برجس حمود البرجس

أنقذونا يا تعليم بالصف الـ13

الأربعاء - 14 مارس 2018

Wed - 14 Mar 2018

المملكة بحاجة لكوادرها البشرية وهم رأس المال الحقيقي، ولذلك نحن بحاجة لرفع مستوى بعض خريجي الثانوية قبل دخولهم للجامعات لكي نستطيع إلحاقهم بالتخصصات المتقدمة التي تتطلب مهارات وقدرات ودرجات عالية بالمواد العلمية واللغة الإنجليزية.

يتخرج طلبتنا وطالباتنا بمعدلات جيدة جدا في المرحلة الثانوية، مقابل معدلات متدنية في القدرات والتحصيلي، فلا يستوفون شروط القبول للتخصصات الجامعية الطبية والهندسية والعلوم والكمبيوتر إلا بأعداد قليلة. نخسر هذه الكوادر البشرية لسبب ضعف البرامج التعليمية وتنمية المهارات لأسباب ليس للطلبة ذنب بها، لذلك أقترح تأسيس «الصف الثالث عشر» ليتقوى بعض الطلاب والطالبات بعد التخرج من الثانوية بالمواد العلمية واللغة الإنجليزية والمهارات والقدرات والتحصيلي. برنامج سنة واحدة وبعده يتقدم الطالب على التخصصات المتقدمة بعد رفع مستواه ودرجاته في القدرات والتحصيلي واللغة الإنجليزية والمواد العلمية، وهذا سيختصر من السنة التحضيرية بالجامعات، ويعطي الطلبة والطالبات فرصا أخرى للقبول في التخصصات المأمولة.

دون مزيد من التفاصيل، قد يقصر البرنامج إلى نصف سنة لبعض الطلبة، وقد ينظر له على أنه فرص استثمارية للقطاع الخاص ليكون برامج تعليمية بمقابل مادي مدعوما من الدولة حسب إمكانات عوائل الطلبة.

اليوم «التعليم» تعمل على تطوير البرامج والمناهج والأدوات التعليمية وتطوير مهارات المعلمين والمعلمات ومستوياتهم وتطوير تقريبا ستة أركان أخرى في التعليم العام والجامعي. يفترض أن يكون إدخال برنامج «الصف الثالث عشر» موقتا لعشر سنوات تقريبا، لأن برامج التطوير التي تعمل عليها الوزارة لن تشمل طلبة الصفوف المتقدمة، حيث إن هذه البرامج تحتاج وقتا طويلا ليكتمل تأثيرها الإيجابي.

في اختبار قياس الأخير وضحت النتائج أن 50 مدرسة فقط من بين 4003 مدارس للبنين والبنات تخطى متوسط درجات طلبتها وطالباتها الـ80 في اختبار القدرات، و46 مدرسة فقط من بين 3483 مدرسة للبنين والبنات تخطى متوسط درجات طلبتها وطالباتها الـ80 في اختبار التحصيلي. هذه مستويات متدنية جدا والضحايا طلبة وطالبات عانوا من ضعف في مستوى التعليم من المنظومة التعليمية والمتابعة المنزلية.

نحن أمام أمرين، إما أن نتجاهل هؤلاء الطلبة والطالبات ونقحمهم في تخصصات لسنا بحاجة للكثير منها، وإما أن نعمل على إعادة تأهيلهم وتصحيح مسار بعضهم لنستفيد منهم بعد تخرجهم ليساهموا في نهضة المملكة التنموية.

المملكة أعلنت في خططها ورؤيتها وبرامجها التحولية أنها لن تعتمد على دخل النفط، ولذلك لا بديل عن التسلح بالعلم والمعرفة ومنافسة الدول المتقدمة الكبيرة. ومع إدخال برنامج «الصف الثالث عشر» سيستطيع أكثر من ضعف الطلبة والطلبات الدراسة بالتخصصات التي ذكرناها أعلاه، فالبلد بحاجة إلى مضاعفة أعداد الأطباء بأعداد كبيرة، وكذلك المهندسين والتخصصات التكنولوجية والبرمجية والتقنيات وبقية العلوم. الترقية يجب أن تكون بحجم الطموحات والتطلعات، والتحول من الاقتصاد الرعوي إلى الاقتصاد المعرفي.

الكوادر الماهرة سلاح للدولة، تستطيع من خلالهم اختراق الفضاء وصناعة العلاج وبرمجة الذكاء الصناعي، وهذا يلزم إعادة تأهيل من ضيعتهم الأنظمة والخمول، وتجهيزهم للمقاعد الجامعية في التخصصات التي من خلالها نستطيع منافسة الدول المتقدمة.

أريد أن أختم بمقارنة بسيطة مع دولة المكسيك التي تحتل المركز الخامس عشر في الدول الأكبر اقتصادا بالعالم، فرؤية المملكة العربية السعودية استهدفت عام 2030 ذلك المركز (الخامس عشر) بين الاقتصادات الكبرى من دول العالم.

المكسيك من أكبر الدول المصدرة للالكترونيات، وتميزت بهذه الصناعة وأصبحت مصدرا كبيرا للدخل والوظائف، فبنظرة سريعة على عدد خريجي هندسة الالكترونيات سنويا (وليس جميع التخصصات الهندسية)، سنتفاجأ بأنه يعادل عدد خريجي الجامعات السعودية السنوي بجميع التخصصات، مع أن عدد سكان المكسيك ستة أضعاف عدد سكان السعودية فقط!