بانتظار جون كنيدي جديد من أجل السلام في الشرق الأوسط

رغم اتفاق وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين وإسرائيل منذ عدة أشهر، من المستحيل نسيان الأهوال التي يتعرض لها الفلسطينيون.

رغم اتفاق وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين وإسرائيل منذ عدة أشهر، من المستحيل نسيان الأهوال التي يتعرض لها الفلسطينيون.

الاحد - 23 نوفمبر 2014

Sun - 23 Nov 2014



رغم اتفاق وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين وإسرائيل منذ عدة أشهر، من المستحيل نسيان الأهوال التي يتعرض لها الفلسطينيون.

العدوان الإسرائيلي الأخير أجبر العالم على مشاهدة دماء الأطفال الفلسطينيين تسيل بغزارة والنساء يتحولن إلى أشلاء مبعثرة. تلا ذلك الكثير من الإدانات والانتقادات ولكن بلا نتيجة تذكر.

اتفاقات وقف إطلاق النار السابقة جميعها تم انتهاكها فيما بعد وتلاها سقوط مزيد من الضحايا.

الهجوم الأخير على الكنيس اليهودي في القدس يبين مرة أخرى أن العنف لن يؤدي إلا إلى العنف وأن كلا جانبي الصراع سوف يعاني.

فهل ستتبع اتفاقية وقف إطلاق النار الحالية نفس مسار الاتفاقيات السابقة؟

العالم يأمل دائما بظهور صوت شجاع للعدالة يضع حدا للاعتداءات الإسرائيلية بشكل نهائي. وهذا مهم بشكل خاص حاليا، حيث إن الرأي العام العالمي يعارض الاحتلال الإسرائيلي.

فهل هذا الصوت موجود؟ دعونا نعود بالذاكرة إلى أمريكا في يونيو 1963 عندما كانت توجد معارضة أمريكية حقيقية للأجندة الإسرائيلية، بالرغم من النفوذ الإسرائيلي المتصاعد داخل الحكومة الأمريكية والإعلام الأمريكي.

الرئيس الأمريكي جون كنيدي كان مشغولا بحرب رسائل متبادلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت دافيد بن جوريون حول مفاعل ديمونة النووي في إسرائيل.

كنيدي طالب بأن تراقب حكومته المفاعل مرة كل ستة أشهر لضمان عدم تطوير إسرائيل لأسلحة نووية، لكن بن جوريون رفض بعناد الطلب الأمريكي لاعتقاده الراسخ أن إسرائيل بحاجة إلى سلاح نووي لضمان أمنها، واتهم كنيدي أن موقفه يهدد وجود إسرائيل. كنيدي كان يرى أن حصول إسرائيل على السلاح النووي سيؤدي إلى خلخلة التوازن بشكل كبير في الشرق الأوسط وأن ذلك سيؤدي إلى إطالة الصراع في المنطقة. الضغوط التي مارسها كنيدي أدت إلى استقالة بن جوريون لصالح ليفي إشكول.

كنيدي هدد إشكول بأن استمرار الدعم الأمريكي مشروط برضوخ إسرائيل للمطالب الأمريكية بخصوص مفاعل ديمونة.

لكن جون كنيدي اغتيل بعد نحو ثلاثة أشهر قبل فرض موقفه على إسرائيل، وتولى نائبه ليندون جونسون منصب الرئاسة.

كانت المساعدات الأمريكية لإسرائيل في عهد كنيدي تصل إلى 40 مليون دولار سنويا، وكان 8% منها فقط لأغراض عسكرية.

ولكن بعد سنتين من رئاسة جونسون، ارتفعت المساعدات الأمريكية لإسرائيل بشكل كبير لتصل إلى 131 مليون دولار سنويا، نحو 71% منها لأغراض عسكرية.

استمرت المساعدات الأمريكية لإسرائيل بالارتفاع لتصل حاليا إلى 3.1 مليارات دولار سنويا. المساعدات الأمريكية لإسرائيل منذ 1965 ساعدت إسرائيل على أن تصبح إحدى أقوى الدول في العالم من الناحية العسكرية وغيرت موازين القوى بشدة لمصلحة إسرائيل في الشرق الأوسط، والنتيجة هي الوضع الخطير في فلسطين حاليا، تماما كما توقع كنيدي منذ نصف قرن.

حلول الذكرى 51 لوفاة كنيدي تعيد إلى الذاكرة حاجة الفلسطينيين إلى نسخة جديدة من جون كنيدي.

ولكن إلى أن يبرز جون كنيدي جديد، فإن أي موقف بسيط يمكن أن يتطور فجأة ويشعل النار ويؤدي إلى أحداث دموية في المنطقة.