ولي العهد في أمريكا

الأربعاء - 11 أبريل 2018

Wed - 11 Apr 2018

مقولة معروفة «من جاور السعيد يسعد»، وها نحن نجاور بوينج وناسا ومايكروسوفت وأمازون وقوقل وبقية شركات «وادي التقنيات» بسان فرانسسكو وبقية الولايات المتحدة، والأقمار الصناعية والشركات الاستثمارية والصناعات العسكرية والصناعات المتقدمة.

هذه الشركات - ومثيلاتها- تقدم حلولا متقدمة للعالم، حلولا تكنولوجية وحلولا أخرى بتقنيات عالية وصناعات متقدمة، منها صناعة الفضاء، سيارة بدون سائق، جهاز يعمل عمليات طبية متقدمة ومعقدة للبشر، هذه الحلول تعتبر الأكثر علما والأكثر تقدما في أعمال الإنسان وفكر الإنسان.

في رحلة ولي العهد الأخيرة للولايات المتحدة وقبلها في بريطانيا وبعدها في فرنسا، سعدنا بأخبار شراكات مع أفضل وأقوى الشركات بالعالم في الصناعات العسكرية والطائرات وفي التكنولوجيا والتقنيات المتقدمة، وصولا إلى الترفيه، ولا ننسى مشروع الطاقة الشمسية والأقمار الصناعية وطائرات بدون طيار، حيث وقع سموه عدة مذكرات تفاهم للشراكات والتبادل التجاري والصناعي ونقل المعرفة والتقنيات إلى المملكة العربية السعودية.

قضى ولي العهد رحلته التي امتدت ثلاثة أسابيع متنقلا بين أكبر شركات العالم، ليناقش الشراكات ويمهد «الدرب» للاستثمارات الأجنبية في المملكة، وذلك لنقل المعرفة وتطوير وزيادة «المحتوى المحلي» للصناعات، وستعمل الوزارات المعنية على بقية الأعمال التي تساهم في إتمام هذه الشراكات حتى يتم تفعيلها.

بقي القطاع الخاص المحلي خارج اللعبة، ومع مرور الوقت يخسر حصة كبيرة من السوق السعودي طالما أنه لم ولا يريد مواكبة الأحداث، وقام صندوق الاستثمارات العامة بملء الفراغ الذي يتركه القطاع الخاص.

كتبنا كثيرا للقطاع الخاص وقلنا إنه ما لم يتطور ويستثمر في البحوث والتطوير والصناعات المتقدمة؛ فإنه سيخسر الكثير من حصص السوق لصالح صندوق الاستثمارات العامة والشركات الحكومية والشركات الأجنبية، وقد حذرنا كثيرا من أن القطاع الخاص سيشتكي من مزاحمة الشركات الحكومية للأعمال المتاحة، ولكن المجال دائما مفتوح لمن أراد المشاركة بمعايير جديدة ومساهمات فعالة.

ماذا بعد رحلة سمو الأمير لأمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها؟ الأمير قدم الدور الأهم وهو التوجه والرؤية، ويبقى الدور الأسهل والأصعب على الوزارات في الأدوار التنفيذية.

«دور أسهل» لأن ما قام به سمو الأمير هو الدور الأصعب، و»دور أصعب» لأن التنفيذ لن يكون سهلا. التنفيذ سيكون على الوزارات لبناء قطاع خاص وشركات حكومية لتنفيذ هذه المشاريع التي من خلالها سيزداد دخل خزينة الدولة، ويتطور الاقتصاد مساهما في توليد الوظائف.

مع زيادة تنويع مصادر الدخل وبرامج الخصخصة وتأسيس الشركات الحكومية وتطوير القطاع الخاص، الدولة تؤمل على بناء منظومة عمل تستطيع توفير مليوني وظيفة خلال الخمس سنوات القادمة، بالإضافة إلى المليون باحث عن عمل اليوم. أرجو ألا يكون اتكال الوزارات على سمو الأمير للقيام بهذه الأعمال.

وما هو الدور الأهم؟ الدور الأهم أن نعي جميعا بأن المملكة ستتحول إلى دولة منتجة بدلا من رعاية النفط لنا، هذا الوضع يتطلب بناء الإنسان وفكر الإنسان، علم ومعرفة وثقافة وحضارة. يجب أن نعي جميعا وتعي المنظومات التربوية والتعليمية بأن الوضع الحالي للتعليم لن يفي بالغرض ولن يرتقي للتطلعات، ولذلك على جامعاتنا تطوير برامجها، وتطوير مخرجاتها، ورفع المستوى الدراسي لطلبتها وطالباتها؛ لنستطيع مواكبة هذه التقدمات المتسارعة.

Barjasbh@