فواز عزيز

خرافات اليابان عند العرب

الخميس - 22 فبراير 2018

Thu - 22 Feb 2018

• بعض القصص التي نتناقلها وتدور في مجالسنا الواقعية والافتراضية هي خرافات لا يصدقها العقل، ومع ذلك نواصل نقلها وتدور بيننا، أحيانا بقصد التحفيز وأحيانا بقصد الإحباط وجلد الذات وأحيانا لغرابتها..!

• كثير من قصص غرائب اليابان التي تدور بيننا وتنال منا إعجابا بهم وحزننا على حالنا، اتضح أنها قصص من خرافات اليابان..!

• أتابع حساب «اليابان بالعربي» على «تويتر» الذي يعرف بنفسه أنه مبادرة للتعريف بـ «اليابان» باللغة العربية، واستمتع باجتهاد القائمين عليه لنفي كثير مما يتناقله العرب من خرافات عن اليابان، والعجيب أننا كعرب نكرر تلك الخرافات ويكرر الحساب النفي بالأدلة، رغم أنها لا تسيء لهم؛ إلا أنهم لا يحبون أن نراهم إلا على حقيقتهم دون مبالغات وخرافات..!

• قصص كثيرة نفاها الحساب ولا يزال يواصل النفي الذي ربما أشغله كثيرا عن أساس المبادرة، منها قصة صورة الموظف الكبير الذي يمسح حذاء موظف جديد، ونتداولها على أن كبار موظفي الشركات في اليابان اعتادوا على مسح أحذية الموظفين الجدد لكسر الكبر في نفوسهم، وكسر حاجز الخوف في نفوس الموظفين الجدد، بينما حقيقة الصورة أنها لمراسيم دخول موظفين جدد في شركة متخصصة في صناعة منتجات تلميع الأحذية، حيث يقوم الموظفون القدامى بتعليم الموظفين الجدد طريقة استخدام المنتج بطريقة صحيحة فقط، كما يروي حساب «اليابان بالعربي»، ويعلق بأن المدراء لا يمسحون أحذية الموظفين الجدد إلا في الخيال..!

• حساب «اليابان بالعربي» تابع لموقع متعدد اللغات يهدف إلى تعزيز التفهم الدولي لليابان، واستعراض القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتكنولوجية وغيرها، ويحتوي على الكثير من المعلومات والمواد الصحفية عن اليابان، لكن حسابه على «تويتر» انشغل أكثر بنفي الخرافات المنتشرة في العالم العربي عن اليابان؛ رغم أن أغلبها انتشر بغرض مدح اليابان، لكنها غير حقيقية،

أو أنها ليست في اليابان التي أصبحت مثيرة في نظر العرب، ليقوم البعض بنسبة أي قصة غريبة إلى اليابان، حتى لو كانت في بلد آخر، كما فعل مذيع إحدى القنوات حين تحدث عن اختراع شاشة تساعد سائقي السيارات لتفادي الضباب أثناء القيادة ونسب الاختراع لليابان، فجاء حساب «اليابان بالعربي» ليعلق على مقطع فيديو من البرنامج وكلام المذيع فيه، نافيا نسبتها إلى اليابان، مؤكدا أنها في الصين بناء على اللغة الظاهرة في المقطع، واختلاف مقعد قائد السيارة بين اليابان والصين، مضيفا أنه هكذا تنتشر الخرافات عن اليابان، فغضب المذيع مطالبا الحساب بالأدب أثناء التصحيح.. والمضحك أن الحساب اعتذر رغم أنه لم يخطئ ولم يقل أدبه..!

• في أحد تعليقات الحساب على بعض مرويات العرب عن خرافات اليابان، كتب «بعد كم مرة نفي ستنتهي هذه الخرافة؟!»، في إشارة لكثرة تكرارها وكثرة نفيها..!

• القصص الخيالية ليست حكرا على اليابان بل حتى الشأن المحلي مليء بالقصص والحكايات والأخبار المكذوبة أو المحرفة التي نروجها حتى تبلغ الآفاق، ثم نكتشف بأنها غير صحيحة، أو لم تنقل بالصورة الحقيقية لها، وكم من القصص التي وقعنا ضحيتها بطيبتنا وبساطتنا التي تمنحنا حق نشرها وترويجها قبل التثبت..؟!

• كان وما زال حساب «هيئة مكافحة الإشاعات» يمارس عملا جميلا بمكافحة الإشاعة، ويعطينا درسا بأن نوقظ الوعي فينا قبل نشر أو تدوير قصص لم تتأكد مصداقيتها..!

fwz14@