انتشار الاضطرابات المزاجية بعد الجلطة الدماغية في السعودية

كشفت دراسة طبية عن الاضطرابات المزاجية بعد الإصابة الجلطة الدماغية في السعودية عن عدد من الدلائل البحثة على أن الجلطة الدماغية قد تؤدي إلى الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية ومنها القلق والاكتئاب، وأن حدوث مثل تلك الاضطرابات قد تكون سببا في إطالة مدة الشفاء وربما عدم الاستفادة من برامج التأهيل والعلاج

كشفت دراسة طبية عن الاضطرابات المزاجية بعد الإصابة الجلطة الدماغية في السعودية عن عدد من الدلائل البحثة على أن الجلطة الدماغية قد تؤدي إلى الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية ومنها القلق والاكتئاب، وأن حدوث مثل تلك الاضطرابات قد تكون سببا في إطالة مدة الشفاء وربما عدم الاستفادة من برامج التأهيل والعلاج

الأربعاء - 25 مارس 2015

Wed - 25 Mar 2015

كشفت دراسة طبية عن الاضطرابات المزاجية بعد الإصابة الجلطة الدماغية في السعودية عن عدد من الدلائل البحثة على أن الجلطة الدماغية قد تؤدي إلى الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية ومنها القلق والاكتئاب، وأن حدوث مثل تلك الاضطرابات قد تكون سببا في إطالة مدة الشفاء وربما عدم الاستفادة من برامج التأهيل والعلاج.

وهدفت الدراسة التي شارك فيها كل من سامي العرجان، وشيرلي توماس، ونادينا لينكون إلى قياس مدى انتشار اضطرابات القلق والاكتئاب لدى مرضى الجلطة الدماغية في السعودية ومقارنة النتائج بما توصلت له الدراسات والأبحاث العالمية التي أجريت في المجتمعات الغربية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلق ما بعد الجلطة الدماغية
يعرف قلق ما بعد الجلطة الدماغية بأنه اضطراب نفسي يصيب المريض ويتميز بعدد من الأعراض من أهمها: الشعور بالتوتر والأرق مع الإحساس بفقدان القدرة على التركيز وتشتيت الانتباه والغضب السريع والشد العضلي.

وقد أضافت أبحاث أخرى متخصصة أن مرضى الجلطات الدماغية قد يعانون من أعراض أخرى مميزة مثل الخوف المستمر من السقوط أرضا وتجنب التواجد في المناسبات والاجتماعات العامة وتوارد ذكريات وأفكار مؤلمة عن الجلطة وقلق مستمر من تكرار حدوثها.

وتشير الإحصاءات إلى أن نحو %20 إلى %25 من مرضى الجلطة قد يعانون من أعراض القلق ولكن حدوث هذه الاضطرابات قد تحدده عوامل متعددة منها: عمر المريض، وجنسه (ذكر أو أنثى)، وموقع حدوث الجلطة في الدماغ، والفترة الزمنية منذ حدوث الجلطة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اكتئاب ما بعد الجلطة الدماغية
يؤثر اضطراب الاكتئاب في نحو %52 من مرضى الجلطات الدماغية ويرتبط حدوثه بعوامل عدة منها: موضع حدوث الجلطة في الدماغ، حيث أشارت الأبحاث بأن المرضى المصابين بجلطة في الجانب الأيسر من الدماغ أكثر عرضة للاكتئاب من أولئك المصابين بالجانب الأيمن، كما أن الاكتئاب يصيب عادة المرضى الأكبر سنا والأقل تعليما والمصابين باضطراب الكلام (أفيزيا) ويصيب الإناث أكثر من الذكور
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اضطرابات بعد الجلطة في السعودية
هناك دراسة واحدة أجريت بهدف التعرف على انتشار اضطراب الاكتئاب بعد الجلطة الدماغية وأشارت نتائجها إلى أن %17 من عينة البحث لديهم أعراض اكتئابية.

ومن هنا تظهر أهمية إجراء دراسة للتعرف أكثر على انتشار هذا الاضطراب بالإضافة إلى اضطراب القلق وتحديد العوامل والخصائص الديموغرافية التي تؤثر في حدوثها مثل العمر والجنس ومستوى التعليم والفترة الزمنية منذ حدوث الجلطة.

وقد تم فحص 100 مريض مصاب بالجلطة الدماغية وفقا لتشخيص أطباء الأعصاب اعتمادا على نتائج الأشعة MRI & CT-Scan وقد تم اختيارهم من 3 مستشفيات في مدينة الرياض هي: مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني ومدينة الملك فهد الطبيبة ومدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الإنسانية واستخدم اختبار HADS وهو مقياس نفسي معتمد عالميا ويستخدم لفحص أعراض القلق والاكتئاب ويحتوى على 14 سؤالا 7 منها تعبر عن أعراض القلق و7 أخرى تعبر عن أعراض الاكتئاب والدرجة الكلية على كل مقياس فرعي هي 21 درجة، كما استخدم مقياس Barthel Index لقياس مدى اعتمادية المريض على نفسه أو غيره بعد الجلطة الدماغية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقارنة بالنسب العالمية
أشارت نتائج الدراسة إلى أن %36 من عينة البحث يعانون من اضطراب قلق ما بعد الجلطة الدماغية وهذه النسبة تفوق المستويات التي توصلت إليها الدراسات في المجتمعات الغربية والممتدة بين %20 و25.

وأشارت الدراسة أيضا إلى أن القلق ينتشر لدى المريض الأكبر سنا (أكبر من 61 سنة) مقارنة بالمرضى الأقل سنا (أقل من 60 سنة)، وأن المرضى الأميين يعانون من القلق أكثر من القادرين على القراءة والكتابة وأن المرضى الذين أمضوا 7 أشهر أو أكثر بعد حدوث الجلطة أقل إحساسا بالقلق من أولئك الذين أمضوا فترة أقل من 6 أشهر.

أما عن الاكتئاب فقد أشارت النتائج إلى أن انتشاره يقدر بنحو %44 بين عينة البحث وأن تلك النسبة مطابقة لنتائج الأبحاث في المجتمعات الغربية، وأن المرضى الأكبر سنا أكثر إحساسا بالاكتئاب مقارنة بالأقل عمرا، وأن القادرين على القراءة والكتابة والذين أمضوا 7 أشهر وأكثر أقل إحساسا بالاكتئاب مقارنة بالأميين وأولئك الذين أمضوا 6 أشهر أو أقل بعد الجلطة الدماغية.

كما أجرت الدراسة قياسا تتبعيا لـ70 مريضا بهدف التعرف على انتشاره بعد 3 أشهر من الفحص المبدئي وقد أشارت النتائج إلى انتشار الاضطرابات المزاجية لدى %18.
6 من العينة وأن درجة اعتمادية المريض على نفسه أو غيره بعد الجلطة يمكن أن تنبئ بحدوث الاضطرابات المزاجية.