قمر صناعي سعودي للنطاق العريض نهاية 2018

الأحد - 04 مارس 2018

Sun - 04 Mar 2018

كشف رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الأمير الدكتور تركي بن سعود أن المملكة ستطلق هذا العام ثلاثة أقمار صناعية في مجالي الاتصالات ورصد الأرض، مشيرا إلى أنه من المقرر إطلاق أول قمر صناعي سعودي لاتصالات النطاق العريض نهاية 2018.

وقال الأمير تركي خلال مشاركته في المنتدى الدولي الثاني لاستكشاف الفضاء ISEF2 الذي عقد على المستوى الوزاري في طوكيو، وحضره ممثلو 45 دولة ومنظمة عالمية بينها الولايات المتحدة وروسيا، إن المملكة بذلت جهودا كبيرة لتوطين علوم وتقنيات الفضاء، باعتبار الفضاء أحد العلوم الاستراتيجية الرائدة للتقنية والابتكار، ووضعت برنامجا مستداما للتقنية الفضائية وتطبيقات الأقمار الصناعية من خلال تأهيل وتدريب العلماء والمهندسين السعوديين ونقل التقنية وإنشاء البنية التحتية اللازمة لدعم صناعة الفضاء في المملكة، ويركز البرنامج على أربعة مجالات رئيسية هي: رصد الأرض، والاتصالات، وعلوم الفضاء، واستكشاف الكواكب، وأنه لدعم هذه المجالات، أطلقت المملكة بنجاح 13 قمرا منذ 2000، ولديها ثلاثة أقمار صناعية ستطلق هذا العام في مجالي الاتصالات ورصد الأرض.

وأشار إلى أنه في مجال الاتصالات صنعت المملكة في البداية أقمارا صغيرة وأطلقتها في المدار الأرضي المنخفض لنقل البيانات، وتابع «أنه بالنسبة لأقمار الاتصالات في المدارات الثابتة من المقرر إطلاق أول قمر صناعي سعودي لاتصالات النطاق العريض SGS-1 بنهاية عام 2018. ويجري بناء القمر بواسطة شركة لوكهيد مارتن، ويتضمن المشروع تدريبا متقدما لمهندسي مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية على بناء الأقمار وعمل الاختبارات».

دقة تصل لـ31 سم

وأشار إلى أنه في مجال رصد الأرض أنشأت المملكة أول محطة أرضية في المنطقة لتلقي صور الأقمار الصناعية التجارية، وتم تشغيلها من قبل المدينة، حيث تعد الأكثر تقدما في المنطقة، وتتلقى المحطة صورا من أكثر من 8 أقمار تجارية مثل ورلدفيو الأمريكية وبليادس الفرنسية مع دقة تصل إلى 31 سم.

وأوضح أنه من حيث التنمية المحلية لتقنية أقمار الاستشعار عن بعد، أطلقت المملكة أول قمر سعودي للاستشعار عن بعد في 2007 بدقة قدرها 2.5 متر، وحاليا تبني أقمارا بدقة أعلى بكثير، حيث سيطلق هذا العام قمران صناعيان من نوع الكهروضوئي وستتبعهما أقمار أخرى في الأعوام المقبلة، كما أن العمل جار على توسيع أسطول أقمار الاستشعار عن بعد من خلال بناء كوكبة من الأقمار الصناعية الكهروضوئية والرادارية يمكنها أن توفر خدمات التصوير للأسواق المحلية والعالمية.

تعاون مع ناسا

وأوضح أنه في مجال علوم الفضاء هناك تعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، حيث تم إجراء تجربة علمية على متن القمر سعودي سات-4 عام 2014، وتم تطوير التجربة بالاشتراك مع ناسا وجامعة ستانفورد وتم نشر نتائج ذات قيمة علمية عالية مفيدة للمجتمع العلمي. وتعتمد مهمتنا للتجارب العلمية الفضائية في المستقبل على مفهوم استخدام الأقمار الصناعية صغيرة الحجم في بعثات الفضاء العلمية التي توفر منصة أقمار صناعية مرنة للاستفادة من التقدم الأخير في هذه التقنية، ويسمى هذا المفهوم نظم الأقمار الصناعية الصغيرة الموزع Miniaturize DistributedSatellite Systems، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى نتائج علمية كبيرة وبتكلفة منخفضة مقارنة بالبعثات التي تكلف الكثير في السابق.

بعثات الاستكشاف

وذكر أنه في مجال استكشاف الكواكب تشارك المملكة في بعثات الاستكشاف التي تدرس طبيعة الأجسام القريبة من الأرض والكواكب مثل القمر والمريخ، كما تشارك في دراسة الجانب المظلم من القمر بالتعاون مع إدارة الفضاء الوطنية الصينية في مهمة تشانغ إي 4 التي ستحمل الحمولة السعودية لالتقاط صور متعددة لسطح القمر. وبالمثل، نعمل على رحلات لدراسة تضاريس المريخ، وعليه فقد أنشأنا تعاونا وشراكة متبادلة في مجال استكشاف الفضاء مع عدد من البلدان التي تشاطرنا الرغبة في مزيد من الاستكشاف والتقدم في الفضاء مثل أمريكا والصين وروسيا وفرنسا وغيرها.

البعثة المأهولة

وأفاد بأن رحلة أول رائد فضاء عربي ومسلم الأمير سلطان بن سلمان عام 1985، شكلت مصدر إلهام للشباب السعودي باتجاه الطموح والمغامرة والنجاح، تلك الرحلة التي دفعت ببرنامج المملكة للفضاء من خلال مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية إلى الأمام ووضعت المملكة على طريق التقدم في علوم وتقنيات الفضاء، وقال «في هذا المضمار سنواصل استكشاف الفضاء بالمزيد من الأقمار الصناعية والبعثات الفضائية الأخرى بما في ذلك البعثة المأهولة في المستقبل من أجل فهم أفضل للكون لمصلحة البشرية جمعاء، تحقيقا لرؤية المملكة 2030».