شوريون واقتصاديون: زيارة ولي العهد لبريطانيا منعطف جديد وتعميق للروابط

الأربعاء - 07 مارس 2018

Wed - 07 Mar 2018

u0645u0646 u0648u0633u0637 u0644u0646u062fu0646 (u0645u0643u0629)
من وسط لندن (مكة)
أكد شوريون واقتصاديون أن زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إلى بريطانيا تمثل تحولا مهما في العلاقات بين البلدين، وتأتي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وسعي السعودية لتحقيق رؤيتها الطموحة التي تتضمن أهدافا لتطوير كفاءة الاقتصاد ومعايير أداء عالمية، لافتين إلى وجود فرص كبيرة للشراكة الاقتصادية بين البلدين بما يحقق أهدافهما المشتركة.

شريك موثوق

وأشار عضو مجلس الشورى السابق الدكتور محمد آل زلفة إلى أن بريطانيا لن تجد فرصا بحجم ما تقدمه السعودية في سعيها لتعويض ما فقدته من مصالح ضمن الاتحاد الأوروبي، إلى جانب ذلك توجد فرص مهمة في الشراكة في مشاريع الميزة النسبية مثل النفط والغاز والطاقة البديلة.

وأضاف: تدرك بريطانيا أن السعودية شريك موثوق، وبالتالي فإن الزيارة تحمل مضامين كبيرة ومهمة للبلدين، فهي الزيارة الأولى لولي العهد لبريطانيا الذي قال عنه وزير خارجية بريطانيا قبل أسبوعين في مقالة بإحدى الصحف الإنجليزية: إنه الرجل الذي أحدث تأثيرا إيجابيا كبيرا على مستوى الشرق الأوسط والعالم داعيا إلى التعاون معه.

فرص ثمينة

وذكر عضو لجنة الاقتصاد والطاقة بمجلس الشورى الدكتور فهد العنزي أن بريطانيا تدرك موقع السعودية وتأثيرها العالمي على كل المستويات، وخاصة السياسي والعسكري والاقتصادي، ودورها في الحفاظ على السلم العالمي، وزيارة ولي العهد جاءت لتنسيق المواقف والمصالح المشتركة، وفتح قنوات جديدة، خاصة في المجال الاقتصادي.

وأشار إلى أن حجم الاتفاقيات الكبير التي أعلن أنها ستوقع في مختلف المجالات يؤكد أن البلدين بدآ حقبة جديدة من العلاقات المميزة، التي ستؤدي إلى مضاعفة حجم الشراكة بينهما، وإضافة قطاعات حيوية كنقل تقنيات بعض الصناعات وخاصة العسكرية، فضلا عن مشاركة مستثمرين بريطانيين في المشاريع الاقتصادية الكبرى مثل نيوم والبحر الأحمر والاستثمار في المدن الاقتصادية التي أعلن عن إنشائها أخيرا .

توطين الصناعة

وأوضح نائب رئيس اللجنة التجارية بمجلس الغرف السعودية شنان الزهراني أن زيارة ولي العهد لبريطانيا والاتفاقيات التي سيوقعها مع المسؤولين البريطانيين تؤكد العلاقات الراسخة والمميزة بين البلدين، حيث بريطانيا هي من أهم شركاء المملكة الاقتصاديين عالميا، مبينا أن الوقت موات لتعميق العلاقات المشتركة في ظل تحرر بريطانيا من الالتزامات التي تفرضها العضوية في الاتحاد الأوروبي.

وأضاف: هناك فرص ثمينة للمملكة في الاستفادة من الاقتصاد البريطاني عبر الشراكات ونقل التقنية ودعم المحتوى الوطني في الصناعة، وبما أنها من الدول الرئيسة في تصدير الأسلحة للسعودية فإن بريطانيا يمكن أن تلعب دورا مهما في توطين الصناعات العسكرية، عبر إقامة مشاريع صناعية مشتركة أو بدعم تقني بريطاني.

بداية تحول كبير

وأبان عضو مجلس الأعمال السعودي البريطاني بندر الجابري أن زيارة ولي العهد تمثل بداية تحول كبير في توجه البلدين بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ومضي السعودية في تحقيق رؤية 2030 التي تهدف إلى إيجاد نقلة نوعية في النواحي الاقتصادية والاجتماعية إلى مصاف الدول الأكثر تقدما، وبما يؤكد جدارتها بموقعها ضمن مجموعة العشرين الأقوى عالميا.

وقال: إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يحتم عليها البحث عن شركاء فاعلين كالسعودية ولذلك فقد كثرت في الآونة الأخيرة زيارات المسؤولين البريطانيين للمملكة، فكان الاتفاق فيما بعد على زيارة سمو ولي العهد الحالية، والتي سيتم خلالها توقيع عدد من الاتفاقيات، كما تتخللها فعاليات مهمة ثقافية واجتماعية واقتصادية.

15 ألف طالب

ولفت عضو مجلس الأعمال السعودي البريطاني الدكتور عبدالله المغلوث إلى وجود 90 مدرسة تدرس مناهج دولية وتطبق امتحانات بريطانية في السعودية، وتمنح أكثر من 130 ألفا من المؤهلات البريطانية في السعودية كل عام. كما يدرس في المملكة المتحدة 15 ألف طالب سعودي، منوها أن المملكة المتحدة كانت البلد الأكثر استقطابا للزائرين في أوروبا الغربية من دول مجلس التعاون الخليجي في 2016، كما أن نحو 20 % من هؤلاء الزوار كانوا سعوديين، حيث ذكرت إحصائية بريطانية أن متوسط ما ينفقه الزوار السعوديون إلى المملكة المتحدة 2370 جنيها إسترلينيا في كل زيارة، مشيرة إلى أن من المتوقع نمو عدد الزيارات عموما من السعودية إلى المملكة المتحدة بنسبة 20% بين 2018 و.2020