ونشر الفسق والفجور والمجون والخلاعة واستغلال مفاتن المرأة أسوأ استغلال من خلال ما تقدمه من إعلانات وبرامج، دون أن تكون هنالك خطوط حمراء يلزم التمسك بها، متناسية رسالتها الإعلامية التي يفترض أن تقدمها للأمة، مقلدة للغرب في سلوكياته المنحرفة التي هي سبب تخلف أمتنا، وأسهمت في تصرفات الشباب والشابات، بعدم احترامهم للمحارم والأعراض فزادت جرائمهم، وارتفع أعداد المتعاطين للمخدرات وتاركي الصلاة والعاقين، وأصبح الشاب يعيش يومه فقط متناسيا آخرته،ولا يخطط لمستقبله فتجده يعيش على هامش الحياة دون هدف أو رسالة يسعى لتحقيقها، وجعلته ينسى أن الإنسان خلق لعبادة الخالق الواحد، قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).

وعلى الرغم من أن القنوات الفضائية العربية أصبحت أكثر من الهم على القلب، إلا أنها لم تقدم ما ينتظره المشاهد العربي ترتقي به، فهي تسعى إلى سلب أمواله من خلال ما تتلقاه من مكالمات هاتفية تحقق أرباحا خيالية لأصحاب هذه القنوات، ولولا هذه الاتصالات لما استطاعت أن تواصل مسيرتها في عالم الفضاء الفاسد.

ومن المؤسف جدا أن معظم الاتصالات لبرامج هذه القنوات يأتي من شباب هذه الأرض الطيبة، والتي يتحمل الكثير من أسرهم سداد فواتيرها، مما يدل على أن الأسر تغفل عن أبنائها، وأن هؤلاء الشبابلا يدركون ماذا يخطط لهم لمحو شخصيتهم المسلمة.

ولذلك فنحن جميعا مطالبون بالوقوف صفا واحدا في مقاومة هذا الطوفان الفضائي غير الأخلاقي حتىلا ينشأ جيل لا يعرف الله، ويجهل واجباته الدينيةولا يعرف عاداته وتقاليده الأصيلة.

فالمسؤولية تقع بالدرجة الأولى على أولياء الأمور، ومن ثم على المؤسسات التعليمية والدينية والجامعات، وعلى وسائل الإعلام من صحافة وإذاعة وتلفزيون توضيح مخاطر هذه القنوات وهذا الغزو الثقافي الهدام.

وعلى وزراء الإعلام العربي والإسلامي ومؤسساته، بما فيها منظمة عربسات والمختصون، أن يسعوا إلى تطبيق ميثاق الشرف الإعلامي، الذي سبق الاتفاق عليه منذ عشر سنوات، وإيقاف بث هذه القنوات الفضائية التافهة، وأن يتم محاربتها على جميع الصعد، وبجميع الطرق فهم مسؤولون أمام الله في حماية الأمة من الوقوع في براثن هذه القنوات التي تنشر الانحلال الخلقي طيلة أشهر السنة، وتزداد نشاطا في شهر الخيرات شهر رمضان المبارك، والعياذ بالله، ومن هنا فإن الوقاية كما يقولون خير من العلاج.

اللهم احمنا فوق الأرض وتحت الأرض وعند العرض.