النمط الجماعي
الأحد - 04 مارس 2018
Sun - 04 Mar 2018
كل شيء منذ سنوات أصبح في مجتمعنا الذي يحيط بنا جماعيا، بتأثير توعية وتثقيف غير مسبوق سببه بداية اعتيادنا على «دعاية شامبو اثنين في واحد ثم ثلاثة في واحد....إلخ» حتى ظهرت قدرة البرامج التقنية ومواقع التواصل على «جمع قدر كبير من الناس وقصفهم في وسط جباههم دفعة واحدة بضغطة زر لرسالة أو منشور أو خبر بصورة ونحو ذلك».
فالتعزية والنعي جماعي، التهنئة جماعية، الدعوة للعرس والحفلات والهياط جماعية، الدعاية والإعلان حدث ولا حرج عن جماعية طرقه، الاعتذار جماعي، التشهير بالناس جماعي، الفضائح جماعية، الحب جماعي، الكره جماعي، التحريض جماعي وبالكوم، التسويق للتهريج والتفاهة جماعي، التفاخر بالسفر والمال والجاه والجمال والشهرة بجملة تطلق كرصاصة تصيب مليون عصفور ميت، الإشاعة وما أدراك ما الإشاعة جماعية بامتياز كالنار في الهشيم، النكتة بشتى أنواعها تجد طريقا للجماعية دونما معيق.
الكذبة الواحدة تحمل هرمونات جذب جماعية التأثير لتلقح مليون كذبة أخرى ليصبح الكذب جماعيا.
بعد نكسة اقتصادية، أو قانون عمل، أو تغيير تنظيم، نشاهد فصلا جماعيا وتسريحا جماعيا للأيدي العاملة.
حتى موت الأطفال وقتل الأبرياء وهدم المدن والمنازل صار في زمننا من المعتدين جماعيا، والمصائب صارت جماعية الوقوع متعددة الدفعات.
ويمارس المجتمع في شبكات التواصل وبرامجه قناعة شبه مبطنة بالذكر الجماعي الكترونيا، والدعاء الجماعي سلبا وإيجابا، والتصويت الجماعي لفتات الأرض ودوابها وهوامها، فلن تغيب عنك جمل مثل «لا توقف عندك.. وأرسلها.. وصدقة جارية.. وكم لايك يستحق.. وقائمة جماعية طويلة» تشعرك بهذا الهوس الجماعي، كأن القاعدة مستمدة من «مع الخيل يا شقرا» أو «الموت مع الجماعة رحمة».
الغريب في الأمر أنك لو استنتجت من ذلك قيمة محمودة طيبة للمجتمع بأنه يحب الجماعة ويبغض الانفراد، فالاتحاد قوة، والتعاون مطلب نزيه، ستجد أمامك كثيرا مما يستحق أن يكون كذلك، ولكنه لم يصله الدور بعد.
فأين العمل الجماعي، والصلح الجماعي، والرأي الجماعي، بل حتى أين هو النقل الجماعي؟
ذلك الإحباط يجعلنا أحيانا نشبه بعض المفاهيم والمصطلحات حين تجتمع تفترق، وحين تفترق تجتمع.
سعى في زمن قوم لتخفيف أعباء الزواج بالزواج الجماعي، وسعى آخرون في وقت للتكريم الجماعي، والهدية الجماعية، ونظام «القطة» في تموين مشروبات مقر الدوام أو «كشتة» أصدقاء وزملاء.
لكن متى يستقر في قناعاتنا بأن جماعية الجديات والاحتياجات والأعمال أنجع في صدق نتائج الاجتماع من جماعية الشكليات والتفاهات والفساد.
وفي ديننا ما يعضد فكرة الفعل الجماعي، أو العمل في جماعة كبرت أو صغرت، فصلاة الجماعة فضلى الصلوات، والجمعة لا تنعقد بغير اجتماع نصابها، وجماعة المسلمين ركن شديد يؤوي إليه كل خلاف.
والدقيق في هذا المنحى أن إدراك وصف الجمعية في الفعل أو العمل يتأكد في قيام كل فرد بذات الفعل أو بما أوكل إليه منه في بيئة جمعية لا بتكليف فردي الأداء، إذ ليس من العمل الجماعي تقسيم الكل لأجزاء عمل منفصلة التأدية يظهر تنافرها حين الربط أو العرض الجماعي.
