التراث الحضاري في الحفظ

التراث الوطني للأمم كنز لا يفنى فمنه ينهلون معرفتهم ومنه تتشكل هويتهم وبه يقوى انتماؤهم وفيه يرون ذاتهم، وهو نسيج الوحدة الوطنية حين تكون العقيدة جوهر وحدة الأمة.

التراث الوطني للأمم كنز لا يفنى فمنه ينهلون معرفتهم ومنه تتشكل هويتهم وبه يقوى انتماؤهم وفيه يرون ذاتهم، وهو نسيج الوحدة الوطنية حين تكون العقيدة جوهر وحدة الأمة.

السبت - 29 نوفمبر 2014

Sat - 29 Nov 2014



 



 



التراث الوطني للأمم كنز لا يفنى فمنه ينهلون معرفتهم ومنه تتشكل هويتهم وبه يقوى انتماؤهم وفيه يرون ذاتهم، وهو نسيج الوحدة الوطنية حين تكون العقيدة جوهر وحدة الأمة.

ولذا لم تنفك الأمم عبر العصور وفي مختلف الثقافات والأمكنة عن العناية بتراثها وحفظ تاريخها وحماية آثارها.

وإذا كان وطننا المملكة العربية السعودية قد وهِب تراثا بعمق التاريخ وتاريخا بعمق الزمن وأثرا لا تبلوه الأيام ولا تمحوه عوادي الزمن، فيحق لأهله أن يفاخروا به ووجب عليهم العناية به حفظاً وتنمية.

من أولويات حكومتنا الرشيدة رعاية الإسلام والاهتمام بشؤون المسلمين وحفظ تاريخ بلاد الحرمين وحماية الثوابت والارتقاء بالمكتسبات.

وعلى هذا الأساس جاء مشروع خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري بالمملكة خطوة تاريخية نحو العناية بالتراث الحضاري الوطني وهو مشروع شامل يعنى بحفظ وتوثيق وإظهار وتنمية تراثنا الحضاري الوطني بجميع ألوانه وفي كافة مناطقه، وذلك لإدراك حكومة خادم الحرمين الشريفين أهمية التراث في حياة الأمم ودوره في توثيق اللحمة الوطنية والتنمية المستدامة وحفظ الهوية في عصر العولمة.

إنه مشروع تاريخي كبير بقامة مُلهمه، تقوم على تنفيذه الهيئة العامة للسياحة والآثار بالشراكة والتعاون مع كثير من القطاعات الوطنية بما يتفق مع العقيدة ويعزز الثوابت.

إنه مشروع يتكامل مع الجهود الوطنية الرائدة في حفظ التاريخ والتراث وآثار الحضارة الإسلامية، كدارة الملك عبدالعزيز والجامعات السعودية والمؤسسات التعليمية والثقافية والمختصة عموما.

وقد جاء تدشين ملتقى المشروع بجامعة الملك سعود بالرياض قبل أيام إيذانا بانطلاق المشروع الذي اكتملت أركانه وهيأت له الهيئة أسباب النجاح، وقد أعدها رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان للارتقاء إلى مستوى الحدث والانتقال بالموروث الحضاري إلى مكتسب وطني يعزز الوحدة والانتماء ويربط الناشئة بتاريخ وطنهم المجيد وموروثهم الحضاري التليد وليسهم في التنمية الاقتصادية المستدامة للمجتمع السعودي.

فالتراث معرفة وثقافة وتاريخ وآثار وتنمية وهو الصبغة المميزة لهوية المجتمع السعودي، وإذا كان تراثنا الحضاري العظيم يعني موروث بلاد الحرمين وأرض العروبة وهو موروث دين الإسلام وأمجاد المسلمين ومعارف العرب وتراثهم الثمين.

ولقد اشتمل مشروعه حفظه الله على برنامج العناية بمواقع التاريخ الإسلامي وما أعظمها من مواقع، والبرنامج موكول بحفظ مواقع التاريخ الإسلامي وتوثيقها وتنميتها والإفادة منها في خدمة أهداف المشروع، فوطني بمساحته الجغرافية الكبرى عامة وخاصة الحرمين الشريفين موقع التاريخ الإسلامي وأرضه، ففيه ظهر الدين ومنه انطلقت الرسالة مبعثاً ومهاجراً دعوة وجهاداً قاعدة لدولة الإسلام ومسرحاً لأمجاد الماضين.

إنه أرض النبوة والمولد والمثوى، إنه منابر الدعوة ودروب المجاهدين، وأرض النصر، إنه طرق الحج والمحج والمعتمر، إنه المشاعر والشعائر والآيات، إنه المزار ومأرز الإيمان، إنه حراء والصفا، إنه الخيف والمحصب والأبطح، إنه طوى وكدي وكداء، إنه أبي قبيس وثور، إنه مكة الحرم والكعبة، إنه طيبة والمسجد، إنه بدر وأحد والخندق، إنه الحديبية والفتح، إنه حنين والطائف، إنه خيبر وتيماء وفدك ووادي القرى، إنه نجران وتبوك، وإنه الحجاز ونجد، الشرق والغرب الشمال والجنوب، إنه التاريخ والحضارة وإنه الماضي التليد والحاضر السعيد، إنه (اقرأ) وإنه (اليوم أكملت لكم دينكم).

وقد ظلت أرض الوطن عبر العصور التاريخية تحفظ موروثها حتى جاء العهد السعودي الزاهر ليحفظ موروثاً ويصنع تاريخاً ويضيف مجداً.