عبدالغني القش

صواريخ عبثية.. وجاهزية سعودية

الجمعة - 30 مارس 2018

Fri - 30 Mar 2018

عمل إرهابي أقل ما يمكن أن يوصف به بأنه جبان؛ يستهدف السكان المدنيين ويعرض أمنهم للخطر، فقد رصدت قوات الدفاع الجوي للتحالف مساء الأحد الماضي عملية إطلاق 7 صواريخ باليستية من داخل الأراضي اليمنية باتجاه أراضي المملكة، وبفضل الله ثم بكفاءة وجاهزية قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي تم اعتراض الصواريخ وتدميرها قبل أن تصل إلى أهدافها.

والمؤسف أن ثلاثة منها كانت باتجاه العاصمة الحبيبة وواحدا باتجاه خميس مشيط وآخر باتجاه نجران واثنين باتجاه جازان، وتم إطلاقها بطريقة عشوائية وعبثية لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان، حيث تم اعتراضها جميعا وتدميرها من قبل رجالنا البواسل وباقتدار.

وبطبيعة الحال فقد أدى اعتراض الصواريخ لتناثر الشظايا على بعض الأحياء السكنية، ونتج عنها استشهاد مقيم من الجنسية المصرية وبعض الأضرار المادية.

ولا شك أنه عمل عدائي وعشوائي من قبل الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، ويثبت بما لا يدع مجالا للشك استمرار تورط دعم النظام الإيراني في دعم الجماعة الحوثية المسلحة بقدرات نوعية، في تحد واضح وصريح، ويعد خرقا للقرار الأممي 2216 والقرار 2231 بهدف تهديد أمن المملكة العربية السعودية وتهديد الأمن الإقليمي والدولي.

والجميع يعلم أن إطلاق الصواريخ الباليستية باتجاه المدن والقرى الآهلة بالسكان يعد مخالفا للقانون الدولي الإنساني، وما تقوم به الميليشيات الحوثية يعد تطورا خطيرا في حرب المنظمات الإرهابية، ومن يقف خلفهم من الدول الراعية للإرهاب كنظام إيران.

ويوما بعد آخر تثبت صواريخ الحوثي البائسة على الأراضي السعودية أن يد إيران مخضبة بدماء الأبرياء الذين يصبحون ضحايا شظايا هذه المقذوفات التي يتم إطلاقها بشكل عشوائي وتستهدف تجمعات مدنية بالأساس.

وبودي الوقوف بطرق احترافية مع جنودنا البواسل، فهم يحتاجون للدعاء أولا، وهذا واقع من خلال منابر الحرمين الشريفين وجميع المساجد، منذ أن انطلقت عاصفة الحزم لإعادة الشرعية في اليمن وما تلاها من عمليات عسكرية في إطار عملية إعادة الأمل.

ومع الدعاء فهم أيضا يحتاجون للدعم بكافة أشكاله، فإبرازهم وبطولاتهم واجب متحتم، وكم يحز في النفس إعلان بعض المكافآت التي لا تتناسب أبدا وحجم التضحيات المقدمة، وقد كتبت سابقا عن إسقاط المديونيات عن كل المرابطين في الحد الجنوبي، فهم يقومون بعمل بطولي ويقدمون أرواحهم فداء للوطن، وأتصور أن مضاعفة تلك المكافآت وإسقاط المديونات وإبراز البطولات أقل ما يمكن تقديمه لهؤلاء البواسل.

وعودة للعمل الإعلامي فمع الأيام تتضح ضرورة التوعية؛ فمقاطع ترسل بحسن نية عبر برامج الجوال ومواقع التواصل الاجتماعي يستفيد منها الإعلام المعادي، ويفبركها ويتخذ منها أدلة على ما يبثه من زيف وتدليس، وهنا يفترض تضافر الجهود العسكرية والإعلامية وبث الوعي بشكل مكثف بأن يتوقف الجميع عن نشر المقاطع التي ربما يستفيد منها الآخرون.

وقد سبق المرور بتجارب مماثلة، ولكنها مرت مرور الكرام، مما يعني الحاجة الماسة لعمل إعلامي مهني عسكري متكامل ومقنع لإيقاف نشر تلك الرسائل وتداولها.

وكذلك بث الكلمات والتصاريح الصادرة من قيادتنا أيدها الله التي من شأنها بث الطمأنينة للمجتمع وفي المقابل تفت في عضد العدو، ومن ذلك ما قاله مؤخرا سمو ولي العهد عن هذه الصواريخ وكيف أنها تمثل محاولات يائسة وأعمالا بائسة من لدن النظام الإيراني.

ويرجى تكثيف كل ما من شأنه رفع الروح المعنوية لجنودنا، فقد قامت شركة الاتصالات بتغيير الشعار إلى «شكرا لقواتنا المسلحة السعودية»، وجميع الشركات مدعوة لأعمال مماثلة وتقديم ما يمكن تقديمه لهؤلاء ماديا ومعنويا، فهم على الثغور وأعينهم لا تنام وصدورهم دون الوطن وأرواحهم فداء له. فهل نرى استجابة عاجلة؟

[email protected]