الحنين للماضي يعيد أيام البداوة فوق أسطح المنازل

على الرغم من التهافت الكبير للعائلات السعودية على شراء أحدث الديكورات لتأثيث المنازل من أرقى المحلات، والتنافس على حياة الترف، إلا أنها تحرص في نفس الوقت على اقتناء «بيت الشعر» الخيمة، وتشييدها فوق أسطح المنازل أو في فنائها، وذلك بهدف قضاء الأوقات فيها والاستمتاع بالعودة لأساليب الحياة القديمة ومنح المنزل خصوصية أيضا، إذ انتشرت خلال السنوات العشر الأخيرة ظاهرة تشييد بيوت الشعر فوق أسطح المنازل، وأيضا في حدائق المنازل، ويرى البعض أن بناء مثل هذه الخيام يعتبر عودة إلى الحياة القديمة التي تخلو من الديكورات الحديثة، بينما آخرون يرون أنها نوع من أنواع الترف خصوصا أنها في السابق كانت تقتصر على البدو الرحل، غير أن بيوت الشعر اقتحمت في الفترة الأخيرة أسطح المنازل وحدائقها رغما عن الحياة الحديثة

على الرغم من التهافت الكبير للعائلات السعودية على شراء أحدث الديكورات لتأثيث المنازل من أرقى المحلات، والتنافس على حياة الترف، إلا أنها تحرص في نفس الوقت على اقتناء «بيت الشعر» الخيمة، وتشييدها فوق أسطح المنازل أو في فنائها، وذلك بهدف قضاء الأوقات فيها والاستمتاع بالعودة لأساليب الحياة القديمة ومنح المنزل خصوصية أيضا، إذ انتشرت خلال السنوات العشر الأخيرة ظاهرة تشييد بيوت الشعر فوق أسطح المنازل، وأيضا في حدائق المنازل، ويرى البعض أن بناء مثل هذه الخيام يعتبر عودة إلى الحياة القديمة التي تخلو من الديكورات الحديثة، بينما آخرون يرون أنها نوع من أنواع الترف خصوصا أنها في السابق كانت تقتصر على البدو الرحل، غير أن بيوت الشعر اقتحمت في الفترة الأخيرة أسطح المنازل وحدائقها رغما عن الحياة الحديثة

الجمعة - 31 يناير 2014

Fri - 31 Jan 2014



على الرغم من التهافت الكبير للعائلات السعودية على شراء أحدث الديكورات لتأثيث المنازل من أرقى المحلات، والتنافس على حياة الترف، إلا أنها تحرص في نفس الوقت على اقتناء «بيت الشعر» الخيمة، وتشييدها فوق أسطح المنازل أو في فنائها، وذلك بهدف قضاء الأوقات فيها والاستمتاع بالعودة لأساليب الحياة القديمة ومنح المنزل خصوصية أيضا، إذ انتشرت خلال السنوات العشر الأخيرة ظاهرة تشييد بيوت الشعر فوق أسطح المنازل، وأيضا في حدائق المنازل، ويرى البعض أن بناء مثل هذه الخيام يعتبر عودة إلى الحياة القديمة التي تخلو من الديكورات الحديثة، بينما آخرون يرون أنها نوع من أنواع الترف خصوصا أنها في السابق كانت تقتصر على البدو الرحل، غير أن بيوت الشعر اقتحمت في الفترة الأخيرة أسطح المنازل وحدائقها رغما عن الحياة الحديثة

إذ تتميز هذه البيوت بمقاومتها لظروف البيئة الصحراوية، ويعد «السدو» من أبرز المواد التي تستخدم في بناء الخيمة، إذ إن هذه البيوت تصنع من هيكل حديدي وصبات خرسانية من الاسمنت لوضع الهيكل فوقها، بحيث تكون مرتفعة قليلا عن سطح الأرض حتى لا تدخل إليها المياه، كما يتم كساء الهيكل بطبقات من الأقمشة إضافة للعوازل الحرارية

ومن اللافت للنظر أيضا افتتاح كثير من المحلات المختصة بصناعة بيوت الشعر في الشوارع الرئيسة بالمدن، وذلك بسبب الإقبال الكبير على اقتناء الأشياء القديمة التي تعود إلى مئات السنين

ويؤكد عبد المعز اليافعي صاحب أحد محلات بيع بيوت الشعر في مدينة جدة، أن هناك إقبالا كبيرا على اقتناء هذه الخيام، سواء فوق أسطح المنازل أو في حدائقها، مشيرا إلى أن أسعارها متفاوتة، بحسب المساحة والخامات، مبينا أن الأسعار تبدأ من 10 آلاف ريال، وقد تصل إلى أكثر من 150 ألف ريال، بحسب الديكورات والكماليات التي يطلبها العميل

ويرى اليافعي أن من أهم الأدوات التي يحرص الزبائن على اقتنائها داخل الخيمة، الفناجين الطينية المصنوعة من الفخار، وتجهيز «الموقد» أو ما يسمى بالوجار لإعداد القهوة والشاي

في المقابل أشار المواطن فهد الأسمري إلى أنه أنشأ الخيمة فوق سطح منزله لسببين، أولهما شغفه بالماضي واستعادة جزء من ذكرياته، بينما يشير إلى أن السبب الآخر يعود إلى توافد كثير من الضيوف إلى منزله خصوصا القادمين من مدن مختلفة إما للزيارة أو لمراجعة بعض الإدارات الحكومية الأمر الذي دفعه إلى استغلال سطح المنزل لاستقبال هؤلاء الضيوف داخل «بيت الشعر»

وأضاف الأسمري أنه يحرص على دعوة أصدقائه لقضاء أجمل الأوقات، مشيرا إلى أنه يتم استخدام معظم الأدوات القديمة لإعداد القهوة والشاي، وبعض الأكلات الشعبية، وكذلك بعض الأدوات القديمة كالدلة، والمدفأة، خصوصا في أيام الربيع، ويرى فهد الأسمري أن هناك من يحرص على تشييد الخيمة من باب الترف، وآخرين من باب الحنين للماضي والحاجة للتوسع في المنزل، ووضعها في مكان يتلاءم مع العادات والتقاليد

إلى ذلك يعتقد الدكتور ناصر بن عوض الزهراني أستاذ علم الاجتماع في جامعة أم القرى بمكة المكرمة أن تسارع وتيرة الحياة الاجتماعية والتحولات الكبيرة التي طرأت خلال السنوات الأخيرة تعد السبب وراء العودة إلى الماضي من خلال بناء بيوت الشعر وممارسة بعض العادات القديمة أيضا، مؤكدا أن العودة للماضي تعتبر نافذة للهروب من ضغوطات الحياة اليومية، من خلال استذكار الماضي والحنين له، بحثا عن الهدوء والطمأنينة