عادي ماجد الزبني

المريض أولا يا وزارة الصحة

السبت - 24 مارس 2018

Sat - 24 Mar 2018

في الأمس القريب كان شعار وزارة الصحة المعتمد «المريض أولا»، وهذه عبارة جميلة تتناسب مع الغرض الذي وجدت من أجله، فالوزارة تعمل من أجل صحة الإنسان/‏ المريض قبل وبعد المرض.

وفي الوقت الحالي توحي نشاطات الوزارة بأن الشعار أصبح «الموظف أولا»، وذلك من خلال الجهود التي تبذلها الوزارة في رفاهية الموظفين مثل «توزيع الآيسكريم -الأكلات الشعبية- الرحلات السياحية.. إلخ»، وعملها على إعادة تأهيل المكاتب الإدارية، والغرض من كل ذلك توفير بيئة عمل مناسبة لزيادة إنتاجية الموظفين!

ولكن يبقى السؤال المهم: هل هذه الجهود ساهمت في زيادة إنتاجية الموظفين فعليا أم إنها مجرد زيادة أعباء مالية لا أكثر ولا أقل! هل الحواجز الزجاجية التي تخترق خصوصية الموظفين وتجعلهم تحت مراقبة وتتبع المدير والمراجعين والمكاتب والأجهزة الحديثة غيرت شيئا في معدل إنتاجية الموظفين؟ البيئة المناسبة للعمل مهمة جدا، لكن هناك الأهم، وهو العمل على توفير مطالب وحقوق الموظفين الرئيسة، مثل «النقل – الترقية – التحسين – صرف البدلات – التدريب – التمكين - المزايا المالية الأخرى» مبالغ باهظة صرفتها الوزارة على تحسين المكاتب الإدارية، تمنيت لو صرفت هذه المبالغ على توفير الأدوية والتطعيمات الأساسية التي يحتاجها المرضى فعلا وغير متوفرة حاليا، أو أنها صرفت على تطوير المرافق الصحية التي تخدم المريض مباشرة. يجب أن يدرك المسؤولون في الوزارة أن تطوير مستوى الخدمات الصحية لا يتم من خلال تطوير المكاتب الإدارية وتجاهل المرافق الصحية والمريض! ومن المؤسف جدا أن الوزارة تعتقد بهذا أنها تنقل تجارب الدول المتقدمة والشركات الكبيرة في تطوير بيئة العمل. الاستفادة من خبرات الآخرين شيء جميل بشرط أن تكون الظروف متشابهة، إذ يحق للشركات الطبية الكبيرة تطوير بيئة العمل لعدم وجود مشاكل لديها فيما يخص الموظفين، فجميع موظفيها يحصلون على حقوقهم كاملة، والفرص والمزايا المالية والوظيفية متساوية وعادلة بين الجميع. من المستحيل أن تجد أي شركة رائدة في الخدمات الطبية تعمل على تحسين مكاتب موظفيها الإداريين ومرضاها لا يجدون العلاج أو سريرا يعالجون عليه. ومن وجهة نظري الشخصية إن رفاهية «المريض» أهم بكثير من رفاهية «الموظف»، وفي الختام أدعو وزارة الصحة للاهتمام بتطوير «بيئة المريض» فحقوق المريض أمانة في عنق كل مسؤول صحي يحاسب عليها.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال