مراكز الدعوة الإسلامية.. جهود تذكر وتشكر
قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم)، أي إن هداية شخص واحد “رجلا أو
قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم)، أي إن هداية شخص واحد “رجلا أو
الخميس - 26 مارس 2015
Thu - 26 Mar 2015
قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم)، أي إن هداية شخص واحد “رجلا أو امرأة” خير لك من نعم عظيمة وكثيرة، لأنك أنت كنت سببا في هدايته إلى الحق، وإنقاذه من النار، فقد زار الرسول صلى الله عليه وسلم يهوديا ودعاه للإسلام ثم نطق ذلك الرجل بالشهادتين (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله)، وخرج من عنده الرسول (صلى الله عليه وسلم) وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذه من النار.
وهناك جهود واضحة تقوم بها مكاتب ومراكز الدعوة الإسلامية، وأعمال جليلة ملموسة ولا تنكر منها: دعوة الناس إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وتوعية المسلمين بأمور دينهم، والمحافظة على الفطرة بالدعوة إلى العقيدة الإسلامية الصحيحة، وإحياء السنة ونشرها، وإماتة البدعة والتحذير منها وربط الناس بمنهج السلف الصالح “رضي الله عنهم”، وتحقيق الطاعة لله تبارك وتعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ثم لولاة الأمر، ودعوة غير المسلمين للدخول في الإسلام وتعريفهم به وبيان محاسنه لهم وتصحيح المفاهيم المغلوطة عنه، ورعاية من يدخلون الإسلام وتعليمهم أصوله والاعتناء بهم والتواصل معهم، والاهتمام بطباعة الكتب والمطويات الدينية وتوزيعها على الناس، ونشر العلم النافع وتبصير المسلمين بأمور دينهم عقيدة وعبادة ومعاملة وأخلاقا، وغير ذلك من الأعمال الدعوية التوجيهية والإرشادية، جعل الله ذلك في ميزان حسناتهم وجزاهم الله خيرا على ما يبذلونه من دعوة إلى الله تبارك وتعالى.
والدعوة إلى الله عز وجل من أفضل وأجل الأعمال والقربات، فهي دعوة الأنبياء والرسل عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم.. وقال عز من قائل (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين)، أي لا أحد أحسن ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين.. اللهم اجعلنا ممن يدعون الناس إليك بالحكمة والموعظة الحسنة.. اللهم آمين.
وفي هذا المقام يجب ألا ننسى دعم ودور وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في هذه البلاد، ورابطة العالم الإسلامي -التابعة لها هذه المراكز الدعوية - التي تقدم خدماتها الجليلة لأفراد المجتمع عموما، وكل من يحتاج للدعوة إلى الله سواء في الداخل أو الخارج، ولذا فإن من هذه الجهود المباركة إقامة الدروس العلمية والندوات والمحاضرات الدينية التي تقوم في الأساس على تعليم الناس أمور دينهم وتفقههم وتوضح لهم ما قد يُشكل عليهم في عباداتهم ومعاملاتهم، وفق الله دعاتنا ومشايخنا والمسؤولين عن هذه الجهود والعاملين على تذليل الصعاب إلى كل خير، أو الذين يُسافرون ويتكبدون المشاق في سبيل تقديم ما لديهم من علم وبصيرة لكل أفراد المجتمع المسلم بأنحاء العالم، وأثابهم الله تعالى على دعوتهم التي هي دعوة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام. قال الله تعالى وهو أصدق القائلين (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)، وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ) رواه البخاري (39) ومسلم (2816)، أو كما قال عليه الصلاة والسلام.. لن يُشاد الدين أحد إلا غلبه ...- أي: غلبه الدين، وقال الله تعالى في كتابه العزيز (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى..).
إن جهود المسؤولين في بلادنا الإسلامية والعربية وغيرها نحو الدعوة إلى الله عز وجل، والمساعدة في ذلك ماديا ومعنويا جهود تُذكر وتشكر لهم ولكل العلماء والدعاة وطلبة العلم ورجال الأعمال والداعمين، بارك الله في جهودهم كلها وجعلها في ميزان حسناتهم، كما أن جهود المنظمات الإسلامية والهيئات الداعية إلى الله تعالى في كل مكان كرابطة العالم الإسلامي ومكاتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات والمراكز الإسلامية واضحة للعيان كوضوح الشمس في رابعة النهار، فكم شخصا اهتدى عن طريقهم بارك الله في جهودهم وجعلها في ميزان حسناتهم.