جمانة القصاب كبرت قريبة من الشعر فذابت فيه

الاثنين - 26 مارس 2018

Mon - 26 Mar 2018

تحاول الشاعرة البحرينية الشابة جمانة القصاب ألا تتحدث عن تجربتها الشعرية إعلاميا، وتخفي خلف هذا الصمت قصائد تنام ملء حفونها عنها، ويسهر الخلق جراها ويختصم، هكذا بهذه البساطة يمكن أن تترك جمانة أثرا في نفوس متلقي قصائدها حتى بعد انتهاء أماسيها.

جمانة قالت لـ"مكة" إنها بدأت الكتابة مبكرا، وكان وعيها بالكلمات موجودا، وكبرت قريبة من الشعر، لأن اختيار والدها لاسمها جاء بناء على قصيدة، وولعه بالشعر جعلها قريبة منه دائما، لكن المعلم عبدالجبار علي كان له فضل كبير في فهمها للكتابة، عبر حلقات دروس انقسمت بين مركز الموهوبين وأماكن أخرى، ورغم إجادتها لقصيدة التفعيلة والنثر، لم تكتب جمانة القصيدة الخليلية، فبداياتها جاءت مع النصوص، وما زالت المحاولات تتخذ من قصيدة التفعيلة وسيلة.

قصيدة " سأراك"

سأراك في وهمي حبيبا فرّقتنا الأمنيات ..

والآن يا كل الهزائمِ في القصائدِ دُلنّي

من أين لي وطنٌ بديل؟

من أين لي حين استفاضت من عيونيّ صرختي .. صدرٌ يجففُ عن شحوبي الذكريات؟

أنا من حنينيّ مُتعبَة

والجرحُ تفتقه الجهات

وخديعةُ الأمل الذي فيني تزيد

حيرى أفتّشُ فيك عن زمن المجيء

لكنّما ..

ما كنت يوما في سوا وهمي حبيبا ..

“ما كان يمكن أن تراني ما أراك” ..

لكنني حصّنتُ نفسي بالتجاهل كي أحبك دونما أخشى افتراقا إنمّا ..

كل الذي يبدو كممكن ليس صائر، والحدوث يباعدُ الشرخ الذي بيني وبينك

إنمّا ..

يا كل ألوان التعب،

قل لي، إذا أنا كُنتُ عندكَ طارئا، سهل العبور ..

فعلامَ تبكي عندما أبكي؟ وما يبكيكَ إن مرّت على قدري الظنون؟

و أراقبُ الدربَ الذي قد منه رُحتَ .. لكي أصدّق كيف باعتني ضلوعُكَ .. كيفَ ظهرُكَ يختفي ..حتّى أصدق أنني .. ما عدتُ شيئا فيك يا زمنَ ابتهاجِ القلب يا فرحَ الدموع ..

أتديرُ ظهركَ لي كأنك راحلٌ

فأدير ظهري ..

كي أراك أمام وجهي .. تستَردُ جهاتيّ الحيرى

وتسأل خافقي ..

لكنني أرجوك .. أن:

اترُك يديّ ..