إبراهيم خليل البراهيم

الثروة التمرية!

السبت - 24 مارس 2018

Sat - 24 Mar 2018

ارتبطت النخلة وثمرتها التمرة بإنسان الجزيرة العربية من مئات بل آلاف السنين، فكانت خير صديق يستظل بظلها ويستفيد من ثمرها وبقية أجزائها حتى اتخذت، بلادنا السيفين والنخلة شعارا لها لارتباطهما بهويتنا وقيمنا. النخلة، هذه الشجرة المباركة التي ذكرت في القرآن في أكثر من 20 موضعا ليست مجرد شجرة أو مصدرا يحقق الأمن الغذائي والاجتماعي والاقتصادي، بل تأخذ قيما اجتماعية وثقافية أبعد من ذلك لإنسان الجزيرة العربية عموما وإنسان المملكة على وجه الخصوص.

يبلغ عدد أشجار النخيل في المملكة العربية السعودية 28,570,804 نخلات، هذا الرقم يتجاوز عدد سكان المملكة من السعوديين الذين يتجاوزون 20 مليون نسمة، مما يعني أنه يقابل كل مواطن سعودي 1.4 نخلة!

هذا العدد الضخم من النخيل ينتج سنويا أكثر من 1.1 مليون طن بأكثر من 400 صنف من التمور المختلفة، إلا أن هذا الإنتاج الضخم من التمور المتنوعة الأصناف لم يصل إلى السوق العالمي كمنتج تجاري مميز، حيث بلغت صادرات التمور عام 2016 نحو 129,186 طنا وهذا أقل من 12% من كامل الإنتاج وتقل النسبة المصدرة لأهداف تجارية أيضا إذا استثنينا الصادرات الحكومية التي تقدم كإعانات ومساعدات للبلدان الفقيرة والمحتاجة أو ما يقدم للبلدان الصديقة والشقيقة.

هذا العدد الضخم من النخيل والإنتاج الوافر من التمور يجعلها ثروة تمرية حقيقية لم تستثمر بعد، مما يستوجب تكاتف القطاعات الحكومية والخاصة والأهلية لإجراء الدراسات العلمية والبحوث التطبيقية لتحسين إنتاج التمور كما وكيفا، والعمل على تسويقها بطريقة احترافية لتقديم التمور السعودية كمنتج ذي جودة عالية لتلبية الطلب العالمي لهذا المنتج، خاصة أن تسويقها في السوق العالمي يحقق عائدات اقتصادية أضعاف ما يمكن تحقيقه في السوق المحلي، والعمل أيضا على تحويل التمر من ثمرة خام إلى صناعات تحويلية كالحلوى والشكولاته والعديد من المنتجات الأخرى، مما يحول هذه التمرة من نبتة خام إلى صناعة حقيقية تقوم عليها المصانع والمنتجات ورافد اقتصادي ضخم لاقتصاد البلاد وإنسانه.

ومضة: حبا الله هذه البلاد بحمده وفضله نعما وثروات لا تعد ولا تحصى لنستخدم ثروة العقول لننجح باستثمار ثروتنا التمرية!