أحمد الهلالي

حقيقة الذباب الالكتروني!

الاثنين - 19 فبراير 2018

Mon - 19 Feb 2018

مصطلح جديد، شاع تداوله بعد مقاطعة الرباعية العربية للنظام القطري، وأصبح يوصم به كل مغرد يدافع عن وجهة نظر المقاطعة حتى لو وقف على قدميه وأقسم الأيمان الغلاظ أنه إنسان كامل الأهلية لإبداء وجهة نظره في قضية تخص وطنه.

أكثر من يستخدم هذا المصطلح هم أتباع النظام القطري ومن لف لفهم من المرتزقة، وجاء إطلاقه مقابلا للمصطلح (خلايا عزمي) الذي أطلقه المغردون على المدافعين عن النظام القطري وهم ليسوا قطريين، إذ استطاع المغردون كشفهم من خلال مواقع اتصالهم، أو لهجاتهم التي لم يستطيعوا إخفاءها، ربما لضيق الوقت أو للغباء المستشري.

لا يستطيع مطلقو مصطلح الذباب الالكتروني توصيفه؛ لأنهم لو وصفوه لانطبق تماما على المصطلح الأول (خلايا عزمي)، فهي خلايا مستأجرة تحاول التعويض عن صمت القطريين الشرفاء، وعدم رضاهم عن جرائم نظامهم، وليس أدل على ذلك من سعادة الحجاج باستضافة خادم الحرمين الشريفين لهم بعد منع السلطات القطرية، ثم خروج الشيخ عبدالله آل ثاني وبناته والشيخ سلطان آل سحيم وغيرهم من الشرفاء، فلم يبق مدافعا عن نظام الحمدين سوى المرتزقة والمنتفعين.

لا تجد مواطنا عربيا شريفا يقف في صف النظام القطري المارق من العروبة، فجل العرب مشغولون بقضايا بلدانهم المعقدة، وجل من نراهم يرشقون السعودية والإمارات ومصر والبحرين مأجورون، فالأسماء المعروفة لم تقدم شيئا لبلدانها الأصلية، ولم تناصر قضاياها الأمنية أو التنموية، فكيف سيجدون الوقت للدفاع عن نظام يؤوي الإرهابيين ويحيك الدسائس والمؤامرات ضد أوطان أمته بوثائق دولية مثبتة ومعلنة، وهذه النماذج كثيرة، ولا تشرف مقالتي بذكر أسمائهم أو صفاتهم، فقد باعوا ضمائرهم بثمن بخس، وسيندمون، أما الأسماء الوهمية المنحولة فهي (الذباب الالكتروني/ خلايا عزمي).

عاجلا أم آجلا، وكرها أم طوعا، ستعود قطر إلى حاضنتها الخليجية والعربية، وسيجف مستنقع الذباب الالكتروني، ولا غرو أن يموت الذباب الوهمي، لكن كيف سيكون حال الذباب الالكتروني (المعروف)، الذي جند نفسه من أجل حفنة ريالات قطرية، وترك قضايا وطنه التي كانت أولى بطنين صوته وجهده، لكن هؤلاء فضلوا أن ينطبق عليهم المثل الشعبي عن الكلب السائب الذي لا يبالي الناس بنباحه ـ والقراء بكرامة ـ (ينبح في غير ساحة أهله)، فصاروا ذبابا (يطن في غير وطنه)!

ahmad_helali@