هيئة الغذاء مطالبة بالحد من مخاطر الوجبات السريعة

معادلة غير صحية، أطرافها معلومة، ونتيجتها مؤكدة، لكن يندر أن يأخذها أحد على محمل الجد، فالسمنة والسكري والضغط وأمراض القلب والشرايين وغيرها كثير، نتاج لخلطة غير صحية

معادلة غير صحية، أطرافها معلومة، ونتيجتها مؤكدة، لكن يندر أن يأخذها أحد على محمل الجد، فالسمنة والسكري والضغط وأمراض القلب والشرايين وغيرها كثير، نتاج لخلطة غير صحية

الخميس - 27 نوفمبر 2014

Thu - 27 Nov 2014



معادلة غير صحية، أطرافها معلومة، ونتيجتها مؤكدة، لكن يندر أن يأخذها أحد على محمل الجد، فالسمنة والسكري والضغط وأمراض القلب والشرايين وغيرها كثير، نتاج لخلطة غير صحية من أغذية شهية الطعم ضارة المحتوى، تلعب فيها المحسنات الغذائية دور البطولة.

وحين نتحدث عن إدمان الأطعمة السريعة فنحن لا نجافي الحقيقة، فما تحتويه أغلبها من إضافات ومحسنات تسبب حالة مماثلة لحالة الإدمان التقليدية، حيث يندر أن تجد من يقاوم رائحتها، في تحد لم تتدخل جهة لمقاومته، وما زالت التوعية به خجولة وغير مؤثرة.



مكمن الخطر



يقول أمين عام جمعية التوعية الصحية «حياتنا» خبير تعزيز الصحة الدكتور عبدالرحمن يحيى القحطاني: تكمن خطورة الوجبات السريعة في محتواها الغني بالدهون والسعرات الحرارية والسكريات، والتي تمثل بوابة رئيسة للإصابة بزيادة الوزن والسمنة وارتفاع الكوليسترول، وأمراض القلب وتصلب الشرايين والسكتة الدماغية.

ويرتبط استهلاك الأطعمة السريعة بشكل واضح بمقاومة الأنسولين في الجسم الذي يرفع من احتمالية الإصابة بالسكري.

كما يحتوي العديد من الوجبات السريعة على ما يسمى بالدهون المتحورة أو الدهون المهدرجة جزئيا، وهي دهون نباتية تتم معالجتها صناعيا لتغيير بعض خصائصها ما ينتج عنه مواد ضارة ترفع نسبة الكوليسترول وتصلب الشرايين، وقد منع استخدام هذه الدهون في بعض الولايات والمدن الأمريكية.

كما أن الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالملح يسهم في الإصابة بارتفاع ضغط الدم، والصدمات القلبية والجلطات والفشل الكلوي.

ويضاف إلى ما سبق أن تلك الوجبات تتسم بانخفاض عناصرها المفيدة كالألياف والفيتامينات والعناصر الغذائية الأخرى.



أطعمة ضارة



وفي الوقت الذي نتحدث فيه عن التوعية تجاه أطعمة ثبت ضررها في جميع أنحاء العالم، تقفز الولايات المتحدة خطوة جديدة نحو المحافظة على صحية مواطنيها، إذ أصدرت أخيرا تشريعا يلزم مختلف المطاعم بتضمين قائمة أطعمتها معلومات صحية مهمة عن الأطعمة على القائمة، وفي مقدمتها عدد السعرات الحرارية، والتي ستلتزم بها حتى ماكينات البيع الآلي ليس للمأكولات فقط ولكن للمشروبات أيضا، أما المطاعم فستكون ملزمة بالكشف عن كل المواد التي تعد منها أطباقها ونسب البروتين أو الكربوهيدرات فيها حتى يكون المستهلك على علم تام بكل محتويات وجبته قبل طلبها.

وهناك العديد من الدراسات الغربية التي كشفت عن احتواء اللحوم المستخدمة في عدد من الوجبات السريعة على بقايا لحوم الذبائح، وشحوم وأعصاب وأوعية دموية وغضاريف وعظام والأحشاء الداخلية للحيوانات.

وأظهرت دراسة أمريكية أن بقايا لحوم الذبائح تدخل في إنتاج نحو %70 من اللحم المفروم البقري في السوق الأمريكية.

وأشارت دراسة أمريكية أخرى إلى أن %99 من وجبات الأطفال السريعة غير مطابقة لمعايير الأطعمة الصحية لتلك الفئة.



خلطات الإدمان



ويشير القحطاني إلى أن شركات الأطعمة والوجبات السريعة تنفق مئات الملايين سنويا على دراسات وأبحاث لخلق حالة من الرغبة الملحة والمستمرة في تعاطي منتجاتها، وعدم القدرة على الامتناع عنها أو التوقف عن طلبها.

وقال إن ذلك يتم بعدة طرق منها استخدام خليط من الدهون والملح والسكر في تلك الأطعمة بنسب محددة وبطرق علمية معقدة، للوصول إلى مزيج يستطيع التأثير على الخلايا العصبية بمركز السعادة والثواب في الدماغ وتحفيزها، بحيث يتزامن تناول تلك الأطعمة أو المشروبات غير الصحية مع الشعور بالسعادة والارتياح النفسي، كالحاصل في البرجر والبيتزا وغيرها من الأطعمة غير الصحية.

وأشار إلى عمل دراسات عديدة لتحسين الخصائص الميكانيكية للأطعمة كمستوى القرمشة والمضغ، والزمن الذي تمكث فيه في الفم خلال فترة المضغ وكيمياء الرائحة، عوضا عن دراسات نكهة وطعم المنتجات، حيث يتم ذلك عبر عمليات كيميائية واستخدام مكسبات الطعم.



توصيات



ودعا القحطاني المستهلكين إلى الحد من الإفراط في تناول الأطعمة السريعة، والبحث عن أطعمة تقل فيها الدهون والأملاح والسعرات الحرارية والسكر، والبحث عن خيارات أخرى غنية بالألياف والفيتامينات.

وطالب هيئة الغذاء والدواء، بالتنسيق مع القطاعات المعنية، بسن أنظمة وقوانين للحد من الدعاية والترويج للوجبات السريعة الضارة، ومنع الإعلانات الموجهة للطفل وحظر استخدام الشخصيات الكرتونية الشهيرة لذلك.