العزل الحراري يخفض فواتير الكهرباء

 

 

الخميس - 06 نوفمبر 2014

Thu - 06 Nov 2014



يستكثر البعض زيادة (5-7%) من تكلفة بناء منزله لأعمال العزل الحراري الجيدة ولمرة واحدة في العمر لرفع كفاءة الطاقة داخل غرف البيت.. بينما قد يدفع أضعاف هذا المبلغ على تكاليف فواتير الكهرباء وعلى إصلاح الأثاث خلال السنوات الأولى من عمر المنزل بسبب انخفاض كفاءة التبريد الناتجة عن تسرب الحرارة العالية!!

وفي ظني ليست فقط تجهيزات البيت الداخلية هي التي تتأثر بالتسرب الحراري من الحوائط الخارجية غير المعزولة، بل حتى نفسيات سكان المنزل تتأثر بشكل ملحوظ، حيث يتحول المسكن لبيئة «طاردة» لأفراد العائلة، وبدلاً من التجمع في صالة المعيشة عالية الحرارة لتناول الطعام سيفضلون المطاعم أو الاستراحات، وحينها ليس غريباً أن تزيد حالات الانفصال العائلي يوماً بعد يوم وقد يكون السبب التفريط في حماية المنزل من قسوة حرارة المناخ الخارجي.

وهناك عدد من الوسائل المباشرة لرفع كفاءة الطاقة وخفض استهلاك الكهرباء منها بناء الحوائط والأسقف الخارجية المزدوجة والمبطنة بمواد العزل، وتقليل مسطحات النوافذ مع استخدام قطاعات الزجاج المزدوجة والعازلة للحرارة، إضافة لطلاء الحوائط بالألوان الفاتحة بدلاً من الداكنة لخفض تخزينها للحرارة.

لكن توافر بعض الحلول المعمارية البسيطة في تصميم المبنى ستسهم بشكل فعال برفع كفاءة الطاقة داخل المنزل، ومن هذه المعالجات توجيه الضلع الأطول للمبنى باتجاه الشمال أو الجنوب لاستقبال أقل كمية من أشعة الشمس المباشرة من الغرب أو الشرق، وكذلك استخدام «كواسر الشمس» في الواجهات الغربية والشرقية، وأيضاً فإن خفض ارتفاع أسقف الغرف والصالات يسهم بشكل كبير في الاستفادة من رفع كفاءة أجهزة التكييف وخفض استهلاك الطاقة.

ويجب ألا ننسى التشجير المنزلي الخارجي فهو يشكل وقاية أولية من الإشعاع الحراري تجاه غرف المنزل ويخفض درجة الحرارة المحيطة بفضل عامل «النتح» المائي من أوراق الشجر والرطوبة الناتجة عنها.

وقد أعجبني تعاون أربع جهات حكومية ذات علاقة برفع كفاءة الطاقة والعزل الحراري وهي وزارات البلديات والكهرباء والتجارة إضافة للهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس في الحملة التوعوية الوطنية بين ملاك المباني والمكاتب الاستشارية المصممة للمباني والمشرفة على تنفيذها، إضافة لاتفاق جميع الجهات على وضع آلية قوية لتطبيق الأمر السامي الكريم بخصوص إلزام ملاك المباني باستعمال أنظمة العزل الحراري عند التنفيذ، وربط توفير خدمة الكهرباء في المبنى بهذا الالتزام.

لكني أظن أن أحد أهم العوائق التي ستواجه آلية الإلزام بتطبيق أنظمة العزل الحراري في المباني هو تكليف شركات «الكهرباء» لتكون الجهة المتابعة للتنفيذ على الطبيعة، فلا أظنها ستكون قادرة على تنفيذ كشوفات فنية بهذا الحجم الهائل خاصة في ظل طفرة البناء الحالية والمستقبلية. كما أن اكتفاء تطبيق الحملة الإلزامية في الفترة القادمة على المباني الأقل من «ثلاثة أدوار» يعني أن المستهلك الأقل للطاقة والكهرباء هو المستهدف بالحملة، بينما المباني ذات الارتفاعات العالية، الأكثر هدرا للطاقة ستكون بمنأى عن الإلزام على الأقل في المرحلة الحالية!!