فرحلة جماعية دون انفراد جدول تسمح بمعارف وخبرات لا تقدر بثمن، وجهد قوم موحد يزيح صخور جبال، وزحام في باحات أنس مبهج لذوي القلوب الطيبة، وجماعة عزموا على كفاية فقراء أزكى من صدقة غني بماله كاملا، والنقل الجماعي يشيع استطاعة رسوم وسواسية طبقات، ويد الله مع الجماعة.
فالتعزية والنعي جماعي، التهنئة جماعية، الدعوة للعرس والحفلات والهياط جماعية، الدعاية والإعلان حدث ولا حرج عن جماعية طرقه، الاعتذار جماعي، التشهير بالناس جماعي، الفضائح جماعية، الحب جماعي، الكره جماعي، التحريض جماعي وبالكوم، التسويق للتهريج والتفاهة جماعي، التفاخر بالسفر والمال والجاه والجمال والشهرة بجملة تطلق كرصاصة تصيب مليون عصفور ميت، الإشاعة وما أدراك ما الإشاعة جماعية بامتياز كالنار في الهشيم، النكتة بشتى أنواعها تجد طريقا للجماعية دونما معيق.
الكذبة الواحدة تحمل هرمونات جذب جماعية التأثير لتلقح مليون كذبة أخرى ليصبح الكذب جماعيا.
بعد نكسة اقتصادية، أو قانون عمل، أو تغيير تنظيم، نشاهد فصلا جماعيا وتسريحا جماعيا للأيدي العاملة.
حتى موت الأطفال وقتل الأبرياء وهدم المدن والمنازل صار في زمننا من المعتدين جماعيا، والمصائب صارت جماعية الوقوع متعددة الدفعات.
ويمارس المجتمع في شبكات التواصل وبرامجه قناعة شبه مبطنة بالذكر الجماعي الكترونيا، والدعاء الجماعي سلبا وإيجابا، والتصويت الجماعي لفتات الأرض ودوابها وهوامها، فلن تغيب عنك جمل مثل «لا توقف عندك.. وأرسلها.. وصدقة جارية.. وكم لايك يستحق.. وقائمة جماعية طويلة» تشعرك بهذا الهوس الجماعي، كأن القاعدة مستمدة من «مع الخيل يا شقرا» أو «الموت مع الجماعة رحمة».
الغريب في الأمر أنك لو استنتجت من ذلك قيمة محمودة طيبة للمجتمع بأنه يحب الجماعة ويبغض الانفراد، فالاتحاد قوة، والتعاون مطلب نزيه، ستجد أمامك كثيرا مما يستحق أن يكون كذلك، ولكنه لم يصله الدور بعد.
فأين العمل الجماعي، والصلح الجماعي، والرأي الجماعي، بل حتى أين هو النقل الجماعي؟
ذلك الإحباط يجعلنا أحيانا نشبه بعض المفاهيم والمصطلحات حين تجتمع تفترق، وحين تفترق تجتمع.
سعى في زمن قوم لتخفيف أعباء الزواج بالزواج الجماعي، وسعى آخرون في وقت للتكريم الجماعي، والهدية الجماعية، ونظام «القطة» في تموين مشروبات مقر الدوام أو «كشتة» أصدقاء وزملاء.
لكن متى يستقر في قناعاتنا بأن جماعية الجديات والاحتياجات والأعمال أنجع في صدق نتائج الاجتماع من جماعية الشكليات والتفاهات والفساد.
وفي ديننا ما يعضد فكرة الفعل الجماعي، أو العمل في جماعة كبرت أو صغرت، فصلاة الجماعة فضلى الصلوات، والجمعة لا تنعقد بغير اجتماع نصابها، وجماعة المسلمين ركن شديد يؤوي إليه كل خلاف.
والدقيق في هذا المنحى أن إدراك وصف الجمعية في الفعل أو العمل يتأكد في قيام كل فرد بذات الفعل أو بما أوكل إليه منه في بيئة جمعية لا بتكليف فردي الأداء، إذ ليس من العمل الجماعي تقسيم الكل لأجزاء عمل منفصلة التأدية يظهر تنافرها حين الربط أو العرض الجماعي.
فرحلة جماعية دون انفراد جدول تسمح بمعارف وخبرات لا تقدر بثمن، وجهد قوم موحد يزيح صخور جبال، وزحام في باحات أنس مبهج لذوي القلوب الطيبة، وجماعة عزموا على كفاية فقراء أزكى من صدقة غني بماله كاملا، والنقل الجماعي يشيع استطاعة رسوم وسواسية طبقات، ويد الله مع الجماعة.