الرياضيات والشراكة المجتمعية

من خلال عملي والذي امتد لأكثر من 26 سنة في مجال التعليم حيث عملت معلمة لمادة الرياضيات للمرحلة الابتدائية، وخلال تلك السنوات لم يمض عام ولله الحمد إلا وكان هناك إنجاز ولطالباتي بصمة، ولكنني أعتبر أهم مشروع قدمته هو تطبيقي لمشروع الشراكة المجتمعية، ذلك المشروع الذي كان من ضمن برنامج تطوير المدارس الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله

من خلال عملي والذي امتد لأكثر من 26 سنة في مجال التعليم حيث عملت معلمة لمادة الرياضيات للمرحلة الابتدائية، وخلال تلك السنوات لم يمض عام ولله الحمد إلا وكان هناك إنجاز ولطالباتي بصمة، ولكنني أعتبر أهم مشروع قدمته هو تطبيقي لمشروع الشراكة المجتمعية، ذلك المشروع الذي كان من ضمن برنامج تطوير المدارس الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله

الثلاثاء - 24 فبراير 2015

Tue - 24 Feb 2015

من خلال عملي والذي امتد لأكثر من 26 سنة في مجال التعليم حيث عملت معلمة لمادة الرياضيات للمرحلة الابتدائية، وخلال تلك السنوات لم يمض عام ولله الحمد إلا وكان هناك إنجاز ولطالباتي بصمة، ولكنني أعتبر أهم مشروع قدمته هو تطبيقي لمشروع الشراكة المجتمعية، ذلك المشروع الذي كان من ضمن برنامج تطوير المدارس الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله.

ويقصد بالمشاركة المجتمعية في مجال التعليم بأنها الجهود التي تبذلها المدرسة والقائمون على إدارتها في التعاون والتلاحم مع قوى المجتمع والبيئة المحيطة بالمدرسة، والعملية التعليمية، وذلك لبناء جسور من العلاقات والثقافات والمفاهيم المشتركة والتبادلية والتي تهتم بالارتقاء والنهوض بالتعليم كمؤسسة وكعمليات مترابطة وإجراءات بغرض تفعيل الدور الذي تقوم به المؤسسة التعليمية في المجتمع.

ومن هذا المنطلق تبنى قسم الرياضيات في مكة المكرمة تنفيذ هذا المشروع وقمت بتطبيقه في مدرستي، وكان خاصا بالشراكة المجتمعية في تدريس الرياضيات بين المنزل والمدرسة، وجاءت فكرة تنفيذ المشروع لتطوير العملية التعليمية لمادة الرياضيات من خلال التواصل بين البيت والمدرسة، وإنشاء حلقة ربط بين مادة الرياضيات وبيئة الطالبة، وتبادل الخبرات بين البيت والمدرسة في سبيل علاج وتحسين مستوى الطالبات، وتوضيح فاعلية المناهج المطورة في تحسين المخرجات التعليمية وتأهيل الطالبات للاختبارات العالمية والوطنية، وتقليل التشتت لدى الطالبة بسير المدرسة والمنزل على أسلوب موحد في شرح الدروس قدر الإمكان.

وتم ذلك بعمل ورش تدريبية للأمهات وتبسيط بعض المفاهيم الرياضية من خلال إقحام الرياضيات في المنزل وكيفية تطبيق بعض المفاهيم من خلال خامات المنزل البسيطة، فأصبحت الأم شريكة للطالبة في تلقي المعلومة وشريكة للمعلمة في نقل المعلومة.
.
أصبحت الأم معلمة أخرى.
.
.
تحضر للمدرسة لشرح أحد الدروس أو تصحيح بعض الأوراق أو تتلقى درسا أشكل عليها فهمه في المنزل، بل إنه تم حل بعض التمارين على السبورة من قبل الطالبة والأم تتابع والعكس صحيح، ونتج عن ذلك معرض رائع من خامات المنزل وإنتاج الأمهات خاص بوسائل رياضيات، كان من أهم نتاج الشراكة في الرياضيات تحسن مستوى الطالبات بشكل ملاحظ في مادة الرياضيات، وزيادة القابلية لتعلم المادة وتخطي حاجز الخوف منها، وزيادة الألفة والترابط بين الطالبات ومادة الرياضيات ومعلماتها، وتعزيز الثقة بين المعلمة وأم الطالبة في التعامل والرفع من مستوى الطالبة التحصيلي.

وتعرفت الأم على طرق تدريس ابنتها مما ساعد على وجود حلقة وصل بين المدرسة والبيت وتنمية روح العطاء وحب العمل التطوعي، وتخفيف العبء على المعلمة لوجود تعاون متبادل بينها وبين أمهات الطالبات في الاستذكار والمتابعة.

ومهما كتبت عما حصدته من تلك الشراكة فلن أوفي الموضوع حقه ولكني أعتبره أهم إنجاز لي خلال فترة عملي، وقد علقت إحدى الأمهات بقولها: كنا نحضر للمدرسة إما لحضور حفل تكريم طالبة أو نقاش ضعف طالبة، لكن أن تحضر الأم وهي مستعدة لشرح درس أو حضور حصة أو تصحيح ورقة أو إنتاج وسيلة، فهذا الذي لم نكن نحلم به ولكنه تحقق! كلماتها تلك جعلتني أزداد عزيمة وإصرارا على الاستمرار في نشر ثقافة الشراكة المجتمعية وأهميتها في جميع وسائل الإعلام والاتصال، فجميعنا شركاء في التربية وشركاء في التعليم.