كرة مرتدة

السبت - 03 مارس 2018

Sat - 03 Mar 2018

شاهدنا الكرنفال الكروي الكبير الذي جمع بين المنتخبين الشقيقين السعودي والعراقي بعد انقطاع دام أربعين عاما بسبب الأوضاع السياسية في المنطقة، تلك المبادرة من المستشار تركي آل الشيخ تجاوزت محيط الكرة لتبلغ أعماق التاريخ وتعالج جراح السياسة.

فقد حرصت على مشاهدة المباراة أكثر من مشاهدة أي برنامج سياسي مؤدلج، لأنني متأكد تماما أن لغة الكرة أصدق تعبيرا وشفافية بواقع الشعوب، فهي مرآة لنبض الشارع، وترمومتر يقيس حرارة الود الأخوي الأصيل.

هذا اللقاء كشف العطش الكبير الذي تعيشه الشعوب، فهي تواقة لكل ما يجمع الشمل بين الإخوة الأشقاء، فقد توافدوا من كافة أنحاء بلاد الرافدين لتمتلئ بهم جنبات الملعب، ليردد أكثر من خمسة وستين ألف مشجع أن السعودية والعراق شعبان بقلب واحد.

وسبق ذلك ترحيب شعبي بهذا الحدث الكبير على كافة الأصعدة، وما لمسه الوفد الإعلامي وأفراد البعثة من استقبال يعكس متانة العلاقات بين البلدين الشقيقين، ومؤشر كبير بأن عراق العروبة سيعود إلى حضن الأمة، فهو عصي على كل من يريد به سوءا، ولن يخلع هذا الشعب العظيم جلبابه مهما تكالبت عليه الظروف.

لقد انتهت المباراة لتضع نقطة في بداية صفحة جديدة لعودة العلاقات الأخوية بين البلدين بالشكل الذي يليق بحجم البلدين، وأن ما تفسده الأيادي الخبيثة بين الإخوة لسنوات لا يلبث أن يتلاشى بمجرد كرة تتدحرج في ملعب جذع النخلة.

الأكثر قراءة