القراءة طريقنا للنهوض

لا أعلم لماذا نجد المكتبات في الشعوب العربية خالية من الازدحام، تجدنا نتهرب من قراءة الكتب إلى أن وصلنا درجة الإهمال والتجاهل مما يعرقل إبداع العقول وفقدان الهوية

لا أعلم لماذا نجد المكتبات في الشعوب العربية خالية من الازدحام، تجدنا نتهرب من قراءة الكتب إلى أن وصلنا درجة الإهمال والتجاهل مما يعرقل إبداع العقول وفقدان الهوية

السبت - 29 نوفمبر 2014

Sat - 29 Nov 2014



لا أعلم لماذا نجد المكتبات في الشعوب العربية خالية من الازدحام، تجدنا نتهرب من قراءة الكتب إلى أن وصلنا درجة الإهمال والتجاهل مما يعرقل إبداع العقول وفقدان الهوية وضمور وعي الأمة، فمن لم يتذوق طعم الكتاب بين يديه فلن يتذوق طعم الإحساس والتغيير في نفسه إطلاقا! وسوف ندخل في مرحلة الظلام الواسع إن لم تكن القراءة بجدية واهتمام.. لذلك يُقال «إذا أردت أن تخبئ شيئا ذا قيمة فخبئه بين صفحات كتاب فلن يفكر أو يقدم أحد على فتحه.. فهذه الأمة لا تقرأ».

إن أول سورة نزلت من السماء كانت قول الله تعالى: «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بالْقَلَم عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ». ومن الواضح بأن أول كلمة في السورة هي صيغة الأمر «اقرأ» والتي تُظهر قيمة القلم ووظيفته في تعليم الإنسان ما يجهل، لذلك أجد القراءة السليمة هي تصوير ما نقرأ في العقل ثم إحساس في القلب ثم تطبيق في الحياة، فالقراءة علاج للإنسان من جميع الأمراض النفسية لتجعلك تعيش بسلام مع نفسك ومن يُحيط بك، كما أن القراءة علاج للروح، فإن أطمأنت الروح أطمأن الجسد وإن بليت الروح بلي الجسد.

يعجبني كثيرا منظر الكتب على الأرفف وعلى طاولة المكتبات، فبعثرة أوراقها ورائحتها وألوانها تعطي المكان جمالا رائعا، كذلك وجود القهوة وتوفير المكان الجميل تجعلك تدخل عالما آخر فيما نقرأه فتعطينا جمالا أروع في تنمية شخصيتنا وتنمية قدراتنا، لذلك إن أردنا أن نقود الشعوب وأن نكون أصحاب قيادة فعلينا بالقراءة فيما نحب وأن ننمي حب القراءة في أبنائنا وبناتنا، فمن الأحرى أن نجعلهم يشاهدوننا نلتهم الكتب بشراهة وأن نملأ أرفف منازلنا الخاوية بالكتب المفيدة المتنوعة.

وهنا إشارة إلى وزارة التربية والتعليم بأن مقرر المكتبة عندما كنت طالبا كان اسما على غير مسمى! وكل أمنياتي الاهتمام بالقراءة في المكتبة في مدارسنا وإعطائها حقها كمقرر دراسي، فلن تنهض الشعوب والأمم إلا بـ «اقرأ»، فهي المفتاح العالمي لمعرفة هذا الكون، يقول أحد المفكرين «أعطني مكتبة.. أعطيك شعبا عظيما» .