دفاتر النسيان!

وتواجه حرجاً كبيراً يا صديقي، وأنت تلتقي بمن يعرفك حق المعرفة، لوجه باسم مشرق ـ أو حتى عابس أو حزين أو حتى بلا تعابير ـ رأيتُه.. تحدثتما يوماً ما أو أياماً، في مناسبة

وتواجه حرجاً كبيراً يا صديقي، وأنت تلتقي بمن يعرفك حق المعرفة، لوجه باسم مشرق ـ أو حتى عابس أو حزين أو حتى بلا تعابير ـ رأيتُه.. تحدثتما يوماً ما أو أياماً، في مناسبة

السبت - 29 نوفمبر 2014

Sat - 29 Nov 2014



 



 



وتواجه حرجاً كبيراً يا صديقي، وأنت تلتقي بمن يعرفك حق المعرفة، لوجه باسم مشرق ـ أو حتى عابس أو حزين أو حتى بلا تعابير ـ رأيتُه.. تحدثتما يوماً ما أو أياماً، في مناسبة أو مناسبات.. تحاول أن تجاريه في قدرته على التركيز، لتظهر له أنك ـ أنت الآخر ـ تعرفه حق المعرفة، بينما تبحث عن ارتباط أو علاقة أو حدث تستنجد بهذه الذاكرة «الإسفنجية» التي كثيراً ما خذلتك في مواقف عدة.. لكن ضحكات عينيه تكشف معاناتك، فيسعفك ليقول معاتبًا ومذكّراً: «ياهو.. نحنا زملاء في الابتدائية.. كان أستاذ الحصة الإضافية «الإجبارية» يباغتنا بعد الحصة السادسة، فيلقي القبض على كل من لم يسعفهم الوقت للفرار.. يقول لأعتى التلاميذ متحدياً:

ـ «عايز ولاّ مش عايز، حتُدرُس غصباً عن حبابي عينيك»!

وتلمع الذاكرة باللقب «الخنفشاري» لذلك الطالب «الفتوة»، الذي طغت شهرته على اسمه واسم أبيه، وعندها تصيح ظافراً: «عرفته.. هو فلان»، فيوافقك صاحبك ضاحكاً: «هذا صحيح»، ثم يعرّفك باسمه، فيقول مثلاً: أنا «صالح» أو «سعيد» أو عبدالله فتذكُر أو لا تذكُر.

ما أكثر زملاء الدراسة في المدارس الابتدائية المتماثلون في «الشطارة» أو حتى البلادة، لكن أكثرهم شهرة «المشاغبون» أو»اللافتون» بشكل أو بآخر!

ومعذورون أنا وأنت وغيرنا حينما لا نتذكر إلا أولئك «العتاولة» الذين ارتبطت وقائعهم بصفات أو علامات.. وهم ـ شئنا أم أبينا ـ أبقتهم المواقف الغريبة «الحراقة» على سطح الذاكرة ولم تُطمس لأنها غير اعتيادية ولا مألوفة!

وليس العتاولة فقط من يستأثرون بغرف الذاكرة، فالظرفاء والألمعيون يزاحمونهم فيها.

والمهم أن العابرين الملتصقين بالحائط، «لا حس ولا خبر» عليهم ألا ينتظروا البقاء في تواريخنا الخاصة!