صورة تذكارية
السبت - 03 مارس 2018
Sat - 03 Mar 2018
عند التقاط الصورة التذكارية يبتسم الجميع.. الزوج مبتسم وهو يشعر بالتعاسة، والزوجة تتظاهر بالسعادة وقد أثقل الحزن كاهلها.. الأولاد في أبهى حلة وأجمل صورة.
الابتسامة والفرحة تدلان على السعادة والمحبة، وتقارب أفراد العائلة، والتصاقهم ببعضهم عند التقاط الصورة يعكس تماسك الأسرة وقوة ترابطها.. صورة مثالية للعائلة السعيدة.
لكن في الواقع، كل ذلك قشور، وظاهر يخفي خلفه الكثير من المشاكل والهموم.. ابتسامات مصطنعة وسعادة مزيفة، لقد أراد الجميع أن تبدو العائلة في الصورة وكأنها عائلة سعيدة، ولكن داخل كل واحد منهم كان حرصه وهمه الأكبر أن يظهر هو بشكل جميل ورائع.. لقد ابتسموا وتظاهروا بالسعادة لكي يعتقد الناس أنها عائلة تعيش في ود وسلام ويغمرها الحب والوئام. فهذا ما يهم.. كيف يراهم الآخرون.
قبل التقاط الصورة بدقائق، كان الزوجان يتشاجران، وقد علا صوتهما.. الزوج يهدد بالطلاق، وترد الزوجة أن هذه أمنيتها، وستكون أسعد لحظات حياتها، فيغضب الزوج ويتوعد بإبقائها على عصمته مع تعذيبها وحرمانها من كل حقوقها.
في الحقيقة، هذه المرة الأولى التي تجتمع فيها العائلة منذ عدة أشهر، فعادة الأب مشغول في عمله نهارا، ومع أصدقائه ليلا، والأم تنام إلى وقت متأخر، وتقضي بقية اليوم في التسوق ومشاهدة التلفاز، والأبناء مع أصدقائهم في الخارج، أو خلف شاشات جوالاتهم.
نعم قد يحدث، ويكون الجميع في المنزل، ولكن كل واحد منهم في غرفته خلف باب مؤصد، وجدران إسمنتية، يعيش في عالم افتراضي بعد أن فقد الإحساس بالواقع.
تقوم العاملة المنزلية بكل أعمال البيت، وقد يصل دورها إلى تربية الأبناء، ومتابعة تعليمهم، ويقوم السائق بذات الدور فيما يتعلق باحتياجات المنزل، ومتطلبات الأبناء، فلا عجب أن يكون السائق والخادمة الأقرب للأبناء من والديهم.
كانت العاملة المنزلية تستعد لالتقاط الصورة التذكارية وهي تراقب المشهد، وتستغرب هذه الابتسامات المصطنعة، وهذا الترابط الأسري المزيف، وهي تعلم أنها أسرة مفككة تعيش حياة كئيبة مليئة بالمشاكل. لا شعوريا وببراءة الأطفال طلب الابن الصغير من العاملة أن تنضم إليهم، فنهرته أمه قائلة: إنها «خادمة»، وهذه صورة لأفراد العائلة فقط! سكت الطفل وهو لا يفهم ولا يستوعب كيف لا تكون العاملة معهم، وهي من تمثل له معنى العائلة!
حان وقت التقاط الصورة، فطلبت منهم العاملة أن يقولوا سويا: «تشييز»..!
حتى «الخادمة» شعرت أنه من المستحيل أن تكون هناك ابتسامة صادقة في هذه العائلة، ولذلك أرادت منهم أن ينطقوا بكلمة لكي ترتسم ابتسامة مزيفة على وجوههم، وهي تعلم يقينا أن ما سيظهر في الصورة ليس وجوها.. بل أقنعة.
الابتسامة والفرحة تدلان على السعادة والمحبة، وتقارب أفراد العائلة، والتصاقهم ببعضهم عند التقاط الصورة يعكس تماسك الأسرة وقوة ترابطها.. صورة مثالية للعائلة السعيدة.
لكن في الواقع، كل ذلك قشور، وظاهر يخفي خلفه الكثير من المشاكل والهموم.. ابتسامات مصطنعة وسعادة مزيفة، لقد أراد الجميع أن تبدو العائلة في الصورة وكأنها عائلة سعيدة، ولكن داخل كل واحد منهم كان حرصه وهمه الأكبر أن يظهر هو بشكل جميل ورائع.. لقد ابتسموا وتظاهروا بالسعادة لكي يعتقد الناس أنها عائلة تعيش في ود وسلام ويغمرها الحب والوئام. فهذا ما يهم.. كيف يراهم الآخرون.
قبل التقاط الصورة بدقائق، كان الزوجان يتشاجران، وقد علا صوتهما.. الزوج يهدد بالطلاق، وترد الزوجة أن هذه أمنيتها، وستكون أسعد لحظات حياتها، فيغضب الزوج ويتوعد بإبقائها على عصمته مع تعذيبها وحرمانها من كل حقوقها.
في الحقيقة، هذه المرة الأولى التي تجتمع فيها العائلة منذ عدة أشهر، فعادة الأب مشغول في عمله نهارا، ومع أصدقائه ليلا، والأم تنام إلى وقت متأخر، وتقضي بقية اليوم في التسوق ومشاهدة التلفاز، والأبناء مع أصدقائهم في الخارج، أو خلف شاشات جوالاتهم.
نعم قد يحدث، ويكون الجميع في المنزل، ولكن كل واحد منهم في غرفته خلف باب مؤصد، وجدران إسمنتية، يعيش في عالم افتراضي بعد أن فقد الإحساس بالواقع.
تقوم العاملة المنزلية بكل أعمال البيت، وقد يصل دورها إلى تربية الأبناء، ومتابعة تعليمهم، ويقوم السائق بذات الدور فيما يتعلق باحتياجات المنزل، ومتطلبات الأبناء، فلا عجب أن يكون السائق والخادمة الأقرب للأبناء من والديهم.
كانت العاملة المنزلية تستعد لالتقاط الصورة التذكارية وهي تراقب المشهد، وتستغرب هذه الابتسامات المصطنعة، وهذا الترابط الأسري المزيف، وهي تعلم أنها أسرة مفككة تعيش حياة كئيبة مليئة بالمشاكل. لا شعوريا وببراءة الأطفال طلب الابن الصغير من العاملة أن تنضم إليهم، فنهرته أمه قائلة: إنها «خادمة»، وهذه صورة لأفراد العائلة فقط! سكت الطفل وهو لا يفهم ولا يستوعب كيف لا تكون العاملة معهم، وهي من تمثل له معنى العائلة!
حان وقت التقاط الصورة، فطلبت منهم العاملة أن يقولوا سويا: «تشييز»..!
حتى «الخادمة» شعرت أنه من المستحيل أن تكون هناك ابتسامة صادقة في هذه العائلة، ولذلك أرادت منهم أن ينطقوا بكلمة لكي ترتسم ابتسامة مزيفة على وجوههم، وهي تعلم يقينا أن ما سيظهر في الصورة ليس وجوها.. بل أقنعة.