السعوديين بين حربين

يبدو أن تعامل السعوديين قد تغيّير كلياً؛ بين حرب الخليج الثانية 1990م

يبدو أن تعامل السعوديين قد تغيّير كلياً؛ بين حرب الخليج الثانية 1990م

الخميس - 02 أبريل 2015

Thu - 02 Apr 2015

يبدو أن تعامل السعوديين قد تغيّير كلياً؛ بين حرب الخليج الثانية 1990م.
وصولاً للحرب الدائرة رحاها في اليمن ضد ميلشيا الحوثيين؛ والمتتبع لسلوك رجل الشارع السعودي خلال الستة ايام الماضية؛ لابد وأن يلاحظ الثبات الواضح في رتم الحياة اليومية؛ التي لم تتأثر بإنطلاق الحرب على الحوثيين، خلافا لما حدث في بداية حرب الخليج.

هذ التغيير الذي لم يتأتى من فراغ؛ بإعتباره جاء مستنداً على تجربة حرب الـ 90 الميلادية.
التي كانت اول حرب حقيقية تهدد استقرار السعوديين في وطنهم؛ الأمر الذي حملهم حينها على النزوح من المناطق الأكثر قرباً للحرب؛ ناهيك عن الإرتفاع في اسعار المواد الغذائية الإستهلاكية؛ التي صاحبت بداية انطلاق الحرب، والتي جاءت بسبب عدم وجود خبرة سابقة بالإضافة للصورة التي رسمتها وسائل الإعلام عن معاني الدمار والخراب والتشريد للحرب!
-
ماذا يعني أن تدخل السعودية حرباً
.

"لسنا دعاة حرب لكننا جاهزون لها"؛ عبارة لخص بها سعود الفيصل وزير الخارجية؛ المعنى الحقيقي لسلم السعودية التي لا يعني سلمها عدم جهوزيتها لخوض غمار حرب؛ إن استهدفت استقرار وامن المواطن السعودي.
ويتأتى الحزم في هذه العاصفة كما أوضح هيثم لنجاوي رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة من منطلق "عدم السماح للعابثين ببعثرة الأجندة السياسية، والسعودية بإعتبارها دولة مسالمة لا يعني أنها لا تريد الحرب لكنها جاهزة في حالة شعورها ان هناك مساس بالإستقرار الوطني".

-
الفرق بين حربين.

اوضح لنجاوي أن السعوديين اليوم في تعاملهم المرتكز إلى الطمأنينة؛ إنما جاء بناءً على الفروقات بين الحربين:
حرب الخليج الثانية:
- كانت حرب بالوكالة
- حرب ضد جيش نظامي

الحرب الدائرة ضد الحوثيين:
- السعودية هي من تقود التحالف
- زيادة الخبرة على المستوى العسكري

السعودية في الحرب ضد ميليشيا الحوثيين.

أبان لنجاوي أن هذه الحرب "لا يمكن أن تقارن فيها خبرة السعودية بخبرتها في حرب 91م.
ناهيك عن وضعها الإقتصادي الحالي؛ كونها اصبحت ضمن مجموعة الخمسة عشر وهي قوة اقتصادية كبيرة؛ فيما تعد على المستوى الدولي لاعب أساسي اذا ما نظرنا لوضعها على الخارطة السياسية في احداث توازن اقليمي ينعكس على التوازن الدولي".


اطمأن السعوديين للحرب ضد الحوثيين لهذه الأسباب:

ست ازمات اساسية تجاوزتها السعودية رسخت ثقة السعوديين في حكومتها كما أوضحها لنجاوي.

- ازمة الذات عندما تدرجت السعودية في نقل ولاء الشعب الضيق من القبيلة والعشيرة؛ لتجعله ولاءً كاملاً للدولة.

- ازمة الشرعية التي عبرت من خلالها الدولة عبر تاريخها الطويل لتصل لرضا وقبول المحكومين بالحاكمين.

- ازمة الإنصهار الإجتماعي وهي تحديد هوية اجتماعية؛ جاءت عبر انصهار مختلف العادات والتقاليد في بوتقة واحدة حددت هوية السعوديين.

- ازمة التغلغل والتي جاءت عبر تنظيمات الدولة وقوانينها التي يخضع لها الجميع في المدن والقرى بدون استثناء.

- ازمة التوزيع وهي التي جاءت عبر خطط التنمية التي تهدف لتوزيع مدخرات الدولة على جميع افراد الشعب.


كيف يرى السعوديون الحرب الحالية.


اروى ج : في ظل "الخريف العربي" الذي يجتاح المنطقة العربية؛ احمد الله انني لست في اياً منها لدينا حكومة قادرة على اتخاذ القرارات الصائبة في التوقيت المناسب.
ولا ارى ضرورة للخوف من هذه الحرب؛ الوضع اختلف تماكماً عن حرب الخليج الثانية.

محمد نزار : كوننا نعيش حياتنا اليومية بشكل عادي فهذا يعود لثقتنا الكبيرة التي ترسخت على مدى عقود؛ خاصة بعد حرب الخليج الثانية والتي كانت اول تجربة حرب حقيقية وقاسية، لكن تمكنت حكومتنا من تجاوزها بسلام؛ الحرب الحالية واضحة اهدافها اعادة الشرعية للحكومة اليمنية والمحافظة على امن واستقرار المواطن اليمني واليمن.