عار الفتاة

الاثنين - 12 مارس 2018

Mon - 12 Mar 2018

ما قرأته لم يكن بجديد علي، فقد سبق أن قرأته في أخبار متفرقة لعدد من الدول العربية، وأيضا في بلاد لا يمكنني إحصاؤها، ربما يختلف الخبر بعض الشيء، لكنه في النهاية يحمل النتيجة ذاتها.

ما يختلف في قوانين السعودية أن الأب هو المخول الوحيد على الموافقة دون غيرها، إلا إذا كان للفتاة أعمام أو أخوال يمكنهم الإنابة عنه. حينما يتم الإفراج عن الفتاة من السجن في العالم، أي سجن كان، ذهبيا أو حتى حديديا، تخرج الفتاة المكسيكية أو حتى اليوغسلافية والأرجنتينية التي أخطأت في حق نفسها وحق أسرتها، وتذهب لتطرق الباب على أسرتها، البعض يرحب بها وبعد فنجان قهوة تتم مرافقتها إلى الخارج، ولا يسمح لها برؤية أشقائها، الغريب أن هذا الأمر يمكن أن يندرج على الشاب أيضا، هو أيضا مجتمعه الشخصي لا يقبل به، يزم في يده عدد من الدولارات أو الجنيهات وتمنيات بالسعادة، ومن ثم يغلق الباب إلى غير رجعة.

الخبر الذي بقي عالقا في مشاعري كان عن الأب الذي رفض تسلم ابنته بعد أن انتهت من قضاء عقوبتها في السجن، الفتاة كما عرف عنها الخبر أقدمت على فعل غير أخلاقي، وحكم عليها بالسجن، ولأنني يتيمة الأب وأكاد أبصم بالعشرة، أنني أستطيع تماما تفهم الأب الذي رفض إعطاء ابنته فرصة أخرى، فرصة لكي تعيش من جديد، فرصة لأن تكون مختلفة عما كانت عليه، ولكن بعض الرجال في وطني لا يسهل عليهم إعطاء الفرصة لأي امرأة أخطأت أخلاقيا إلا ما ندر.

إننا للأسف حتى الآن لم نصل إلى هذه المرحلة، فأنت لا يمكن أن تلوم الأب على ما قام به، أو حتى ما قاله للقاضي بأنه سيقضي على ابنته في حال عودتها، لأنه لا يفكر فقط بمفرده، إنه يفكر بالقرار المجتمعي، فإذا كان المجتمع يغضب ويثور لأن امرأة يتيمة تزوجت من رجل أقل منها نسبا، فهل تريد منه أن يعيد ابنته إلى حضن أسرتها من جديد، من دون أن يغسل عاره، فهذه نظرة مستحيلة.

قضايا جرائم الشرف تلف العالم

• قرر المسؤولون بأجهزة الشرطة الأوروبية إنشاء وحدة خاصة لمكافحة ظاهرة »جرائم الشرف« التي أخذت تنتشر في أوروبا

• أغلب ضحايا »جرائم الشرف« من النساء اللاتي ينتمين لأسر عربية أو آسيوية، وينخرطن في علاقات تعتبرها أسرهن إخلالا بشرف الأسرة، وبشكل خاص ارتباط الفتيات المسلمات بغير المسلمين، وينتهي الأمر بقيام أسرهن بقتلهن

• إقبال بعض الأسر على القيام بجريمة شرف في بلد مثل السويد يعود بالدرجة الأولى إلى عدم شعور تلك الأسر بالانتماء إلى المجتمع السويدي بسبب تقوقعها على نفسها، والنتيجة هي أن تلك المجتمعات الباطنية لا تواكب تطورات المجتمع