الرقص على أنغام القانون
سنابل موقوتة
سنابل موقوتة
السبت - 03 فبراير 2018
Sat - 03 Feb 2018
عند الحديث عن الرقص والغناء فإن أول شيء يحضر في ذهني هو صورة القذافي وهو يحث الناس على الرقص والغناء في بدايات الثورة عليه، وهذا بالطبع خلل في محفزات الخيال لدي وليس لأن الغناء يشبه القذافي.
وأحيانا أقنع نفسي بأن هذا خلل منطقي ومتسق مع سياقات الواقع، فالأحداث في خلال هذا العقد من الزمن متسارعة وغريبة ولا علاقة لها بالمنطق وهذا يؤدي إلى شيء من الخلل في القدرة على التحليل وحتى استخدام العقل أو التفكير بشكل عام.
وفي الفترة الأخيرة كثرت «جرائم» الرقص، وهي جرائم لأن القانون يقول ذلك، أو هكذا يفترض أن يقول لأني لا أعرف النص القانوني الذي يحاكم بموجبه الراقصون أو المبتهجون، ولكن لا بد أن هناك شيئا من هذا القبيل لأن قضايا الرقص والغناء تحال إلى النيابة العامة.
فالمنطق والقانون يقولان إنه «لا عقوبة بلا نص»، وأنا أفترض جدلا أن هنالك نصا واضحا وعقوبة واضحة لأن النيابة العامة يفترض أنها لا تعمل وفق «ما يطلبه المغردون».
وأتمنى ـ صادقا ـ أن يبعد الله عن هذا المقال أولئك الأذكياء الذين سيفهمون أني أطالب بالرقص في الشوارع كأسلوب حياة، وكذلك ذلك الصنف الآخر من العباقرة الذين سيستنتجون أني أكتب ضد الفرح والبهجة والسعادة.
لست مهتما بمن يرقص أو بمن يبكي في الشارع، أو في «حوش» منزلهم ـ وأرجو ألا يكون عدم اهتمامي بالأمر جريمة هو الآخر ـ كل ما في الأمر أني أحاول الفهم، صحيح أني أحاول فعل ذلك دائما وأفشل فشلا ذريعا مريعا، ولكن ربما كانت ذاكرتي تشبه ذاكرة الذبابة؛ ولذلك أعاود الكرة في كل مرة؛ لأني نسيت أني فشلت في المرة السابقة، وسأفعل في اللاحقة.
سبب إشكالية الفهم التي أعاني منها في هذه القصة وفي غيرها من القصص المشابهة هو أني مقتنع ـ لسبب لا أفهمه ـ أن الجريمة لها توصيف معين يعاقب فاعلها بغض النظر عن جنسه وجنسيته ولونه متى تكاملت أركانها. ثم تأتي مثل هذه القصص التي تربكني، لأنه حين «ترقص» سائحة أجنبية تشارك في رقصة شعبية يعتبر الأمر ظريفا وجميلا ثم حين تفعل ذات الأمر سعودية يتحول الأمر إلى جريمة تستنفر من أجلها النيابة العامة. وحين يرقص النساء والرجال بشكل جماعي في المهرجانات الوطنية أو الغنائية لا يتم التدقيق كثيرا في الأمر، لكن حين يتم بشكل فردي يعتبر الأمر مخلا بالقانون.
وأعيد لمرة أخرى بأني لست ضد هذه ولا مع تلك، فأنا لا أجيد الرقص ولا الغناء ـ واسألوا جيراني ـ كل ما في الأمر أني لم أفهم وصف «الجريمة» حتى آخذ احتياطاتي قبل أن أتهور وأرقص في الكورنيش أو أغني في الحمام.
وعلى أي حال..
وحتى نفهم القانون ونعرف ماذا يريد بالتحديد، فأنتم تعرفون القذافي، رحمه الله، وأنه لم يكن ناصحا أمينا، وكانت أفكاره إجرامية وشاطحة، ولذلك فإن الأخذ بنصائحه والرقص والغناء يبدو أمرا غير مستحب والله أعلم.
@agrni
وأحيانا أقنع نفسي بأن هذا خلل منطقي ومتسق مع سياقات الواقع، فالأحداث في خلال هذا العقد من الزمن متسارعة وغريبة ولا علاقة لها بالمنطق وهذا يؤدي إلى شيء من الخلل في القدرة على التحليل وحتى استخدام العقل أو التفكير بشكل عام.
وفي الفترة الأخيرة كثرت «جرائم» الرقص، وهي جرائم لأن القانون يقول ذلك، أو هكذا يفترض أن يقول لأني لا أعرف النص القانوني الذي يحاكم بموجبه الراقصون أو المبتهجون، ولكن لا بد أن هناك شيئا من هذا القبيل لأن قضايا الرقص والغناء تحال إلى النيابة العامة.
فالمنطق والقانون يقولان إنه «لا عقوبة بلا نص»، وأنا أفترض جدلا أن هنالك نصا واضحا وعقوبة واضحة لأن النيابة العامة يفترض أنها لا تعمل وفق «ما يطلبه المغردون».
وأتمنى ـ صادقا ـ أن يبعد الله عن هذا المقال أولئك الأذكياء الذين سيفهمون أني أطالب بالرقص في الشوارع كأسلوب حياة، وكذلك ذلك الصنف الآخر من العباقرة الذين سيستنتجون أني أكتب ضد الفرح والبهجة والسعادة.
لست مهتما بمن يرقص أو بمن يبكي في الشارع، أو في «حوش» منزلهم ـ وأرجو ألا يكون عدم اهتمامي بالأمر جريمة هو الآخر ـ كل ما في الأمر أني أحاول الفهم، صحيح أني أحاول فعل ذلك دائما وأفشل فشلا ذريعا مريعا، ولكن ربما كانت ذاكرتي تشبه ذاكرة الذبابة؛ ولذلك أعاود الكرة في كل مرة؛ لأني نسيت أني فشلت في المرة السابقة، وسأفعل في اللاحقة.
سبب إشكالية الفهم التي أعاني منها في هذه القصة وفي غيرها من القصص المشابهة هو أني مقتنع ـ لسبب لا أفهمه ـ أن الجريمة لها توصيف معين يعاقب فاعلها بغض النظر عن جنسه وجنسيته ولونه متى تكاملت أركانها. ثم تأتي مثل هذه القصص التي تربكني، لأنه حين «ترقص» سائحة أجنبية تشارك في رقصة شعبية يعتبر الأمر ظريفا وجميلا ثم حين تفعل ذات الأمر سعودية يتحول الأمر إلى جريمة تستنفر من أجلها النيابة العامة. وحين يرقص النساء والرجال بشكل جماعي في المهرجانات الوطنية أو الغنائية لا يتم التدقيق كثيرا في الأمر، لكن حين يتم بشكل فردي يعتبر الأمر مخلا بالقانون.
وأعيد لمرة أخرى بأني لست ضد هذه ولا مع تلك، فأنا لا أجيد الرقص ولا الغناء ـ واسألوا جيراني ـ كل ما في الأمر أني لم أفهم وصف «الجريمة» حتى آخذ احتياطاتي قبل أن أتهور وأرقص في الكورنيش أو أغني في الحمام.
وعلى أي حال..
وحتى نفهم القانون ونعرف ماذا يريد بالتحديد، فأنتم تعرفون القذافي، رحمه الله، وأنه لم يكن ناصحا أمينا، وكانت أفكاره إجرامية وشاطحة، ولذلك فإن الأخذ بنصائحه والرقص والغناء يبدو أمرا غير مستحب والله أعلم.
@agrni