صنع في السعودية

الجمعة - 09 مارس 2018

Fri - 09 Mar 2018

من المؤسف أن تدخل سوبرماركت في أي من مدن المملكة لتجد الأرفف مكتظة بمواد غذائية أغلبها مستورد، والعجب أن هذه المنتجات لا تحتاج لعبقرية حتى تصنع، لكن لا يتم تصنيعها نتيجة ضعف ثقة المواطن بالمنتجات المحلية، أو بسبب أن المنتجات المستوردة من بعض الدول التي تمارس سياسة الإغراق التجاري.

كيف نستورد الرمال ونحن حولنا الرمال من كل جانب؟ وكيف نستورد الثوب العربي وسجادة الصلاة من بلاد لا تنتمي أصلا للثقافة العربية مثل الصين؟

وإذا تحدثنا عن صناعة وتصدير الجلود فسنجد العجب العجاب، فبلادنا تحتل المركز الثاني عالميا في تصدير الجلود، ورغم ذلك لا تتخطى قيمة هذه الصادرات 49 مليون دولار وفقا لما نشر في جريدة الرياض، أي إنها لا تمثل أي رقم من الناحية الاقتصادية رغم الكم الكبير من الأضاحي التي تذبح كل عام، وهذا يرجع إلى أنها تصدر بشكل خام دون أي قيمة مضافة.

ولك أن تعلم أن المملكة تحتل المرتبة الثانية عالميا في إنتاج التمور، لكن للأسف لم نستغل ذلك في إقامة صناعة كبيرة نتميز بها عن العالم مثل صناعة وإنتاج مربى أو لفائف البلح، وغيرها.

وفي حين أن بلادنا تستهلك 300 ألف طن من الأسماك سنويا ننتج فقط 100 ألف طن رغم أن لدينا البحر الأحمر والخليج العربي الذي يؤهلنا من توفير احتياجاتنا من الأسماك بل والتصدير إلى العالم العربي.

إن توطين الصناعات الصغيرة وبعث الصناعات الحديثة والشعبية مع تطويرها من شأنه أن يكون بداية جيدة للتصنيع، نحن بحاجة إلى ثورة في الفكر الاقتصادي تتجاوز النظريات المعلبة المستوردة من الخارج، تقوم على الاستفادة من تجارب عالمية وتتوافق مع واقعنا ودرجة تطورنا، فهل يا ترى يمكن أن يحدث ذلك؟

فكرة التصنيع والوصول إلى العالمية أمر ليس مستحيلا من الناحية العملية، والدليل على ذلك نجاح مصمم عطور سعودي في تصميم ماركة عطور تنافس الماركات العالمية ومعظم زبائنه نخبة المجتمع الخليجي، ومن بريطانيا وأمريكا وسويسرا ولبنان ودبي وفقا لما نشر على موقع «العربية».

وأخيرا وليس آخرا سأظل أحلم بعبارة «صنع في السعودية» صناعة حقيقية وليست زائفة، تجمل منتجات بلادي التي ستصل إلى العالمية بإذن الله إذا ما تمت زيادة جودتها من خلال الإيمان بأننا قادرون على صنع نهضة حقيقية لهذه الأمة.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال