انعكاسات الانتخابات الأمريكية النصفية

أظهرت انتخابات منتصف الولاية لعام 2014 في الولايات المتحدة الأمريكية عدم رضا الشعب الأمريكي عن الأوضاع الحالية للاقتصاد الأمريكي.

أظهرت انتخابات منتصف الولاية لعام 2014 في الولايات المتحدة الأمريكية عدم رضا الشعب الأمريكي عن الأوضاع الحالية للاقتصاد الأمريكي.

السبت - 22 نوفمبر 2014

Sat - 22 Nov 2014



أظهرت انتخابات منتصف الولاية لعام 2014 في الولايات المتحدة الأمريكية عدم رضا الشعب الأمريكي عن الأوضاع الحالية للاقتصاد الأمريكي. ما الذي يمكن أن نفهمه من هذه النتائج إذا أخذنا بعين الاعتبار أن حوالي ثلثي الناخبين لم يشاركوا فيها؟ البعض يقولون إن ذلك لا يعني الكثير، فيما يختلف معهم آخرون. ليس من غير الطبيعي أن يخسر حزب رئيس يقضي ولايته الثانية انتخابات الولاية النصفية خلال السنة السادسة للحكم. منذ عهد إعادة البناء في أمريكا (1863-1877)، هناك ثلاثة رؤساء فقط (روزفلت، بيل كلينتون، جورج بوش الابن) استطاعوا أن يفوزوا بمقاعد إضافية لأحزابهم خلال الانتخابات النصفية، لكن الانتخابات النصفية كانت دائما تلفت الانتباه إلى وضع الاقتصاد – وليس بالضرورة السياسة الخارجية.

السيناتور الجمهوري ميتش ماكونيا، الذي يقود الأغلبية في مجلس الشيوخ الآن، قال إنه مستعد للعمل مع الرئيس أوباما حول قضايا تتعلق بضرائب الشركات، مكافحة إيبولا، والقيام بعمل عسكري ضد تنظيم داعش، ولكن بالنسبة للقضايا المحلية، مثل الرعاية الصحية وحماية البيئة، فإن الجدل بين مجلس المندوبين في الكونجرس ومجلس الشيوخ سوف يشتد وتكون له آثار واضحة على الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016. بعيدا عن السياسة الداخلية، ماذا تعني سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب ومجلس الشيوخ في الكونجرس الأمريكي بالنسبة للاتفاق النووي مع إيران؟ مع اقتراب الموعد النهائي في 24 نوفمبر للتوصل إلى حل نهائي، قد يكون التغيير في المشهد السياسي الأمريكي إشكاليا. إذا وقفت السياسة الداخلية الأمريكية حجر عثرة للوصول أمام التوصل مع اتفاق مع إيران، فقد تزداد احتمالات حدوث شرخ في الإجماع الدولي على العقوبات ضد إيران. إضاعة مثل هذه الفرصة الفريدة لحل الخلاف النووي مع إيران يمكن أن تكون لها نتائج كارثية على إيران والولايات المتحدة، وتزيد حدة التوتر الموجود حاليا.

هناك حاجة لوضع مقاربة جديدة تستند إلى مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة. في غياب مثل هذه المقاربة، ستضيع هذه الفرصة النادرة. من مصلحة إيران والولايات المتحدة التوصل إلى اتفاقية لا تحل فقط المشكلة النووية، ولكن تمهد الطريق أيضا نحو التعاون في محاربة داعش، وبالإضافة إلى ذلك، هناك مصالح أمريكية في المنطقة، بما في ذلك احتواء انتشار الطائفية، الاستقرار في العراق وأفغانستان، وتقارب محتمل بين إيران والسعودية.

لم يكن التعاون بين إيران وأمريكا من جهة وإيران وجيرانها العرب يشكل حاجة ماسة في أي وقت من الأوقات أكثر منه في هذه المرحلة التي تهدد فيها الطائفية والتطرف استقرار المنطقة. هذا ببساطة يذكرنا أن الهامش من أجل الأحكام السيئة والقرارات الخاطئة على الجانبين أضيق من أي وقت مضى. المخاطر كثيرة والفشل في الوصول إلى اتفاق حول النووي مع إيران سيكون له انعكاسات سيئة. لا تزال هناك الكثير من النقاط الصعبة، لكن الاستمرار على الوضع الراهن ليس من مصلحة أحد ولا يمكن الاستمرار فيه.