ماذا لو بقيت «نهاد»؟!
السبت - 10 مارس 2018
Sat - 10 Mar 2018
ماذا لو بقيت «نهاد» ابنة رزق حداد وليزا البستاني، تلك الصبية الشغوفة بالموسيقى، تغني في حفلات المدرسة فقط؟ ماذا لو لم يكتشف موهبتها الفذة الملحن محمد فليفل ويقنع والدها بإدخالها في كورس الإذاعة اللبنانية، لتنشد الأغاني الوطنية ذلك الوقت؟ ماذا لو لم يختر لها مدير الإذاعة اللبنانية الموسيقار حليم الرومي اسم «فيروز»؟ وماذا لو بقيت «نهاد» فتاة من الكورس تغني خلف الآخرين؟
ماذا لو لم تلتق بعاصي الرحباني الذي غير مسار حياتها إلى الأبد؟ ماذا لو تزوجت بشاب آخر وأنجبت أطفالا مدهشين، لكنها لم تنجب العبقري «زياد» الذي أكملت معه المشوار الفني بعد رحيل «عاصي»، أو المخرجة «ريما» التي أصبحت الأمينة على إرث والديها. ماذا لو لم تصبح هذه الفتاة الصغيرة أيقونة العرب الفنية «فيروز» التي أطلق عليها الشاعر سعيد عقل لقب «سفيرتنا إلى النجوم»؟
ماذا لو لم تحدث في تاريخنا الموسيقي هذه الثورة الفنية التي لا سابق لها؟
كيف سيكون شكل صباحاتنا وأمسياتنا؟ كيف سيكون مذاق قهوتنا؟ من سيغني لمدننا العربية بهذا النبل؟ ومن سيكون سفيرا فوق العادة لقضايانا ولا ينساها عبر مشواره مهما امتد؟ من سيكون رفيقا طيبا لأيامنا الصعبة التي أسهم صوتها العذب بجعلها أخف وطأة وشراسة، فصوتها قادر على التربيت على أكتافنا ليقول لنا عبر أغنياتها إن القادم أجمل رغم الحروب والفواجع والكوارث الإنسانية.
من سيحول لبنان إلى الوطن الحلم والمتعالي على مشكلاته في أذهان اللبنانيين والعرب؟ من سيغني للحب والأرض والإنسان والأطفال والوطن والأعياد؟ من سيغني التراتيل الدينية بكل هذا الجلال؟ من سيجمعنا، نحن العرب، من الخليج إلى المحيط بعد أن قطعتنا الانقسامات والخلافات فلم يعد أحد قادرا على جمعنا سوى صوتها، فأصبحت القصة كلها والقضية الجامعة، بعد أن حفرت اسمها في سجل الخلود، وحصلت على حب واتفاق كل العرب عليها بشكل لا يبرر أو يفسر.
أكتب مقالي هذا وأنا واقعة تحت فتنة فيديو حفل السيدة فيروز في دبي عام 2001 التي أطلقتها المخرجة ريما الرحباني على الانترنت قبل أيام، بعد 17 عاما على إحيائها، وفيديو آخر من كواليس حفلات دبي أيضا. سعيدة أنا ككل عشاق السيدة فيروز وأنا أراها في الكواليس وأثناء التدريبات على طبيعتها تمازح قائد الفرقة الموسيقية، تمسك بالقلم لتكتب ملاحظة، تتدرب بصحبة العازفين، تبتسم للكاميرا، تخاطب الكورس، وهي التي كرست شموخها ونبلها وهيبتها على المسرح احتراما وتقديرا للجمهور. السيدة فيروز التي تجيد الغياب كما الحضور، تجيد أيضا مرجحة المستمع والمشاهد بين طرفي النشوة والحزن الذي لا يعرف له سبب، فتنساب من عينيه دمعة حنين وهو يشاهدها ولو من شاشة الكمبيوتر.
أتمنى من السيدة ريما أن تبادر بجعل أرشيف السيدة فيروز، أطال الله في عمرها، متاحا لعشاقها في هذا العالم، فالحاجة إليها أصبحت ملحة أكثر مما سبق، لنتسامى عن كل ما يحدث في عالمنا.
ماذا لو لم تلتق بعاصي الرحباني الذي غير مسار حياتها إلى الأبد؟ ماذا لو تزوجت بشاب آخر وأنجبت أطفالا مدهشين، لكنها لم تنجب العبقري «زياد» الذي أكملت معه المشوار الفني بعد رحيل «عاصي»، أو المخرجة «ريما» التي أصبحت الأمينة على إرث والديها. ماذا لو لم تصبح هذه الفتاة الصغيرة أيقونة العرب الفنية «فيروز» التي أطلق عليها الشاعر سعيد عقل لقب «سفيرتنا إلى النجوم»؟
ماذا لو لم تحدث في تاريخنا الموسيقي هذه الثورة الفنية التي لا سابق لها؟
كيف سيكون شكل صباحاتنا وأمسياتنا؟ كيف سيكون مذاق قهوتنا؟ من سيغني لمدننا العربية بهذا النبل؟ ومن سيكون سفيرا فوق العادة لقضايانا ولا ينساها عبر مشواره مهما امتد؟ من سيكون رفيقا طيبا لأيامنا الصعبة التي أسهم صوتها العذب بجعلها أخف وطأة وشراسة، فصوتها قادر على التربيت على أكتافنا ليقول لنا عبر أغنياتها إن القادم أجمل رغم الحروب والفواجع والكوارث الإنسانية.
من سيحول لبنان إلى الوطن الحلم والمتعالي على مشكلاته في أذهان اللبنانيين والعرب؟ من سيغني للحب والأرض والإنسان والأطفال والوطن والأعياد؟ من سيغني التراتيل الدينية بكل هذا الجلال؟ من سيجمعنا، نحن العرب، من الخليج إلى المحيط بعد أن قطعتنا الانقسامات والخلافات فلم يعد أحد قادرا على جمعنا سوى صوتها، فأصبحت القصة كلها والقضية الجامعة، بعد أن حفرت اسمها في سجل الخلود، وحصلت على حب واتفاق كل العرب عليها بشكل لا يبرر أو يفسر.
أكتب مقالي هذا وأنا واقعة تحت فتنة فيديو حفل السيدة فيروز في دبي عام 2001 التي أطلقتها المخرجة ريما الرحباني على الانترنت قبل أيام، بعد 17 عاما على إحيائها، وفيديو آخر من كواليس حفلات دبي أيضا. سعيدة أنا ككل عشاق السيدة فيروز وأنا أراها في الكواليس وأثناء التدريبات على طبيعتها تمازح قائد الفرقة الموسيقية، تمسك بالقلم لتكتب ملاحظة، تتدرب بصحبة العازفين، تبتسم للكاميرا، تخاطب الكورس، وهي التي كرست شموخها ونبلها وهيبتها على المسرح احتراما وتقديرا للجمهور. السيدة فيروز التي تجيد الغياب كما الحضور، تجيد أيضا مرجحة المستمع والمشاهد بين طرفي النشوة والحزن الذي لا يعرف له سبب، فتنساب من عينيه دمعة حنين وهو يشاهدها ولو من شاشة الكمبيوتر.
أتمنى من السيدة ريما أن تبادر بجعل أرشيف السيدة فيروز، أطال الله في عمرها، متاحا لعشاقها في هذا العالم، فالحاجة إليها أصبحت ملحة أكثر مما سبق، لنتسامى عن كل ما يحدث في عالمنا.