التعصب الرياضي إلى أين؟

أصبح التعصب في وسطنا الرياضي ظاهرة واضحة ومؤلمة، وتزداد يوما بعد آخر، ووقعت بسببها كثير من الأحداث الخارجة عن الأخلاق الرياضية، كانت نتيجة الخلافات والمنازعات والتشنجات وردود أفعال مجنونة وغير منضبطة داخل ملاعبنا أو خارجها

أصبح التعصب في وسطنا الرياضي ظاهرة واضحة ومؤلمة، وتزداد يوما بعد آخر، ووقعت بسببها كثير من الأحداث الخارجة عن الأخلاق الرياضية، كانت نتيجة الخلافات والمنازعات والتشنجات وردود أفعال مجنونة وغير منضبطة داخل ملاعبنا أو خارجها

الأربعاء - 25 مارس 2015

Wed - 25 Mar 2015

أصبح التعصب في وسطنا الرياضي ظاهرة واضحة ومؤلمة، وتزداد يوما بعد آخر، ووقعت بسببها كثير من الأحداث الخارجة عن الأخلاق الرياضية، كانت نتيجة الخلافات والمنازعات والتشنجات وردود أفعال مجنونة وغير منضبطة داخل ملاعبنا أو خارجها.
.
ولا ينكر العقلاء وجود التعصب الرياضي ويرون ضرورة القضاء عليه من خلال زيادة الوعي الرياضي.
وللتعصب الرياضي صور متعددة نذكر منها:1/ في مجال الصحافة الرياضية:وتظهر لنا هذه الآفة في بعض صحفنا المحلية، وخاصة في الصفحات الرياضة، التي تتحول أحيانا لتكون صحيفة النادي الواحد، فهي تسخر نشاطها لتغطية أخباره، وتظهر أقلام كتابه مادحة له مهللة له وتشحن الجماهير وتجعلهم لا يقبلون غير الفوز، وأن الدخول للمباراة إنما هو الدخول لمعركة مصيرية، كما نقرأ كثيرا من الشتائم المتبادلة والمفردات غير الحضارية، والهجوم على شخصيات بعينها ومحاولة تشويه صورتهم، مما يضع الكاتب الصحفي في فئة خائني الأمانة الصحفية، والتي تتطلب الكتابة بمصداقية،ولا ننسى ما يحدث في الصحف الالكترونية والمواقع من تشنجات وتعصب رياضي أعمى.
2/ الجماهير الرياضية: من المؤلم أنه يوجد لدينا بعض الجماهير التي لا تقبل الهزيمة لفريقها مهما كانت الظروف، وهي فئة دائما ما تخرج عن الذوق العام ويصل هذا إلى حد التعرض لجماهير الفريق المنافس بالشتم والسب والقذف وأحيانا للاعبي فريقهم ومدربه وإدارته وهو أسلوب بعيد كل البعد عما تسعى الرعاية العامة للشباب لترسيخه بين الشباب.
3/ التعصب الرياضي لدى اللاعبين:يظهر لنا ذلك من خلال الألعاب الخشنة والعنيفة لدى بعض اللاعبين التي تحدث للآخرين إصابات قد تكون عاهات مستديمة وسببا في اعتزالهم، كما أنهم قد يلجؤون لتجريح زملائهم من اللاعبين من الأندية الأخرى والاعتراض على الحكام أحيانا أخرى وقد تصل الأمور للتشابك مع جماهير الفريق المنافس.
4/ التعصب الرياضي لدى الإداريين: وهي وإن كانت موجودة إلا أنها بدرجة أقل من خلال تجاوز البعض لحدود الذوق العام وإطلاقهم للتصريحات النارية قبل اللقاءات والإساءة للآخرين وخاصة وأن معظمهم من أصحاب الكوادر الأكاديمية التي تحمل فكرا رياضيا عاليا.
5/ التعصب الرياضي لدى القنوات الرياضية المتخصصة: من المؤسف وجود أمثال هذه القنوات التي ترسخ فكر التعصب الرياضي من خلال التغطيات التي تقوم بها، والبرامج التي تقدمها وما يدور فيها من حوارات استفزازية تعزز التعصب لدى الشباب.
مثل هذه الأمور من أشكال التعصب الرياضي تعد سببا رئيسيا في هبوط كرتنا السعودية، وهو ما حصل خلال السنوات العشر الأخيرة، بابتعاد المنتخب عن تحقيق أي من البطولات الخليجية والعربية والآسيوية، وتدني ترتيبه عالميا بالرغم من دخول الكرة السعودية عالم الاحتراف وارتفاع سعر اللاعب السعودي بالملايين وتكلفة الصرف على الأندية السعودية في الدوري بمبالغ قاربت المئة والخمسين مليون ريال.
وفي سبيل محاربة التعصب الرياضي الإعلامي، نأمل من وزارة الإعلام معاقبة الصحف التي تتجاوز الحدود في طرحها، وعدم السماح لكتاب التعصب بنفث سمومهم، وعلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب أن تقوم بدورها تجاه كل من يسيء التصرف من جماهير ولاعبين وإداريين داخل الملعب وخارجه، وتشديد العقوبة بالإيقاف والغرامة والشطب إن استدعى الأمر بحسب الأنظمة واللوائح الرياضية الموجودة حاليا.
أما وزارة العدل فعليها سرعة إقامة محاكم رياضية بقواعد ثابتة تحمي الكثير مما يحدث من قذف وشتم علني ومبطن من ضعاف النفوس لأصحاب الفكر الراقي، وإعطاء كل ذي حق حقه، وحتى تنتهي مسيرة التعصب ونحقق أهداف الرياضة السامية.