الطوافة.. مسيرة اهتمام وعناية من بلاغ مكة التاريخي إلى العهد الحالي

»كل من كان من العلماء في هذه الديار أو من موظفي الحرم الشريف أو المطوفين، ذا راتب معين، فهو له على ما كان عليه من قبل إن لم نزده فلا ننقصه شيئا« هذا ما نص عليه ثالث أوامر بلاغ مكة التاريخي المنشور في العدد الأول من صحيفة أم القرى

»كل من كان من العلماء في هذه الديار أو من موظفي الحرم الشريف أو المطوفين، ذا راتب معين، فهو له على ما كان عليه من قبل إن لم نزده فلا ننقصه شيئا« هذا ما نص عليه ثالث أوامر بلاغ مكة التاريخي المنشور في العدد الأول من صحيفة أم القرى

الثلاثاء - 18 نوفمبر 2014

Tue - 18 Nov 2014



»كل من كان من العلماء في هذه الديار أو من موظفي الحرم الشريف أو المطوفين، ذا راتب معين، فهو له على ما كان عليه من قبل إن لم نزده فلا ننقصه شيئا« هذا ما نص عليه ثالث أوامر بلاغ مكة التاريخي المنشور في العدد الأول من صحيفة أم القرى عام (15 /5/1343 - 12 /12/1924م، إقرارا لمهنة قديمة العهد تستند إلى عمق خدمة المكيين لوفود الحجاج والمعتمرين، ولأهمية الدور الذي يؤديه المطوفون ووكلاؤهم والأدلاء في خدمة الحجاج وتسهيل أدائهم لمناسك الحج والزيارة فقد كانت هذه الطوائف محل عناية السعودية وتخضع أعمالهم لمتابعتها وإشرافها.



أرباب الطوائف



شهد عام (1389 - 1969م) صدور القرار رقم (129/ق) وتاريخ (23/4/1389) عن وزارة الحج يقضي بالموافقة على مشروع تعليمات انتخاب الهيئة الجديدة لطوائف أرباب خدمات الحجاج، وقضى القرار بتشكيل أربع هيئات وهي: المطوفون، والوكلاء، والأدلاء، والزمازمة، كما نص القرار على تشكيل هيئة عليا للمطوفين والوكلاء والأدلاء والزمازمة، وتشكيل ثلاث لجان الأولى في مكة والثانية في المدينة والثالثة في جدة ويرأس هذه اللجان مدير إدارة الحج في كل مدينة.

ودمجت مكاتب الوكلاء الحالية في مكتب واحد يطلق عليه اسم «مكتب الوكلاء الموحد» وتكليفه بالخدمات التي كانت تؤدى من أفراد طائفة الوكلاء، بقرار صادر عن وزارة الحج بتاريخ 1395هـ .

وفي ميدان تطوير الخدمات التي يقدمها أرباب الطوائف للحجاج شهد عام (1398هـ 1978م) صدور مرسوم ملكي برقم (م/2/3/13) وتاريخ 4/3/1398هـ يقضي بتنظيم مهنة الطوافة، وفي وقت لاحق صدر مرسوم ملكي برقم (4/ص/13162) وتاريخ 13/6/1399هـ يقضي بتحويل الطوافة إلى مؤسسات تعمل في إطار جماعي متعاون منظم مع قصر أعمالها على أهالي مكة المكرمة.



لوائح منظمة



ويعود تاريخ إنشاء الهياكل المؤسسية للطوافة إلى عام 1399هـ إثر صدور أمر ملكي بالموافقة على فكرة إقامة مؤسسات تجريبية لرفع مستوى مهنة الطوائف وخدمات الحجاج، وتترجم الفكرة إلى واقع بعد دراستها وهيكلتها عام (1402هـ 1982م) بإطلاق المؤسسات التجريبية ليحل العمل في إطار جماعي منظم ووضعت التعليمات واللوائح المنظمة له والهياكل الإدارية التي تحقق قيام تلك المؤسسات والأعمال الموكلة إليها بمشاركة أرباب الطوائف وفق تأهيلهم العلمي وخبرتهم وطاقتهم بدلا من العمل الفردي بقرار من وزير الحج رقم (444/ق/م) وتاريخ 18/11/1402هـ فأنشئت مؤسسة تجريبية لمجموعة حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا.



مؤسسات الطوافة



وتوسع تنفيذ القرار المؤسسي عام 1403هـ ليؤدي إلى قيام مؤسسات الطوافة طبقا للأنظمة التجارية، فصدر قرار بإنشاء مؤسسة تجريبية تسمى (مؤسسة حجاج إيران التجريبية) ثم المؤسسة التجريبية لمطوفي حجاج الباكستان والهند وتوابعها) التي جرى تغيير اسمها إلى (مؤسسة مطوفي دول جنوب آسيا)، وفي 1404هـ صدر القرار الوزاري بإنشاء (المؤسسة التجريبية لمطوفي حجاج الدول الأفريقية غير العربية) وإنشاء (المؤسسة التجريبية لمطوفي حجاج دول جنوب شرق آسيا)، وفي 1405هـ أمر القرار بإنشاء (المؤسسة التجريبية لمطوفي حجاج الدول العربية).

ولأهمية أعمال مؤسسات الطوافة ولضرورة اتخاذ قرارات سريعة في بعض أعمالها لتعلقها بالحج والحجاج فقد صدر قرار وزير الحج والأوقاف في عام 1408هـ يقضي بربط تلك المؤسسات به بهدف مصلحة العمل وسرعة اتخاذ القرارات.



مجموعات ميدانية



كما حولت وزارة الحج عام 1414هـ المكاتب التنفيذية لمؤسسات الطوافة والأدلاء إلى مجموعات عمل ميدانية لإيجاد جو من التنافس الشريف بين هذه المجموعات، وتم تشكيل المجموعات الميدانية واختيار أفرادها بدقة متناهية وحرص شديد ومعايير ثابتة وواضحة من الشباب والشيوخ ليجتمع عاملا الكفاءة والخبرة دون إيجاد فجوة بين الأجيال وذلك لأداء عمل متميز.

وعمدت الوزارة إلى تطوير العمل المؤسسي للطوافة باعتماد لائحة الانتخابات في القرار رقم (42/ق/م) تاريخ 3/4/1423هـ، كما أضافت إليه لوائح وتعديلات ما زالت تنشد تحقيق استمرارية الطوافة وتطويرها على كافة الأصعدة.