أبو جفين الذي هز عرش المعرض

الاثنين - 26 مارس 2018

Mon - 26 Mar 2018

في كل مرة يظهر أحد المشهورين من أبطال «السوشال ميديا»، معلنا عن رغبته في إصدار كتاب قصة أو رواية أو حتى شعر، تغمرني السعادة، لأني حينها أتأكد أن هذا الشهير بدأ يدرك أن الشهرة التي حصل عليها من الممكن أن تتلاشى في أي وقت، لكن وجود كتاب حتى لو كان كتابا تجاريا فهو يوثق بقاء اسمه.

المثقفون يصرخون من رداءة المحتوى الموجود في معارض الكتب في المملكة، لكنهم لا يفهمون أن هناك ما يسمى بالكتاب التجاريين، مثلما هناك أفلام تجارية، الهدف منها الربح فقط وليس الفائدة، بعض المثقفين شديدي الغرور، لا يستطيعون أن يتخيلوا أن الساحة الأدبية يمكن أن يتشاركها معهم من هو أقل منهم موهبة وجودة في الكتابة، الحقيقة هي أنه حتى الكتاب السيئ يتطلب بعضا من الموهبة والعمل والتأليف.

اشتريت نسختين من كتاب أبو جفين «توصون شيء ولاش!؟، يفترض ألا تجتمع علامة التعجب مع علامة الاستفهام، وكان يجب على دار النشر التنبه إلى ذلك، على أني أعترف بأنني اشتريت الكتاب بسبب الضجة التي أحدثها أبو جفين، ولأنني التقيته مرة عند باب فندق في دبي، وكان شديد اللطف والظرافة، ولم يمانع من تصويره، قلت حتى لو كان الكتاب سيئا لكنني ممتنة للطافته واحترامه.

استطعت أن أختم قراءة الكتاب في نصف ساعة، فأنا لا أفهم في الشعر، ولكني توقفت عند فصل المواقف، وأحببت ما جاء فيه، المشكلة التي يقع فيها أغلب الذين يريدون أن يدونوا تجاربهم أنهم يعتمدون على أنفسهم في الكتابة، كان بإمكان أبو جفين أن يتحدث عن تجربة نجاحه، بأن تقوم إحدى دور النشر بتسجيل كل ما يتعلق به، قبل الشهرة وبعد الشهرة، وأسباب نجاحه، وغير ذلك، وبعدها تقوم بإعادة صياغة الكتاب بطريقة احترافية، وهذا ما يحدث في العالم الأول.

المؤسسات التجارية للكتب في أمريكا على سبيل المثال ساعدت على نشر كتب عديدة، مذكرات فتاة تم اغتصابها، وكيف استطاعت أن تعود إلى حياتها من جديد، امرأة عانت من مرض ابنها المصاب بالتوحد، فتتحدث عن كيفية التعامل معه، والصعوبات التي واجهتها، هناك كتب ربما لا يمكن أن تصدق أن تكتب، ولكن البعض يريد أن يدون تجربته، وهي طريقة علاجية مهمة للخروج من الحزن والأسى.

لنعد إلى أبو جفين الذي هز عرش معرض الكتاب في الرياض، إننا في الحقيقة نحتاج في كل مرة إلى ظهور من يلفت الانتباه إلى المعرض، تجارب الحياة عريضة ومختلفة، ولو أننا نمتلك دور نشر بالغة القيمة لكي تساعد الراغبين في كتابة تجاربهم لامتلكنا كتبا مبهرة، فهناك فئة عمرية تحتاج أن تقرأ كتبا بسيطة.

نصائح جينفر إيغان للكتاب

1 اقرأ كتبا من المستوى الذي ترغب بكتابته، القراءة هي قوت الكتابة

2 يمكنك أن تكتب بانتظام، إذا رغبت أن تكتب برداءة، لا يمكن أن تكتب جيدا وبانتظام، على المرء أن يتقبل الكتابة الركيكة كوسيلة تتيح له الكتابة الجيدة

حكمة مايكل لويس للكتاب

  • من الجيد أن تعثر على دافع للجلوس على كرسي الكتابة، إذا كان دافعك للكتابة هو المال، فابحث عن دافع آخر

  • كثير من قراراتي اتخذتها في حالة وهم، عندما تحاول بدء حياة عملية في الكتابة، سيفيدك القليل من التفكير في الوهم، تلك كانت أجمل اللحظات، عندما علمت ماذا سأفعل




SarahMatar@